مرت الأيام والأشهر والسنوات ونحن ننتظر بفارغ الصبر عودة أجمل عرس كروي على وجه الكره الأرضية، عرس لا ينظم إلاّ كل أربعة سنوات ولمدة شهر واحد فقط يكون عروسة منتخب واحد، وهو المنتخب الذي يتوج بلقبه انه كأس العالم.. الكأس الذي سحر الجميع وجعلهم أصناماً أمام شاشة التلفاز، الكأس الذي ساوى بين الغني والفقير.. فللجميع حق المشاهدة والتمتع بهذه الساحرة المستديرة.
فبعد انطلاق غمار المنافسة على هذا اللقب العالمي في نسخته التاسعة عشر المقامة ببلاد مانديلا ظهرت العديد من القصص التي تحمل أجواء كرة القدم إلى مصاف الخرافة والشعوذة والسحر. لذا فجميع من يؤمنون بوجود مثل هذه الخرافات والطقوس الكروية يرون أن كأس العالم جنوب أفريقيا 2010م سيكون ثالث كأس عالم يتوج بها المنتخب الأرجنتيني.. هذا ما تدل عليه العديد من المصادفات مرورا بالبلد المنضم لهذه البطولة وقحط الأربعة والعشرين سنه بالإضافة إلى البلد المتوج بلقب كأس العالم للقارات وجائزة نوبل لأفضل فيلم أجنبي ثم كرة المضرب الأرجنتينية. إذا لم تكن تؤمن بهذه الأشياء فما عليك سوى المتابعة لتتفاجأ بهذه المصادفات الغريبة..!!
إذا ما عرجنا في بداية الأمر على مرحلة التصفيات المؤهلة للمونديال، فقد عانت الأرجنتين حتى المباراة الأخيرة لتضمن التأهل إلى نهائيات كأس العالم 86 وكان الهدف الحاسم على ملعب المونومينتال بتوقيع اللاعب الأشقر طويل القامة ريكارو جاريكا الذي سجل في الدقائق الأخيرة، وقد كان آنذاك يلعب في الدوري المحلي.. ألا يوجد تطابق بين هذا الهدف والهدف الذي سجله مارتين باليرمو اللاعب الأشقر والطويل القامة الذي يلعب أيضا بالدوري المحلي وسجله في الدقائق الأخيرة، وعلى ملعب المونومينتال حينما كانت الأرجنتين تعاني في التأهل أم أن الأمر مجرد صدفة..!؟
سيقول المشككين أنها مجرد صدفة تتكرر كل 24 سنة،.. ألم نخبركم عن الرقم 24!؟ أنها سنوات القحط التي مرت بها منتخبات كبيرة منها البرازيل التي توجت بطلة لمونديال 70 ثم غابت عن التتويج لمدة 24 سنة لتتوج بطلة لمونديال 1994م بالرغم من أنها كانت تملك طيلة تلك الـ24 سنة لاعبين ممتازين.. ألم يحدث الأمر نفسه مع المنتخب الايطالي حينما توج بمونديال 1982م ثم غاب عن منصات التتويج لمدة 24 سنه ليتوج بعد أربعه وعشرون سنة بطلا لكأس العالم 2006م بالرغم من انه كان يمتلك طيلة تلك الـ24 سنه لاعبين ممتازين..
ها هو السيناريو يتكرر مع المنتخب الأرجنتيني بطل مونديال 1986م فقد عانى هو الآخر من 24 سنة من القحط بالرغم من انه يمتلك خيرت لاعبين العالم طيلة تلك الفترة. وها نحن الآن في السنة الـ24 .. فهل يتكرر سيناريو البرازيل وايطاليا وتتوج الأرجنتين باللقب بعد غياب 24 سنة.
وبما أننا تحدثنا عن المنتخب الايطالي فيجب علينا أن لا نغفل انه بطل مونديال 1982 ودخل مونديال 1986 وهو يدافع عن لقبه لكن الأرجنتين هي من أحرزت اللقب، وها هو السيناريو نفسه يتكرر ايطاليا بطلت مونديال 2006 ودخلت مونديال 2010 لتدافع عن اللقب فهل يتكرر سيناريو 1986 وتتوج الأرجنتين باللقب الثالث؟
لنعد بالذاكرة إلى الوراء إلى مونديال 1986م حينما تم اختيار الأرجنتين لاستضافة كوبا أميركا في العام الذي يليه وهي نفس البطولة التي ستستضيفها العام المقبل2011م.
