اخبار الساعة
قبل دقائق من انقضاض شاحنة صغيرة على المارة وخروج أشخاص راحوا يطعنون الناس عشوائيا بالسكاكين، كانت المطاعم والبارات مساء السبت تغص بالناس في ليلة صيفية معتدلة في وسط لندن حيث اجتمعوا لمشاهدة المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا على شاشات كبيرة.
وخلال دقائق، قتل سبعة أشخاص قبل أن تقتل الشرطة ثلاثة مهاجمين بالرصاص. وأبلغ جهاز الاسعاف عن نقل 48 شخصا إلى المستشفيات.
وروى الناس الذين تجمعوا للسهر مساء السبت بالقرب من نهر التايمز كيف تحولت سهرتهم إلى ليلة رعب.
– رأيتها تطير في الهواء –
في البدء انقضت شاحنة صغيرة بيضاء بسرعة على المارة على جسر لندن بريدج فهرع من أفلتوا من الدهس لمساعدة المصابين. عندها التفت السيارة وانقضت بسرعة مجددا على الناس المتجمعين على الطريق، وفق ما أكد الشهود.
وقال الساندرو لإذاعة بي بي سي “رأيت الحافلة الصغيرة تتحرك بسرعة يمينا ويسارا، يمينا ويسارا، لتصدم أكبر عدد من الناس″. واضاف “حاولنا مساعدة خمسة أو ستة أشخاص، كلهم شباب”.
وقال مارك الذي كان في وسط شارع لندن بريدج يلتقط صورا لمبنى تاور بريدج ان السيارة كانت “تتحرك مسرعة من جنب لآخر. رأيتها تصدم الناس. صدمت فتاة ورفعتها 20 قدما (ستة أمتار) عن الأرض. مسكينة. رأيتها تطير في الهواء”.
وأضاف لإذاعة بي بي سي “كان هناك ما بين خمسة إلى ستة أشخاص على الأرض، لا شك أنهم أصيبوا بجروح خطرة”.
وقالت دي البالغة من العمر 26 عاما وهي من سكان لندن لفرانس برس “أنا أكيدة أنه اعتداء إرهابي. رأيت الشاحنة الصغيرة تنحرف جنوبا وتصدم سور جسر لندن بريدج، ثم خرج منها رجل يحمل سكينا. كان يجري ثم نزل الدرج وتوجه إلى حانة”.
وروى سائق سيارة الأجرة كريس لإذاعة “ال بي سي” أنه شاهد رجالا يشهرون سكاكين طويلة يخرجون من الشاحنة. وقال “خرج ثلاثة رجال يحملون ثلاثة سكاكين طويلة، طولها ربما 12 بوصة (30 سنتمترا). راحوا يطعنون كل من يصادفونه في طريقهم”.
وروى إريك أنه رأى الرجال الثلاثة يخرجون من الشاحنة لكنه ظن أنهم يريدون إسعاف من أصيبوا لكنهم “قاموا بركلهم ولكمهم ثم أخرجوا السكاكين. كانت حالة جنون”.
توجه المهاجمون بعدها إلى حي بورو ماركت وهم يصرخون “هذا باسم الله”.
– نزيف –
قال أليكس شيلوم الذي كان في حانة مادلارك قرب لندن بريدج انه رأى شابة تترنح، “كانت تنزف من رقبتها ومن فمها”. وأضاف لإذاعة بي بي سي “بدا لي ولأصحابي أنها ذبحت”.
وبث المهاجمون الذين كانوا يرتدون سترات ناسفة وهمية الذعر وانقضوا طعنا على أول شرطي صادفوه في المكان.
وخلال ثماني دقائق من أول اتصال بخدمة الطوارىء، قتلت الشرطة المهاجمين الثلاثة.
وبعد وصولها الى المكان، طلبت الشرطة من الناس البقاء داخل المطاعم والحانات حفاظا على سلامتهم، والاحتماء تحت الطاولات. ثم طلب منهم وضع أيديهم فوق رؤوسهم.
ثم طلب الشرطيون من الناس الجري والابتعاد عن المكان فهرعوا مرعوبين وكان كثير منهم يبكون ويواسون بعضهم.
وأغلقت الطرق وأخلت الشرطة المنطقة.
– دماء على ملابس الشرطة –
وقال جيرار كافانار المقيم بالقرب من تاور بريدج وعمره 46 عاما لفرانس برس “رأيت العديد من الطباخين بملابسهم البيضاء، أحدهم كان الدم يغطي كتفه”.
وسيرت الشرطة زوارق في نهر التايمز في حين حامت طائرات هليكوبتر فوق المنطقة، وفق مراسلي فرانس برس.
وهبطت طائرة هليكوبتر تابعة لخدمة الطوارىء على جسر لندن بريدج الذي غطته حاجيات متروكة فيما كان المسعفون ينقلون الناس على حمالات الى سيارات الإسعاف.
