اخبار الساعة - عدنان الصنوي
غداة دعوة مجلس الامن الدولي الى وقف فوري للاعمال القتالية في اليمن، استمر التصعيد العسكري الكبير اليوم الاربعاء 11 أكتوبر 2017 بين حلفاء الحكومة والحوثيين على طول الشريط الحدودي مع السعودية وعلى الجبهات الداخلية.
قالت مصادر عسكرية ان حلفاء الحكومة حققوا تقدما مهما قرب الحدود مع السعودية باستعادة مواقع في محور البقع حوالى 150 كم شمالي شرق مدينة صعدة المعقل الرئيس لجماعة الحوثيين شمالي اليمن.
أفادت المصادر عن سقوط عديد القتلى والجرحى في صفوف جماعة الحوثيين وقوات الرئيس السابق في العملية العسكرية الواسعة التي شنتها القوات الحكومية بمساندة جوية من مقاتلات التحالف التي استهدفت بسلسلة غارات عنيفة مواقع الجماعة وحلفائها على طول الشريط الحدودي مع السعودية.
وتبنى الحوثيون هجمات برية وقصفا مدفعيا وصاروخيا على مواقع حدودية سعودية في نجران وجازان وعسير، فيما ردت القوات البرية السعودية بقصف مواقع الحوثيين في مديريتي غمر ومنبه غربي محافظة صعدة .
وأعلنت مصادر إعلامية سعودية عن مقتل جندي سعودي بمعارك الساعات الاخيرة عند الحدود الجنوبية مع اليمن، فيما تحدث الحوثيون عن مقتل عديد الجنود السعوديين بانفجار عبوة ناسفة في موقع حدودي جنوبي منطقة نجران.
كما افادت قناة المسيرة التابعة للحوثيين بمقتل 3 جنود سعوديين قنصا في منطقة عسير المتاخمة لمحافظة صعدة من الجانب اليمني.
ورصد الحوثيون اكثر من 30 غارة جوية لمقاتلات التحالف خلال الساعات الاخيرة على مواقع حدودية في محافظتي حجة وصعده واهداف متقدمة في نجران.
كما شهدت الساعات الاخيرة معارك متفرقة بين القوات الحكومية والحوثيين في محافظات تعز والضالع والجوف ومأرب.
وقتل مدنيان على الاقل واصيب اثنان آخران بانفجار لغم أرضي زرعه الحوثيون في مديرية الصلو جنوبي شرق مدينة تعز، حسب ما افادت مصادر اعلامية موالية للحكومة.
المصادر الحكومية تحدثت ايضا عن مقتل 5 مسلحين حوثيين، واصابة 3 اخرين باندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين في مديرية قعطبة شمالي محافظة الضالع وسط البلاد.
في المقابل اعلن الحوثيون مقتل وإصابة 13 عنصرا من حلفاء الحكومة بعمليات قنص في جبهات القتال الداخلية خلال 24 ساعة الماضية.
في الاثناء شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات جوية على مواقع للحوثيين وقوات الرئيس السابق في محافظات الجوف وشبوة ومأرب ومحيط العاصمة اليمنية صنعاء.
وهزت انفجارات عنيفة جنوبي شرق العاصمة اليمنية صنعاء، في اعقاب غارات على مواقع عسكرية في مديرية سنحان مسقط الرئيس السابق علي عبدالله صالح .
يأتي هذا التصعيد الحربي، في وقت طالب فيه أعضاء مجلس الأمن الدولي أطراف النزاع اليمني بالوقف الفوري للأعمال العدائية.
وأكدوا في جلسة مشاورات مغلقة الليلة الماضية لبحث الوضع الانساني والسياسي في اليمن، ضرورة التزام الأطراف، خاصة الحوثيين، بمقتضيات القانون الإنساني الدولي والانخراط مع مبعوث الأمم المتحدة بشكل إيجابي للتوصل الى سلام شامل في اليمن.