دخلت الأرجنتين مونديال 1986م وهي تحمل في صفوفها أفضل لاعب في العالم الأسطورة دييجو ارماندو مارادونا، وها هي اليوم تدخل مونديال 2010م وفي صفوفها أفضل لاعب على الصعيد العالمي ليونيل ميسي. وبما أن الحديث عن هذين النجمين، فقد ضمت الأرجنتين في مجموعتها عام 1986م المنتخب الكوري الجنوبي وفازت عليه 3-1 قام بصناعة هذه الأهداف جميعها دييغو مارادونا وهاهو يتكرر نفس السيناريو حيث قابلت الأرجنتين كوريا الجنوبية في مرحلة المجموعات رغم إن النتيجة اختلفت قليلا 4-1 إلا أن ليونيل ميسي هو من وضع بصمته على جميع هذه الأهداف كما فعل مردونا بمونديال 86، أضف إليها أن الأرجنتين في مونديال 86 كان يقودها باسريلا ثم تم سحب شارة القيادة منه وإعطائها لمردونا ونفس الحال يتكرر بمونديال 2010 فقد تم سحب شارة القيادة من ماسكيرانو وتم إعطائها لليونيل ميسي الم تقتنع بعد؟
أضف إلى جميع تلك المؤشرات أن زاغالو لاعب برازيلي سابق فاز بالكأس الغالية وهو لاعب وكذلك نجح بالحصول عليها وهو مدرب ونفس الحال تكرر مع الألماني بيكنباور الذي نجح هو الآخر في الحصول عليها لاعبا ومدرب فهل ينجح مردونا في تكرار هذا السيناريو فقد حصل عليها كلاعب بمونديال 86 وهو الآن مدربا للأرجنتين.. فهل يعملها ويكون ثالث من يحصل عليها كلاعب ومدرب ويهدي الأرجنتين النجمة الثالثة..!؟
بالإضافة إلى كل هذه المؤشرات فانه توجد مؤشرات أخرى تدل على أن الأرجنتين هي بطل العالم 2010م ومن هذه المؤشرات أن موديستو فازكيز القائد الحالي للمنتخب الأرجنتيني في كأس ديفيز للتنس كان يتبوأ نفس المنصب عام 1986م.
أضف إلى ذلك سنة توزيع جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي ففي عام 1986م كان هناك فلم أرجنتيني حمل عنوان "التاريخ الرسمي" تحول عام 1986 إلى أول فيلم أرجنتيني ينال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي. وقد شارك في أدوار هذا الفيلم الطويل الذي أخرجه لويس بوينزو طفل اسمه بابلو راجو، تولى بعد البلوغ دور البطولة في فيلم "السر في عيونهم" الذي فاز بدوره في عام 2010 بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي!
إذا ما أتينا إلى سرد البلدان المنظمة والمنتخبات المتوجه بلقب كأس العالم منذ عام 1962م، فقد نظمت في تشيلي وكان البطل المنتخب البرازيلي 1966م.. نظم في انجلترا توج باللقب أصحاب الأرض1970م.. نظم في المكسيك البطل البرازيل 1974م.. المنظم ألمانيا البطل ألمانيا 1978م.. المنظم الأرجنتين البطل الأرجنتين 1982م.. المنظم اسبانيا البطل ايطاليا 1986م.. المنظم المكسيك البطل الأرجنتين 1990م.. المنظم ايطاليا البطل ألمانيا 1994م.. المنظم الولايات المتحدة الأمريكية البطل البرازيل 1998م.. المنظم فرنسا البطل فرنسا 2002م.. المنظم كوريا الجنوبية واليابان البطل البرازيل 2006م.. المنظم ألمانيا البطل ايطاليا 2010م.. المنظم جنوب إفريقيا فمن سيكون البطل..؟
من خلال هذا السرد لبطولة كأس العالم منذ عام 1962الى 2006م سنلاحظ أن الفرق الأوربية لم تربح كأس العالم خارج القارة الأوربية فقط تربحها حينما تنظم البطولة في القارة العجوز (أوربا) والبطولة مقامه الآن في قارة إفريقيا..
وإذا ما نظرنا إلى البطولة منذ عام 1962 إلى 2006م سنلاحظ أنه عام 62 توجت البرازيل باللقب، 66 انكلترا، 70 البرازيل، 74 ألمانيا، 78 الأرجنتين، 82 ايطاليا، 86 الأرجنتين، 90 ألمانيا، 94 البرازيل، 98 فرنسا، 2002 البرازيل، 2006 ايطاليا..
لاحظوا التناوب بين القارتين الأمريكية الجنوبية ثم أوروبا- بطوله ببطولة- وصولا إلى عام 2006 الذي توج بها المنتخب الايطالي. وإذا ما مشينا على هذه القاعدة يبدو أن المنتخب المتوج باللقب 2010 سيكون أمريكي جنوبي. وبما انه منتخب أمريكي جنوبي هو من سيتوج باللقب فهناك قاعدة أخرى تقول بطل كأس العالم للقارات لا يربح كأس العالم الذي يليه؛ البرازيل بطلة كأس العالم للقارات في نسختها الأخيرة.
وإذا ما مشينا على ما سلف فان الأرجنتين هي من ستكون بطلة كأس العالم 2010م، أضف إلى ذلك البرازيل بطلة عام 1962، و1970 ثم أتت الأرجنتين عامي 1978و1986م، ثم عادت البرازيل عامي 1994و2002م.. لاحظ التناوب بين المنتخبين البرازيلي بطولتين ثم الأرجنتين بطولتين، ثم عادت البرازيل بطولتين.. إذن حان الدور لعودة الأرجنتين لحصد بطولتين.
فهل هو القدر الذي سيتوج الأرجنتين باللقب الثالث، أم أنها مجرد توقعات وصدف لا غير...!؟