وشوهد بعض الناس يغادرون المكان وهم ملتحفون بأغطية الطوارىء مع انتشار عناصر من الشرطة بأسلحتهم.
وعرض بعض الناس على تويتر استقبال من لم يتمكنوا من الوصول إلى منازلهم ومن بينهم بيا كوركهيل وعمرها 17 عاما التي قالت لفرانس برس أن أحد المهاجمين طارد صديقها بسكين.
وقالت “اريد العودة الى المنزل. لكن لا أعرف كيف”
من جانبه، قال عمدة لندن صادق خان الأحد للصحفيين في تعليقات بثتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن بعض المصابين الـ48 في الهجمات التي وقعت بوسط لندن حالتهم “حرجة”.
وكان بيتر رودس، مساعد مدير عمليات خدمة الإسعاف في لندن، قد قال: “لقد نقلنا 48 مصابا لخمسة مستشفيات في أنحاء العاصمة البريطانية، كما قمنا بعلاج عدد من المصابين بإصابات طفيفة في موقع الحادث”.
وبعد الاعتداء، اعلن حزب المحافظين البريطاني الأحد تعليق حملته الوطنية للانتخابات التشريعية التي ستجرى في الثامن من حزيران/ يونيو.
وقال ناطق باسم الحزب إن “حزب المحافظين لن يقوم بحملة على المستوى الوطني اليوم. سنراجع هذا القرار خلال النهار مع ظهور تفاصيل جديدة عن الاعتداء”.
ومن أبرز ردود الفعل في بريطانيا والخارج على الاعتداء.
– بريطانيا
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: “يتم التعامل مع الحادث الرهيب في لندن على أنه عمل ارهابي”.
رئيس بلدية لندن صادق خان: “انه اعتداء متعمد وجبان ضد لندنيين أبرياء وزوار لمدينتنا كانوا يمضون سهرة السبت. ليس هناك أي مبرر ممكن لمثل هذه الأعمال الوحشية”.
جيريمي كوربن زعيم حزب العمال البريطاني: “حوادث وحشية ومرعبة”.
نيكولا ستورجن، رئيسة وزراء اسكتلندا: “انباء مروعة من لندن”.
– الولايات المتحدة
قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أشاد في اتصاله الهاتفي مع ماي “برد الفعل البطولي للشرطة والاطراف الاخرى التي تدخلت، وعرض الدعم الكامل لحكومة الولايات المتحدة في التحقيق وإحالة المسؤولين عن هذه الاعمال الشريرة الى القضاء”.
وزارة الخارجية الأمريكية: “هجمات جبانة على مدنيين أبرياء” و”الولايات المتحدة مستعدة لتقديم كل مساعدة يمكن ان تطلبها سلطات المملكة المتحدة”.
بيل دي بلازيو رئيس بلدية نيويورك: المدينة “تقف في صف اللندنيين” و”نصلي من أجل الضحايا وعائلاتهم وافراد قوات الامن الشجعان”.
ادرو كومو حاكم ولاية نيويورك: “أعمال جبانة وجنونية”.
– كندا
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: “انباء رهيبة من لندن”. “الكنديون متحدون للتعبير عن تضامنهم ودعمهم لاصدقائنا في لندن”
رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار: “نتوجه بفكرنا إلى ضحايا الاعتداء على قيمنا الديموقراطية في لندن”.
– فرنسا
رئيس الجمهورية ايمانويل ماكرون: “في مواجهة هذه المأساة الجديدة، تقف فرنسا اليوم أكثر من اي وقت مضى الى جانب بريطانيا. أفكر في الضحايا وأقاربهم”.
– المانيا
المستشارة الالمانية انغيلا ميركل: “تجاوزا لكل الحدود، يجمعنا اليوم الهلع والحزن وكذلك التصميم”. واضافت “اؤكد نيابة عن ألمانيا: في المعركة ضد كل أشكال الارهاب نقف بثبات الى جانب بريطانيا”.
– الاتحاد الأوروبي
رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر: “اتابع بهول الاحداث الأخيرة في لندن. افكاري وصلواتي للضحايا وعائلاتهم”.
– استراليا
رئيس الوزراء الاسترالي مالكولم ترنبول: “نصلي ونتضامن اليوم وكما هي العادة مع الشعب البريطاني في مواجهة الهجمات الارهابية في لندن”.
– نيوزيلندا
رئيس الوزراء النيوزيلندي بيل انغليش: “افكار نيوزيلندا مع ضحايا هجوم اليوم وعائلاتهم وأصدقائهم. قلوبنا معكم. الارهابيون انتزعوا حياة كثيرين مسببين الالم والمعاناة لاشخاص أبرياء”.
– ردود فعل أخرى
اريانا غراندي التي ستشارك في حفلة غنائية خيرية الاحد تكريما لضحايا اعتداء مانشستر (22 قتيلا في 22 أيار/ مايو): “أصلي من أجل لندن”.
المصدر : وكالات