وقال رئيس مجلس الأمن الدولي، مندوب فرنسا، فرانسوا ديلاتر، في تصريحات للصحفيين عقب انتهاء الجلسة المغلقة إن "أعضاء المجلس أعربوا عن دعمهم للحل السياسي في اليمن باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة هناك".
وفي إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، كشف مبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ أحمد عن خطة أممية جديدة لبناء الثقة وإعادة الاطراف اليمنية الى طاولة المفاوضات المتوقفة منذ مطلع أغسطس- آب العام الماضي.
وقال ولد الشيخ أحمد إنه يعمل حاليا على مقترح شامل يتضمن مبادرات إنسانية لاعادة بناء الثقة، وكذلك خطوات لعودة الأطراف الى طاولة المفاوضات.
وأشار الى انه سيتم مناقشة تفاصيل هذا المقترح مع الحكومة اليمنية وكذلك مع تحالف الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام اللذين تعهدا باللقاء والتباحث بالحيثيات.
وأعرب عن أمله في أن "يقترن التعهد بالأفعال وأن يضاعفا التزامهما بالعمل معنا بهدف التوصل الى حل سياسي سلمي".
وفي تصريحات عقب انتهاء الجلسة، قال الوسيط الدولي، إنه يسعي إلى عقد اجتماع يضم أطراف الأزمة اليمنية في القريب العاجل، مرجحا انعقاده في جنيف، لكنه لم يذكر اي تفاصيل عن موعد انعقاد الاجتماع.
ومنذ اندلاع الفصل الجديد من النزاع عقب تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في 26 مارس/ اذار 2015، فشلت اربع جولات من مفاوضات السلام اليمنية، في التوصل الى اتفاق ينهي الحرب التي خلفت نحو 10 آلاف قتيل، اضافة الى 3 ملايين نازح اجبروا على الفرار من ديارهم بعيدا عن مناطق المواجهات، حسب اخر التقديرات الاممية.
كما تعثر مبعوث الامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد، خلال جولات مشاورات لاحقة مع اطراف الصراع اليمني، في انتزاع موافقة الحوثيين على مقترح لتحييد ميناء الحديدة ضمن إجراءات أممية لبناء الثقة بين الأطراف المتناحرة، تمهيدا لوقف اطلاق النار والعودة إلى طاولة المحادثات.
وطالب ولد الشيخ أحمد في إحاطته مجلس الأمن، باستخدام كل نفوذه للضغط على الأطراف للالتزام بمسار السلام، قائلا " إن أطراف النزاع ماضية في صراع عسكري عقيم يعيق طريق السلام، في وقت يعاني فيه الشعب اليمني من كارثةٍ انسانية عارمة صنعها الإنسان".
واكد الحاجة المُلِحَّة إلى الاتفاق على إنهاء الحرب حتى يتسنى لحكومة جديدة متوافق عليها يمنيا ومدعومة من المجتمع الدولي، البدء في عملية إعادة بناء الاقتصاد ومؤسسات الدولة.
وتطرق الى الوضع المأساوي الذي خلفه النزاع الدامي في البلاد حيث يواجه أكثر من ثلث مقاطعاتها خطرَ المجاعة الحادة، اضافة الى تفشّي مرض الكوليرا بشكل هو الأسوأ في العالم.
وفي السياق، أشار الوسيط الدولي الى ان استخدام عائداتِ الدولة المتضائلة لتمويل الحرب لا يزال يقوِّض دفع الرواتب التي يعتمد عليها الملايين من اليمنيين.
وانتقد مبعوث الامم المتحدة تهديدات الحوثيين الاخيرة باستهداف دول خليجية بصواريخ بالستية، واعتبر ذلك" تصعيدا بالغ الخطورة".
ونوه مبعوث الامم المتحدة بقرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القاضي تشكيل فريق من الخبراء للتحقق من انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي في اليمن، باعتبارها خطوة إلى الأمام نحو المساءلة والحدّ من الانتهاكات في المستقبل.
المصدر: مونت كارلو