أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

الصحفي كامل الخوداني يكتب اول منشور له بعد خروجه من السجن "هون عليك "شاهد

هون عليك ...
...
اتذكر بانني كنت السباق وقبل حوالي العام والنصف بقيادة حملة تضامن واسعة مرفقه بمطالبات اطلاق سراح عدد من الزملاء الصحفيين المحسوبين على حزب تجمع الاصلاح كان احدهم رئيس تحرير موقع الصحوة اونلاين ..قبل عدة أشهر كان لي شرف تبني أكبر عملية تضامن ومطالبات اطلاق سراح اكثر من 15 صحفي محتجزون لدى اجهزة الدولة الامنية مرفقة ببيان الالف توقيع لمعظم الصحفيين والاعلاميين والادباء والكتاب والحقوقيين بالداخل والخارج وبمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وربما لا ابالغ اذا ما قلت بان هذا البيان كان البيان الاول الجامع لكافة الاخوة والزملاء الصحفيين والاعلاميين والادباء والكتاب الذي اذاب حاجز الانتماء والتوجه ووحدها حرية الكلمة والرأي والانتصار لزملاء المهنة والحرف هي العامل المشترك الوحيد لهذا البيان بعيدا عن اي اعتبارات اخرى وهذا بالنسبة لي بمثابة انجاز كبير وقفزه مهمه توحد كلمة السلطة الرابعة وتعيد لها ولمنتسبيها الاحترام الذي تلاشى لدى السلطات السياسية بسبب خلاف واختلاف أبناء الأسرة الاكثر تأثير والاقل تقدير وهذا الانجاز لم يأتي لولا الجهود المبذولة التي قام بها الكثير من الزملاء أعداد-تواصل-نقاش..
..
أتذكر كذالك تلك الاصوات المعترضة والمحتجة لحملة التضامنات التي كنت أقودها بحجة أن من اتضامن معهم لايستحقون بل ويستحقون السجن والتعذيب لأرائهم وتوجهاتهم وهي بالمناسبة تلك الاصوات التي لاتتضامن ولم تتضامن مع أحد سواء كانت تتفق معه بالتوجه او تخالفه وكان ردي حينها عليهم بأني لااتضامن مع زملائي المختطفين والمسجونين بل اتضامن مع نفسي ولا ادافع عنهم بل ادافع عن نفسي يوما ما سوف اكون انا هو المختطف وانا هو السجين وبمجرد اختلاف وجهات نظري وكتاباتي مع سياسة هذه السلطة او تلك .اتضامن مع حرية الكلمة والرأي التي ستسلب مني ذات يوم مثلما سلبت الأن ممن يختلف توجههم مع توجه السلطات القائمه.
..
كان اخر حملة تضامن قمت بها قبل ان اصبح المتضامن معه بيوم واحد احتجاج على عملية اختطاف الزميل عابد المهذري بطريقة افلام الاكشن الامريكية واساليب العصابات والتي لم يكونوا بحاجة اليها وكان من الممكن احضار عابد المهذري الى اي جهه أمنية او مدنيه رسمية او غير رسمية بواسطة اتصال او ارسال شخص واحد ليخبره بإن احدهم يريده وبحكم معرفتي بالمهذري لا اعتقد بإنه سيتأخر عن الاستجابة والذهاب بنفسه اليهم ولم يخطر في بالي أبدا أنني المحتج على هذا الاجراء ضحيته القادمه وفي أقل من 24 ساعة وربما بطريقة اسواء بكثير من الطريقة التي تم اعتقال عابد بها خصوص بإن عملية اعتقالي او بالاصح اختطافي كانت من امام احد المطاعم الاشهر بصنعاء وفي شارع لاتستطيع الحركة به لشدة الازدحام البشري وامام أعين المئات من الناس وبطريقة لم تصبني بالذعر والخوف انا ومن كان معي بل اصابت العشرات من الناس امام بوابة المطعم نظرا لأنتشار المسلحين الملثمين بعدة اتجاهات وتطويقهم للمكان ومحاصرتي انا وزملائي الاثنين بشكل دائري وفوهات البنادق مصوبة لوجوهنا حتى بعد ان ركعنا على اقدامنا بالرصيف وبعد وضع القيود على ايدينا تم تغطية اعييننا بعصابات سوداء شخصيا تم سحبي بطريقه لم يخطر في بالي حينها ان تكون عملية الاعتقال بهذه الطريقة وسيارتين مسلحين وباص من اجل كتاباتي وتوهمت ان لديهم معلومات مغلوطه وربما شبهت لهم بإحد الارهابيين الكبار وربما كنت انوي حينها القيام بعمليات تفجير للمطعم والسوق او قد اكون احد الارهابيين الدوليين المطلوبين وكل هذه القوة احترازيه من اجل مرافقيني المسلحين ..
