اخبار الساعة
وصف قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العان إن البيان الصادر من المجلس السياسي لجماعة الحوثي بأنه "بطاقة انتساب رسمية لمشروع العدوان".
وقال "عادل الشجاع" إنه "يصر المؤتمر على الشراكة مع عصابة تعمل ضد الدولة والقانون. وتعتبر الآخرين مجرد أعداء حينما يدافعون عن حقهم".
وتابع بالقول:
لنقرا هذه الفقرة التي وردت في بيانهم: " وإنه لمن المؤسف تقمص البعض دور المعارضة في مرحلة تقتضي من الجميع التضحية وضبط النفس ومحاسبة مثيري الفتن، وأن يتبع القول العمل، فالمرحلة لا تحتمل المخاتلة من قبل القوى الوطنية ولا المزايدة تحت عناوين مختلفة مثل المرتبات فذلك هو الانزلاق بعينه في مخطط العدو وأجندته". يعني الذي يطالب بمرتبات الناس هو في خانة العدو. ويضيف البيان : "وإننا نأسف للخوض إعلاميا في ذلك، فإننا نؤكد على أن سياسات الأنظمة السابقة المهادنة للعدو أضعفت اليمن وجعلته رهينة لقوى النفوذ والاستكبار وأغرت العدوان ومرتزقته وضاعفت فاتورة معركة التحرر والاستقلال ". يعني أن المؤتمر هو الذي يهادن العدو وهو في نفس الوقت مجموعة من المرتزقة والحوثيين هم الذين يقودون معركة التحرر والاستقلال.
البيان فيه لغة الاستعلاء التي لا تبحث عن المشترك مع الشريك بل تعمل على نفيه وتضخيم الذات واحتكار الفضائل وادعاء الطهرانية وتفصيل حاضر الوطن ومستقبله على قياس الحوثيين واختزل الشريك وتشويهه وكيل التهم له.
وفي المقابل جاء بيان اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام مؤكدا على استمرار الشراكة. والسؤال الذي يطرح نفسه: هل الشراكة زواج كاثوليكي لا يمكن فصله؟ ثم أي شراكة هذه التي تريدونها مع عصابة ليس لها وجه قانوني حتى الآن؟ أي شراكة هذه والشريك يؤمن بنظام الولاية ويعتبر الرسول سلم الولاية لعلي بن أبي طالب وعلي سلمها للمختفي تحت الأرض عبد الملك الحوثي.
أي شراكة يريدها المؤتمر كحزب سياسي مع عصابة لا تعترف بالجمهورية ولا بالتعددية السياسية أو الحزبية؟عصابة يقوم منطقها على تخوين الآخرين بهدف إقصائهم؟
أي شراكة يا قيادة المؤتمر ترجونها من عصابة تمجد الحرب وترفض السلام؟ أي شراكة تصرون عليها وشريككم يرفض السلام ويخون كل من يدعو إليه بهدف منع الحل وإبقاء أزمة اليمن مفتوحة لاستخدام اليمن ساحة مفتوحة للحرب وتحريض اليمنيين على بعضهم البعض؟
إنكم تضيعون الوقت مع هذه العصابة التي تكره السلم الأهلي والتوافق الداخلي وتريد ربط مصير اليمن بنظام الولاية على حساب الديمقراطية لذلك تعطل كل الحلول.
من يتخذ قرار الحرب والسلم بمفرده هو الذي يرفض الشراكة الحقيقية. أي شراكة يا قيادة المؤتمر التي تجعلكم تمنعون الكتاب من النقد في إطار الدستور والقانون بينما شريككم يجبر الموظفين والجنود والضباط على الدورات السرية التي تحرض على اليمن الجمهوري وعلى اليمنيين وتجبرهم على البيعة لرجل يعيش تحت الأرض من شدة خوفه من الموت؟
يا قيادة المؤتمر تخلوا عن التفويض الذي أتبعتموه منذ 2011 وعودوا إلى قواعدكم لسماع رأيها فذلك هو العمل الديمقراطي. كيف تنادون ببلد ديمقراطي وأنتم لا تمارسون الديمقراطية مع قواعدكم؟
يفترض أن تكون الشراكة واضحة قائمة على الآتي:
يتحول الحوثيون إلى حزب وفق قانون الأحزاب. يتم تفكيك اللجنة الثورية ومغادرة المشرفين الوزارات والمؤسسات. يقوم المجلس السياسي والحكومة بدورهما بفتح حوار بين الأطراف اليمنية وبين اليمن والسعودية لإنهاء الحرب. إذا لم يلتزم الحوثيون بذلك انسحبوا من المجلس السياسي ومن الحكومة ومن الجبهات واتركوا الشرعية تسد مع الانقلابيين. لأن المجتمع الدولي يعترف بالشرعية ويعترف بالانقلابيين. حينها ستكتشفون أنهم لن يتحاربوا لأنهم متفقين عليكم. وستكتشفون وجه السعودية القبيح أنها متواطئة مع الحوثيين لتدمير اليمن وتدمير التعددية السياسية وتسليمها لنظام الولي.
ليس من المنطق أن يظل المؤتمر مظلة لتسهيل الولاية الإلهية من حيث لا يدري. وليس من المنطق أن يكون حزب بحجم المؤتمر مختطفا لقرار قواعده. عودوا هذه المرة للقواعد ليكونوا شركاء في اتخاذ القرار. ولا يمكن أن تقوم شراكة بين 21 سبتمبر و 26 سبتمبر. فلا يلتقي الجهل مع العلم ولا تستوي الظلمات والنور.