قالت مصادر عليمة بالشأن السعودي إن 3 أخطاء ارتكبها ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» دفعت والده الملك «سلمان بن عبد العزيز» إلى تسريع مخطط نقل الحكم إليه.
المصادر ذاتها رجحت لصحيفة «رأى اليوم» اللندنية وضع ولي العهد المطاح به «محمد بن نايف» قيد الإقامة الجبرية في قصره بمدينة جدة، غربي المملكة.
وأفادت المصادر بأن الملك «سلمان» يدرك أنه إذا لم يسرع انتقال العرش لابنه الآن سيكون من الصعب في المستقبل؛ لأن «ابن سلمان» ارتكب ثلاثة أخطاء فادحة مكلفة للسعودية مالياً وعسكرياُ.
الخطأ الفادح الأول هو توريط البلاد في حرب اليمن، التي استنزفت السعودية من الناحية العسكرية والمالية، وجعلتها دولة غير قادرة على الحسم في القضايا الإقليمية المصيرية.
ويعود الخطأ الثاني الى الترويج لـ«رؤية السعودية 2030» الاقتصادية بمخطط سطحي غلبت عليه البهرجة، في حين أن المجتمع السعودي غير مؤهل لانتقال مشابه يستوجب ثقافة جديدة يترعرع عليها جيل بالكامل.
أما الخطأ الثالث فهو توريط المملكة في مواجهة قطر بمبرر «دعم هذه الإمارة الصغيرة للإرهاب»، في حين كان الأمراء يطالبون باستعادة سلطنة عمان للصف الخليجي بالحوار والحسنى، وها هي السعودية قريبة من خسارة الدولة لصالح تركيا وإيران.
المصادر العليمة بالشأن السعودي قالت، أيضاً، إن الملك «سلمان» يريد تسريع نقل العرش لابنه خوفاً من رد فعل باقي الأمراء والأمير «محمد بن نايف».
ولفتت إلى وجود غضب وسط العائلة الملكية السعودية من التطورات الأخيرة؛ فـ«ابن نايف» لا يُنظر إليه فقط من طرف باقي أعضاء العائلة باحترام كبير لنضجه وهدوءه، بل لأنه أكثر من هذا يمتلك الشرعية لأنه كان ولي العهد، وأُزيل من المنصب بدون رغبة علانية منه أو صدر عنه تصرف يخل بقواعد الحكم وبتاريخ العائلة الملكية.
ورجحت المصادر الرواية الغربية بشأن وضع «ابن نايف» قيد الإقامة الجبرية؛ فالأخير لم يرد على رسائل التهنئة بعيد الفطر من أصدقاءه في أوروبا، وهذا عكس تقاليده وعاداته في الحفاظ على البروتوكول، وبالخصوص مع قادة أجانب.
وتفسر المصادر هذا التصرف باحتمال قطع الهاتف والإنترنت عن قصره في مدينة جدة، وهو ما يؤكد ما ذهبت إليه الصحافة الغربية.
ويوجد اقتناع تام بأن الملك «سلمان» سيتخلى عن الحكم بسبب المرض والشيخوخة لصالح ابنه ولي العهد، ويرغب في تعزيز «ابن سلمان» لركائز حكمه وسط الجيش والاستخبارات والإدارة.
وقد بدأت عملية تغيير وتعيين في الكوادر الوسطى للدولة للموالين لـ«ابن سلمان»، الذين يشكلون عماد الدولة، وأغلب الكوادر الجديدة من الشباب الذين لهم طموح، وسيعلنون الولاء المطلق لولي نعمتهم الجديد.
كانت صحيفتا «نيويورك تايمز» الأمريكية و«ذي غارديان» البريطانية كشفتا وضع الأمير «بن نايف» قيد الإقامة الجبرية، ومنعه من مغادرة قصره الذي يقيم فيه وأسرته في مدينة جدة.
لكن مسؤول سعودي نفى أنباء فرض الاقامة الجبرية على «ابن نايف». لكن هذا المسؤول، الذي تحدث لوكالة «رويترز»، لم يذكر اسمه، ولم يعط أي تفاصيل، وكان تصريحه مقتضبا وغير مقترن بأي أدلة تؤكد كلامه.