اخبار الساعة - متابعة
نشرت صحيفة "حرييت" التركية تقريرا، تحدثت عن الأزمة الديبلوماسية الجديدة بين الولايات المتحدة تركيا.
وقالت الصحيفة إن السفير الأمريكي لدى أنقرة، جون باس، دعا الليلة الماضية إلى حفل وداعي في مقر سفارته في تشانكايا، حيث كان ممثلو البعثات الأجنبية في أنقرة حاضرين. ولكن، على غير العادة لم يسجل الحفل وجود أي مسؤول تركي من الحكومة أو أحزاب المعارضة، أو حتى من الطبقة البيروقراطية والجيش.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا الوضع الذي واجهه باس؛ محرج للغاية بالنسبة لأي سفير، فذلك يعد بمثابة خطوة تمهيدية لإعلان أن الرجل بات شخصا غير مرغوب فيه. وعلى الرغم من مرارة الموقف والصعوبات التي واجهها أثناء إلقاء خطابه القصير أمام الحضور، شدد السفير على أنه يحب الشعب التركي كثيرا، ويود أن يعود إلى تركيا في "ظروف ملائمة أكثر بالنسبة للجميع".
وكان عزوف السلطات التركية عن حضور هذا الحفل، قد اتضح مسبقا بصفة غير مباشرة من خلال تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أثناء زيارته إلى بلغراد. وفي هذا الصدد، قال أردوغان إنه لم يحدد أي موعد لتوديع السفير الأمريكي، ولن يتم ذلك على الإطلاق.
وذكرت الصحيفة أن باس قد قام بجولة وداعية خلال الأسبوع الماضي، شملت وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو، في 2 من تشرين الأول / أكتوبر، ورئيس الوزراء التركي، بن علي يلدرم، في 4 من تشرين الأول / أكتوبر. وقد تم اعتقال ميتين توبوز الذي يعمل موظفا في القنصلية الأمريكية العامة في إسطنبول؛ بعد ساعات قليلة من زيارة السفير ليلدرم.
وتناولت الصحيفة حقيقة شح المعلومات الدقيقة بشأن ما الذي وقع الحديث عنه بشأن هذه المسألة خلال محادثة هاتفية بين وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو ونظيره الأمريكي ريكس تيلرسون يوم السبت 7 من تشرين الأول / أكتوبر، أثناء اجتماع استشاري لحزب العدالة والتنمية في أفيون قره حصار. لكن ومن دون شك، فقد نقل التفاصيل الجوهرية التي تم التطرق لها خلال هذه المحادثة إلى رئاسة الجمهورية مباشرة، دون الإعلان عنها للرأي العام. وفي اليوم التالي، الموافق ليوم الأحد 8 من تشرين الأول/ أكتوبر، أعلنت السفارة الأمريكية في تركيا عن وقف عملية منح التأشيرات لصالح الأتراك.
وذكرت الصحيفة أن رد فعل الرئيس أردوغان على خلفية قرار وقف منح التأشيرات؛ كان شديدا. فقد أكد أردوغان أنه في حال كانت هذه الخطوة نابعة من السفير بشكل فردي وشخصي، فيجب أن يطرد من منصبه على الفور. ولكن إذا كان هذا القرار صادرا عن واشنطن، فإنه لا يوجد أي أمر للتحدث فيه مع إدارة دونالد ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن عددا من الدبلوماسيين الأمريكيين يعتقدون أنه من غير الممكن أن يبادر أحد من الدبلوماسيين في السفارة الأمريكية في تركيا؛ باتخاذ قرار مماثل دون التشاور مع المسؤولين في واشنطن. في المقابل، وبعد حوالي ساعة من تداول الدعوة بشأن حضور حفل وداع السفير الأمريكي، أعلن المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية أن القرار قد اتخذ في ظل تنسيق كامل مع البيت الأبيض ووزارة الخارجية والأمن القومي.
وهذه المعطيات من شأنها أن تفتح الباب على مصراعيه أمام احتمالية تبني تركيا رد فعل؛ والمبادرة بإغلاق قاعدة إنجرليك الجوية، على اعتبار ذلك خطوة انتقامية. خلافا لذلك، أوضحت وزارة الدفاع الأمريكية أن أزمة تعليق منح التأشيرات للأتراك لم تؤثر على النشاط العسكري الأمريكي في تركيا حتى الآن.
وذكرت الصحيفة أنه وفي ظل هذه التطورات الملحوظة، أورد المتحدث باسم البيت الأبيض تصريحا ملفتا للانتباه في علاقة بالأزمة. وفي هذا الصدد، أفاد المسؤول الأمريكي أن واشنطن لن تشترط الإفراج عن المسؤولين في القنصلية، بل يتوجب أن يقابلهم محام من أجل تجاوز هذا الوضع المتوتر ورأب الصدع، مع العلم أن هذا الأمر يجب تطبيقه وفقا للقوانين التركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وداع السفير في ظل هذا المناخ السياسي المتوتر، دون مشاركة من قبل أي مسؤولين وسياسيين أتراك، تعد سابقة أولى من نوعها، فيما طغت المرارة والازدراء على مراسم توديع باس، علما بأن العديد من الصحف وقنوات التلفزيون التركية، فضلا عن زملاء باس والأشخاص الذين كانوا على مقربة منه؛ لم يكونوا حاضرين أيضا.
وشددت الصحيفة على أن طريقة تهميش السفير الأمريكي وتوديعه بشكل ولد الكثير من المرارة بالنسبة له؛ قد تنعكس على معظم الدبلوماسيين الأجانب، وخاصة سفراء الاتحاد الأوروبي. ففي الغالب، سيخلق ذلك شعورا بالقلق إزاء ما قد يطالهم.