سقط عشرة قتلى وعشرات الجرحى في مواجهات عنيفة اندلعت في العاصمة اليمنية صنعاء بعد ساعات قليلة من وصول المشاركين في مسيرة “الحياة” التي ضمت الآلاف من شباب مدينة تعز، في وقت أكد الرئيس علي عبدالله صالح أنه سيغادر إلى الولايات المتحدة “خلال أيام” لإفساح المجال أمام الحكومة لتسيير أعمالها بعدما قدمت برنامجها أمس إلى مجلس النواب لنيل الثقة .

وكانت قوات الأمن تصدت للمشاركين في مسيرة “الحياة” بعد أن أبدى البعض منهم إصراراً على الذهاب إلى المجمع الرئاسي في منطقة السبعين، حيث أدت المواجهات إلى مقتل عشرة بينهم فتاة،

وجرح أكثر من 30 متظاهراً بعدما تجمع الآلاف من الأشخاص إليهم قادمين من شوارع العاصمة ومن ساحة التغيير، حيث وجدت قوات الأمن صعوبة في منع المشاركين من التوجه إلى شارع الزبيري، قبل الوصول إلى ساحة التغيير بمحيط جامعة صنعاء .

وسدت القوات الحكومية الشوارع المؤدية إلى ميدان السبعين القريب من القصر الرئاسي حيث يتجمع الموالون لصالح أيام الجمعة للإعراب عن دعمهم لصالح الذي تتظاهر أعداد ضخمة مطالبة برحيله ومحاكمته منذ شهر فبراير/ شباط الماضي، حيث يطالب المحتجون عبر مسيرتهم بمحاكمة صالح والمقربين منه بناء على اتهامات بضلوعهم في اعمال قتل للمتظاهرين المناهضين للنظام والتي اوقعت مئات القتلى .

وانتقد السفير الأمريكي بصنعاء هدف المسيرة التي قال إنها كانت تهدف إلى العنف، مشيراً إلى أن الحكومة لديها الحق في حماية دار الرئاسة والبرلمان إذا ما كان هناك نية لاقتحامهما، وقال إن “الاستفزازات قد تؤدي إلى المزيد من ردة الفعل والعنف، وهذا لا يفيد البلاد والحكومة الجديدة وتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية” .

سياسياً قال الرئيس علي عبدالله صالح، انه سيتوجه إلى الولايات المتحدة كي يسمح لحكومة الوفاق الوطني بالاعداد لانتخابات رئاسية مبكرة لاختيار رئيس جديد، لكنه لم يحدد متى سيغادر . وأضاف صالح الذي تحدث إلى الصحافيين أمس في أول مؤتمر صحافي له منذ التوقيع على المبادرة الخليجية أنه سيتوجه إلى الولايات المتحدة لكن ليس للعلاج، مشيراً إلى أنه بصحة جيدة، بل للابتعاد عن الأنظار والكاميرات والسماح لحكومة الوحدة الوطنية بالاعداد للانتخابات بشكل مناسب .

وأوضح أنه سيمكث في الولايات المتحدة لعدة أيام لكنه سيعود لأنه لا يود أن يترك شعبه، على حد قوله، كما أعلن أنه سينسحب من العمل السياسي وينزل إلى الشارع كجزء من المعارضة .

ودعا صالح أمين عام الأمم المتحدة، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي وسفراء الدول دائمة العضوية إلى تحمل مسؤولياتهم في مراقبة الطرف الذي يعرقل تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، مؤكداً أن “مسيرة الحياة”، والتي نظمتها أحزاب المشترك من محافظة تعز إلى صنعاء أكبر خرق للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية . وكشف صالح النقاب عن إلقاء القبض على 300 مسلح كانوا يرافقون المسيرة أرسلهم القيادي المعارض حميد الأحمر للقيام بأعمال قتل في أوساط المشاركين بالمسيرة ورجال الأمن، كما أشار إلى أن دماء ضحايا حادث الاعتداء على جامع دار الرئاسة في الثالث من شهر يونيو/ حزيران الماضي لن تذهب هدراً، قائلاً إن “ملف حادث الرئاسة ليس للصفقات السياسية”