مرتجى سعيد أحمد (25 عاماً)، شاب من محافظة أبين، جنوبي اليمن، التي تشهد مواجهات مسلحة بين القوات الحكومية ومسلحين من تنظيم القاعدة .
أصيب مرتجى في يونيو/ حزيران الماضي بانفجار لغم ارضي أدى إلى بتر كامل لليد اليمنى من مفصل المعصم، وإلى كسور مضاعفة ومتهتكة لعظمتي الزند والكعبرة للساعد الأيسر مع نزيف داخلي شديد في البطن ناتج عن تمزق للأمعاء والمرارة وفقاً لتقرير طبي صادر عن مستشفى النقيب في عدن حيث أجريت له الإسعافات الأولية وعمليات جراحية .
لا يزال مرتجى بحاجة إلى أكثر من عملية، والأسبوع الفائت أطلقت الحملة الشعبية للتضامن مع نازحي أبين نداء استغاثة لإنقاذ حياة مرتجى .
ويرقد مرتجى في مستشفى بعدن بانتظار يد الخير والمساعدة، وتقطن أسرته في إحدى مدارس عدن حيث تم إيواء آلاف الأسر من نازحي أبين الذين يقدر عددهم ب100 ألف نازح ويتوزعون على محافظات عدن ولحج وشبوة .
وحيدون ومنسيون . . يعيش نازحو أبين أوضاعاً مأساوية وهم يصرخون كل يوم ولا أحد يسمع صراخهم أو يستمع إلى شكواهم، إنهم خارج حسابات الساسة وبرامج حكومة الوفاق الوطني وخارج بنود المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن الدولي، الذي ركز على المدن الرئيسية ونسي الأطراف .
علم محمد سالم إحدى النازحات، تهدم منزلها نتيجة القصف واضطرت للنزوح إلى عدن مع أطفالها الثلاثة وزوجها، وهي الآن تقطن إحدى مدارس عدن، وتتمنى قليلا من الاهتمام بمأساة النازحين .
تقول علم: “لم يقم أي من مسؤولي الحكومة بزيارتنا ونعيش على معونات المنظمات الدولية وفاعلي الخير، ونرجو إيجاد حلول لمشكلة النازحين والحد من معاناتهم” .
وتضيف: “أرغب في العودة إلى مدينتي، ولكن كيف؟ وحتى إذا توقفت المواجهات فلن أستطيع العودة بعد هدم بيتي، من سيعوضنا؟” .
عضو المجلس المحلي لمحافظة أبين عبدالمجيد الصلاحي، وصف وضع النازحين بأنه “بائس للغاية”، ويضيف قائلاً ل”الخليج”: “حجم المأساة لم تستوعبها الحكومة ولا المنظمات الدولية، الجميع تعاملوا مع النازحين كمن يتضرر من حادث فيضانات، كأنهم فقدوا السكن، رغم أنهم فقدوا كل حياتهم، يأكل النازحون من براميل القمامة ويعيشون أوضاعاً قاسية” .
ويضيف: “تم توزيع النازحين إلى عدن على 84 موقعاً منها 82 مدرسة، ولا تتوافر في هذه المدارس مياه صالحة للشرب، كما لا توجد شبكة للصرف الصحي، وحصلت مؤخراً اعتداءات على النازحات، منها قضايا تحرش جنسي ومحاولات اغتصاب” .
ونظم أهالي منطقة “القلوعة” في عدن تظاهرة نهاية الشهر الفائت للمطالبة بإخراج نازحي أبين من مدارس أطفالهم، فالدراسة متوقفة في مدارس عدن التي تحولت إلى مراكز لإيواء النازحين، والسلطات المحلية وقفت عاجزة أمام تقديم حلول وبدائل .