المؤلم ان قبل عملية اختطافي بما يقارب الساعه اتصل بي الامين العام الاستاذ عارف الزوكا يحثني على التزام التهدأه وعدم ترك ثغرة للاخرين يتحدثون بها علينا وكررت له التزامي بالتهدئة والتزام اتباع التوجيهات..
..
هون عليك ياهذا أنما انا ابن أمراءة كانت تأكل القديد بمكه...
لم أصدق من انني المطلوب الا وانا في باص ديهاتسو عندما قال احدهم اتعبتنا ياخوداني واخيرا وقعت..مش عارف حينها اضحك او ابكي او اسب او ايش اسوي ....قلت لزملائي الاثنين سامي غيلان سكرتير تحريرموقع المؤتمر نت ونبيل البرح مدير عام الخدمات برئاسة الوزراء وبطريقة ساخره سامحوني يانبيل انت وسامي كانت فكرتي نتغدي سواء وشكل الغداء قد خرج من نخركم رد نبيل البرح بطريقة ساخره ببيت شعري للشاعر بن صبر وقال ياغداء الجن من ذالك الغداء ذي تغديت.
لا اعرف الى اين تم اقتيادنا كل ما اعرفه ان خاتمي الفضي الذي بإصبعي كونه لسنوات بها لم يستطع الخروج قال احدهم اذا ما خرجته من اصبعك والا بنقطعها شوف لنا ياخبير كلبتين قلت له وليش الكلبتين يامنعاه اخرجه وعلى امه لحسن الضن قد يكون قالها مزاح لن اخذها بمحمل الجد رغم ان طريقة الاعتقال جعلتني اتوقع اي شيء ..
قلت لهم عند وصولنا لا اعرف الى اين لو تكرمتوا زملائي هؤلاء مالهمش ذنب الا ذنب صداقتي المنيله بستين نيله ولو اطلقتوا سراحهم بتكونوا سويتوا خير انتقلت لسيارة اخرى ولا اعرف بعدها عنهم شيء ولا اعرف شيء حتى عن نفسي وكلما اعرفه بإنني ولخمسة ايام في زنزانه انفراديه تحت الارض 
وحتى مساء امس بعد ان تكرم عليا احد مسئولي السجن بإجراء اتصال لأسرتي اخبرهم فيه بأنني مازلت على قيد الحياة ومسجون لدى جهاز الامن السياسي بموجب التوجيهات العليا وهذا كل ما استطعت معرفته ..
للمرة الالف وانا اكتب على صفحتي رسائل ومناشدات للاجهزة الامنية في حال اردتم القاء القبض عليا لا داعي لأن تتعبوا انفسكم ويكفي اتصال وخلال عشردقائق اكون واقفا بين ايديكم ..مش عارف ليش هذه الرسائل والمنشورات لم يقرأوها بينما يقرأو كل صغيره وكبيره ..ربما توقعوها مني نوع من الاستهزاء
او ربما ارادوا بهذا الاستعراض ايصال رسائل رعب للأخرين قبل ايصالها لي ..
..
لن ادعي العنتريات والبطولة كما هو حال صديقي عابد والذي لم التقي به طبعا لكن عرفت من خلال احد المحققين بوجوده واعلن استمراري التحدي
صدقوني انها اسواء خمسة ايام عشتها بحياتي لا شيء الا هذا الازيز من القنديل المثبت بسقف الغرفة وملثم يفتح لي بوابة الغرفة للذهاب الى الحمام والعودة ونشرة قناة المسيرة التي استمعها كل مساء بسماعات مثبته بسقف السجن ولا شيء اخر..
نهاية التحقيق قال لي الضابط الذي لم اراه طبعا كون عيناي معصوبتان هل لديك اقوال اخرى قلت له ايوه لديا اقوال اخرى ..
اكتب..
