اخبار الساعة - وكالات
علنت الخارجية التركية أنها استدعت، مساء الخميس، سفير الولايات المتحدة لدى أنقرة وأبلغته برفضها لقرار السلطات الأمريكية اعتقال 12 من حراس الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
وقالت الخارجية في بيان صدر عنها بهذا الصدد إن "قرار السلطات الأمريكية إعطاء أوامر باعتقال الحراس الأتراك لا يعد قرارا مستقلا ولا موضوعيا".
وأضافت الوزارة أنها أشارت للسفير الأمريكي إلى أن "هذا القرار، الذي اتخذته السلطات الأمريكية، خاطئ ومنحاز ولا أساس قانوني له"، مشددة خلال الحديث على أن "المناوشات أمام مقر السفير التركي لدى واشنطن وقعت نتيجة عجز عناصر خدمات الأمن الأمريكية عن اتخاذ التدابير الضرورية".
كما قالت الخارجية التركية في البيان إنه "لو اتخذت السلطات الأمريكية إجراءات مناسبة كتلك التي تتخذها خلال زيارات رفيعة على هذا المستوى، لما وقع هذا الحادث".
وأشارت الخارجية إلى إبلاغ السفير بأنه لا يمكن تحميل المواطنين الأتراك مسؤولية ما حدث أمام السفارة، في ظل التقصير الأمني من الجانب الأمريكي.
و لفتت الخارجية إلى تغاضي السلطات الأمريكية عن اقتراب محتجين مزعومين، من السفارة التركية، وهم يحملون رايات ورموز منظمة إرهابية.
كما أشارت إلى عدم قيام واشنطن بأي إجراءات بحق رجال الأمن الأمريكيين الذين اعتدوا على أفراد حماية وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمام السفارة.
وشددت الخارجية على أن تلك الممارسات لا تتماشى مع الحد الأدنى لمفهوم العدالة، الأمر الذي جرى إبلاغ السفير الأمريكي به.
أردوغان يرد على إصدار واشنطن أوامر اعتقال بحق 12 من حراسه
بدوره، انتقد الرئيس التركي بشدة إصدار السلطات الأمريكية أوامر باعتقال 12 من مرافقيه الشخصيين، مؤكدا أن أنقرة ستعارض هذا القرار "عبر سبل سياسية وقانونية".
وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس في أنقرة: "عندما كنت في الولايات المتحدة، نظم أعضاء حزب العمال الكردستاني ومنظمة فيتو تظاهرة على بعد 40 أو 50 مترا من الموقع الذي كنت موجودا فيه، لكن الشرطة الأمريكية لم تتخذ أي إجراءات، هل تتصورون ماذا كان سيحدث لو حصل نفس الشيء في تركيا؟".
وتابع الرئيس التركي: "لقد تم يوم أمس اعتقال مواطنَيْنا، واليوم أصدروا قرارات باعتقال 12 من حراسي، أي قانون هذا؟! لماذا آتي إلى الولايات المتحدة بحراسي إذا لا يمكن لهؤلاء الحراس أن يحموني؟!".
وكان كل من رئيس شرطة واشنطن، بيتر نيوثام، وعمدة المدينة، مورييل بوزير، أعلنا، في وقت سابق من الخميس، في مؤتمر صحفي مشترك، عن إصدار مذكرات اعتقال بحق 12 من عناصر المرافقة الأمنية للرئيس التركي بتهمة الاعتداء على متظاهرين خلال الاشتباكات، التي حصلت أثناء قيام أردوغان بزيارة إلى العاصمة الأمريكية في شهر مايو/أيار الماضي.
وأوضح نيوثام أنه تم التعرف على العناصر الـ12 من خلال تسجيل مصور للحادث، داعيا المطلوبين إلى القدوم للولايات المتحدة والمثول أمام القضاء.
ويأتي ذلك بعد أن أوقفت الشرطة الأمريكية، أمس الأربعاء، شخصين تركيين على علاقة بالاشتباكات، مبينة في بيان أن سينان نارين من فرجينيا وأيوب يلدريم من نيوجيرسي يواجهان تهما بالاعتداء.
يذكر أن اشتباكات عنيفة اندلعت، يوم الثلاثاء الماضي، أمام مقر السفارة التركية في واشنطن، بين أنصار أردوغان ومعارضيه.
وحصلت المشاجرة حينما كان الرئيس التركي في المبنى، وأدت الاشتباكات إلى إصابة 12 شخصا، و2 منهم بجروح بالغة.
ونشر في الإنترنت شريط مصور يظهر أعضاء خدمة حراسة أردوغان وهم يهاجمون بعنف معارضي الرئيس التركي.
من جانبها، تزعم السلطات التركية أن أعضاء من "حزب العمال الكردستاني" ومنظمة "فيتو"، المصنفين إرهابيين في تركيا، هم من أثاروا الاشتباكات.