أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

سر صعود الهويريني من الإقامة الجبرية إلى رئاسة أمن الدولة السعودي

 “اللواء الهويريني”.. اسم تردَّد كثيراً في الآونة الأخيرة مرافقاً للتغطيات الصحفية حول ما سمي “انقلاب القصر”، في إشارة إلى تعيين الأمير السعودي محمد بن سلمان ولياً للعهد بدلاً من عمه وزير الداخلية السابق محمد بن نايف، في يونيو/حزيران الماضي.

 

 

 

وصفت الصحف عبد العزيز بن محمد الهويريني، الذي شغل منصب مدير المباحث العامة، بكونه الذراع اليمنى لمحمد بن نايف، وهمزة الوصل مع الأجهزة الأمنية الأميركية، مرجحةً أنه يقبع تحت الإقامة الجبرية منذ الإطاحة ببن نايف من ولاية العهد.

 

 

 

بيد أن مرسومين ملكيين صدرا الخميس 20 يوليو/تموز 2017، أقال أولهما الهويريني من وزارة الداخلية، وثبَّته الثاني على منصبه كمدير للمباحث العامة، والمفاجأة كانت ترقيته ليكون رئيساً لجهاز أمن الدولة الذي أُنشئ بقرار ملكي في اليوم ذاته، برتبة وزير.

 

 

 

صحيفة “عكاظ” السعودية اعتبرت هذه الخطوة “دحضاً للأخبار الملفقة” بشأن مصير الهويريني الذي ظل غامضاً منذ الإطاحة بالأمير محمد بن نايف من ولاية العهد، فيما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن مسؤول أميركي سابق، قوله إن تعيين اللواء الهويريني كان خطوةً ذكية؛ لأن له علاقاتٍ جيدةٍ بالولايات المتحدة، خصوصاً بمكتب التحقيقات الفيدرالي، ولأنه محبوبٌ من قِبل رجاله، وله عيونٌ في كل أرجاء المملكة.

 

 

 

مع ذلك، يظل من غير الواضح ما إذا كان سيتولى المنصب الجديد فعلياً، أم أنه سيكون مجرد رئيسٍ شرفيّ، بحسب المسؤول، الذي وصفته الصحيفة بأنه على اطلاعٍ بشؤون المملكة العربية السعودية، واشترط أن تظل هويته سريةً؛ حتى لا يُعرِّض صِلاته داخل المملكة للخطر.

 

 

 

مراكز القوى السعودية

 

ويُسلِّط التحوُّل الواضح في مصير اللواء الهويريني الضوء على التغيُّرات الواسعة التي طرأت على مراكز القوى السعودية المبهمة غالباً، منذ أن حلَّ محمد بن سلمان محل ابن عمه وغريمه محمد بن نايف كوليٍّ للعهد.

 

 

 

وكسر بزوغ نجم محمد بن سلمان، البالغ من العمر 31 عاماً، منذ تتويج والده عام 2015، تقليداً ملكياً استمر عقوداً من الزمن، ووضع سلطةً هائلةً في يد شابٍ قليل الخبرة، وفق “نيويورك تايمز”.

 

 

 

وأربكت هذه التغييرات بعض المسؤولين السعوديين والأميركيين، الذين رأوا في ذلك تشويشاً على العلاقات القديمة التي تربط البلدين.

 

 

 

فوفقاً للصحيفة الأميركية، فقد فُرِضَت الإقامة الجبرية أيضاً على اللواء الهويريني، الذي عمل فترةً طويلةً كهمزة وصلٍ بين الأجهزة الأمنية السعودية والأميركية، وفقاً لشهادة المسؤولين السابقين والحاليين بالولايات المتحدة.

 

 

 

ويقول مسؤولون أميركيون إنه بعد ذلك بأيام قَدَّمَ ضباطٌ بالاستخبارات تقريراً للبيت الأبيض ذكروا فيه مخاوفهم بشأن تنحية محمد بن نايف، واحتمالية إقصاء اللواء الهويريني، وإن مسؤولين أمنيين آخرين قد يعيقون مشاركة المعلومات الاستخباراتية، وهو ما كان نفاه بيان المملكة الذي أكد أن اللواء الهويريني لا يزال يضطلع بمهام منصبه، وأنه وكبار الضباط قد بايعوا محمد بن سلمان.

 

 

 

وصرَّح مسؤولٌ أميركيٌ بأن القلق إزاء ذلك كان بالغاً، حتى إن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية قد أخبرت البيت الأبيض بأن إقالة كلا الرجلين قد تعيق مشاركة المعلومات مع السعودية.

 

 

 

لكن مسؤولاً سعودياً بارزاً قال في بيانٍ حينما سُئِلَ عن اللواء الهويريني هذا الأسبوع، إن اللواء لا يزال في منصبه، وإنه قد بايع ولي العهد الجديد.

 

 

 

وجاء في البيان: “إن كنت ترغب في رؤيته، فاقصد مكتبه في أي وقت”.

 

 

 

الهويريني

 

وصفت صحيفة “عكاظ” اللواء الهويريني بأنه “حمل العصا التي هزت أوكارهم وجعلت منه عدوهم الأول، منذ نهاية التسعينات وحتى اليوم”.

 

 

 

وتعرض الهويريني عام 2003 لمحاولة اغتيال، أسفرت عن إصابته بجروح غير حرجة في يده ووجهه، بينما دخل شقيقه، الذي كان مرافقاً له آنذاك، في وعكة صحية شديدة؛ لتلقيه القدر الأكبر من الرصاصات التي أطلقها أحد الخارجين عن القانون.

 

 

 

وأكدت التحقيقات حينها، أنه قد أطلق من رشاش كلاشينكوف نحو 38 رصاصة

 

 

Total time: 0.0514