السلطة التي تترك الفاسدين واللصوص وتتفاخر بتحقيق منجزات امنيةواستخباراتيه تتمثل بألقاء القبض على الصحفيين الذي يعتبرون في كل بلدان العالم المرأة مابين السلطة والشارع مابين الحاكم والمواطن هي سلطة كارثه استمرارية بقائها لا تتعدى مسألة وقت فقط لا غير..البلد التي يتحول فيها الفاسد واللص والانتهازي وسمسار القيم والثوابت ولقمة عيش الناس الى بطل ومناضل وثوري ومبجل ويتحول فيها الصحفي والكاتب الذي يتحدث بلسان حال الناس ومعاناتهم ويعكس حالة الوجع التي يعيشها المواطن من خلال حديثه عن وجعه هو بلد يهرول وبسرعة قصوى لمستقبل لا ملامح فيه الا ملامح الضياع والانهيار .الاخلاقي والانساني قبل الاقتصادي والعسكري ..والاحزاب والقوى التي لاتفكر بمتطلبات واحتياجات وخدمات شعوبها واتباعها ومنتسبيها والمكاسب العامة قبل مكاسبها الخاصة بل تعتبر الاصوات التي تتحدث عن هذه الاحتياجات والمتطلبات والخدمات اصوات نشاز - تافهه - ساقطه - خائنة - عميله - ويجب اسكاتها لكونها تثير السكينة وتزعزع الامن والاستقرار وتربك حالات الوفاق والوئام وتدمر النسيج الاجتماعي وانها متى صمتت ستتقدم البلاد الى الامام وسوف توفر كافة الخدمات هي احزاب وقوى وجماعات مافوية محلية تمتهن البيع والشراء بما يضر الناس ويعود عليها بالربح ابتداءٌ من معاناة الناس ووجعهم وجوعهم وتعبهم وانتهاءٌ بتراب الوطن..
شكرا لكم جميعا
وحتى من لم يتضامنوا شكرا لهم سوف اتضامن معهم عندما يصل الدور اليهم اعدهم ...
ومثلما قلت لن أدعي العنتريات ولن اقول انا البطل الهمام الذي لا يخشى ولا يخاف ما حدث لي في خمسة ايام مجرد التفكير به يهد جسدي رغم التعامل الراقي من قبل منتسبي وقيادات جهاز الامن السياسي شهادة حق الا ان فكرة الزنزانه الانفرادية في سابع بدروم مخيفة بحد ذاتها..
ياالله كم هي الحرية غاليه وثمينه - انها الحياة - متى سلبتها من احدهم سلبته حياته لذا لم يؤمر الله بسجن ابليس وهو من عارضه وخالفه من امام كرسي عرشه وتوعد واقسم ليفسد ويغوي الخلق ولم يؤمر بسجن حواء وادم لمخالفتهم اياه واكلهم من الشجرة المحرمه بل منحهم حياة اخرى في مكان اخر بعيدا عنه .. الحرية - حياه .. يامن تسلبون الناس حياتهم في زنازين مغلقه بحجج واسباب تافهه اختلاف رأي .. سلب الله حياتكم منكم يا من لاتنتمون للجنس البشري الا بمجرد الاسماء ..
شكرا لكم جميعا..
شكرا للزعيم الاب .. 
شكرا لقيادات المؤتمر.مازال رهاني عليكم مستمرواثق بكم جدا..
- لمن يسترجعون منشوراتي القديمة التي كنت مؤيدا بها للحوثيين لحظة اقتحامهم لصنعاء وماقبلها وكأنما اكتشفوا شيء عظيم ومتى انكرت انني لم اكن مساندا لهم اصلا ومؤيدا ..لكنكم تتناسون من انني اول من اعلن وعلى مستوى اليمن بكاملها ندم هذه المساندة وندم هذا التأييد ومن داخل صنعاء وفي وقت كان بعضكم حينها مايزال يطبل لهم ولم أستحي ولم اخشى ..لماذا لاتتذكرون هذه.
للبعض ثقوا جيدا..
عندما ينتهي المطاف افضل الموت على بوابة واسوار اللجنة الدائمة وسوف يبقى هذا خياري ولا سواه ..
محبتي لكم جميعا 
اعتذر للأطالة ..
شكرا اصدقائي وزملائي الصحفيين والاعلاميين والكتاب والناشطين ونقابة الصحفيين رابطة الصحفيين شكر خاص لكم جميعا بلا استثناء. واعتذر لنسيان احد دون قصد..
.
شكرا اصدقائي من وقفوا بجانب اسرتي في غيابي ..
وسوف نحتفل ب 26 سبتمبر وسوف نعلق اللوحات بشعارها وصور ثوارها حتى وان تأخر الوقت قليلا للضروف التي حدثت..
مازلنا على العهد...
واعتذر لعدم قدرتي الرد على رسائلكم واتصالاتكم حتى اللحظة ...
#دمت_ياسبتمبر_التحرير 
 

Total time: 0.0493