أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

وكالة دولية: تكشف حقيقة المساعدة الإيرانية للحوثيين بين الخرافة والحقيقة

كتب أنطون يفستراتوف، في مقال خصصه لموقع "أوراسيا ديلي"، ألا دليل قاطعا على مشاركة إيران المباشرة في حرب اليمن الأهلية.
 
 جاء في المقال:
 
دخلت الحرب الأهلية المستمرة في اليمن مرحلة القتال الموضعي في الأشهر الأخيرة. وتباطأت وتيرة الحركة العسكرية الحثيثة على جبهات القتال. وكان من المنطقي أن يحاول "أنصار الله" (الحوثيون) وائتلافهم أكثر من أي وقت مضى، وقد استنفُدت الموارد الموجودة لديهما، جذبَ طهران إلى إيجاد تسوية للأزمة اليمنية عبر التفاوض مع التحالف الخليجي، الذي تقوده السعودية.
 
وإذا كان التحالف يتدخل عسكريا وعلنيا وبشكل مباشر في المواجهة اليمنية، فلا دليل على مشاركة إيران في هذه الحرب بشكل مباشر حتى الآن. ولعل أقصى ما يمكن الحديث عنه في هذا الصدد هو أن السعودية تسعى لاتهام الجمهورية الإسلامية بتزويد الحوثيين بالسلاح وتدريب كادرهم العسكري.
 
إقرأ المزيد
الكارثة في اليمن: كيف تدمر الولايات المتحدة وبريطانيا دولة أخرى
وفي الواقع، فإن إيران تدعم "أنصار الله"، ولكن دعما رسميا في المؤسسات الدولية، وبهدف التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة اليمنية. ويشير الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف بشكل متواصل إلى "ضرورة حل الأزمة في اليمن عبر الحوار"، وقبل كل شيء الحوار ما بين حركة "أنصار الله" وحليفها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح من جهة، والرئيس عبد ربه منصور هادي ومؤيديه من الغالبية السنية من جهة أخرى.
 
هذا على الرغم من أن قائمة أطراف الصراع اليمني لا تنحصر بهؤلاء. فهناك فئات سياسية أخرى تسجل حضورها ولو بشكل متفاوت في الصراع اليمني، مثل تنظيمي "القاعدة" و"داعش" الإرهابيين. هذا إضافة إلى المقاتلين الذين يحملون الفكر اليساري والاشتراكي من ورثة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي غيبت عن الوجود في عام 1990.
 
وفي ظل هذه الظروف، حيث تشهد البلاد شبه انهيار كامل، وانتشارا واسعا للأوبئة المعدية مثل الكوليرا، وعلى الأقل لأسباب إنسانية بحتة، يبدو أن موقف إيران الذي يدعو إلى الحوار بين طرفي النزاع الأساسيين مبررا وضروريا.  
 
أما بالنسبة إلى العلاقات مع السعودية وممالك الخليج العربية الأخرى، فإن المصلحة الجيوسياسية والأكثر أهمية من المصلحة الدينية، هي التي تحكم هذه العلاقة. وإيران هنا تحاول عدم تفويت الفرصة التي خلفها الغزو الأمريكي للعراق، وإعادة هيكلة الشرق الأوسط من جديد وجذريا، وبالتالي السعي لتعزيز مواقفها المبدئية. ولقد نجحت مساعي طهران هنا في أربع من العواصم العربية - بغداد، دمشق، بيروت وصنعاء. ومن الممكن أن تنضم إلى هذه القائمة مستقبلا دولة البحرين، وربما الدمام مركز المحافظة الشرقية ذات الغالبية الشيعية في السعودية، في حال نجاح الانتفاضة هناك. 
 
بيد أن السعودية من جهتها، وكمركز للعالم السني وحليفة للولايات المتحدة تسعى بأقصى حد ممكن لعرقلة إنجاز هذا المشروع، وفي هذا السياق، ينبغي النظر إلى الجزء الأكبر من ملف المواجهة الإيرانية–السعودية في اليمن.
 
أما فيما يتعلق باتهام التحالف العربي إلى طهران بتوريد السلاح إلى الحوثيين، فإن وسائل الإعلام العربية تتحدث عادة عن ذلك، وبعد ذلك تتدفق هذه المعلومات إلى وسائل الإعلام الغربية. وعادة ما يشتد الحديث عن ذلك عندما يحقق "أنصار الله" نجاحا عسكريا. والحديث يدور بشكل أساس عن الأسلحة الرشاشة الخفيفة والصواريخ التي يستخدمها الحوثيون بنجاح كبير.
 
من جهتها، تنفي إيران هذا الاتهام. وفي الوقت نفسه لم تُبرز حتى الآن أي جهة كانت دليلا واحدا جديا واضحا على "الأثر الإيراني" في نجاحات الحوثيين. ولعل الطريق الوحيد لإرسال شحنات عسكرية إلى الحوثيين هو الطريق البحري، ولكن هذا الطريق محكم الإغلاق من قبل القوات البحرية للتحالف العربي.
 
في حين أن الحديث سوف يتغير لو تناول مشاركة مقاتلين من "حزب الله" اللبناني في الحرب إلى جانب الحوثيين، وخاصة أنه لا ينكر ذلك. ومن المثير للاهتمام أن إيران تبني مصنعا لإنتاج الصواريخ في لبنان، وفقا للموساد الإسرائيلي. وفي حال إيصال هذا الأمر إلى نهايته، فإن الصواريخ في نهاية المطاف، ستجد طريقها إلى اليمن؛ ما سيعني مرة أخرى أن إيران بقيت نظيفة اليدين، وبعيدة عن الشبهات بشأن ما ينسب إليها من اتهامات حول تسليحها الحوثيين.

Total time: 0.0409