أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » الصحة والمجتمع

أسرة مقيمة بالرياض تقع ضحية "التكنولوجيا القبيحة" بعد إدمان طفلة للمقاطع الإباحية

وضعت واقعة غير مألوفة، أسرة مقيمة بالرياض تحت ضغط نفسي كبير، دعاها إلى قطع صلتها بعالم الإنترنت والأجهزة الذكية، والذهاب بطفلة لم تتجاوز السابعة من عمرها إلي طبيب نفسي، قالت عنده ما لم يتوقعه أحد.
 
وحسب والدة الطفلة، فقد فوجئت الأسرة المصرية المقيمة بالرياض منذ سنوات، بأن الطفلة الصغيرة تمرّ بحالة اضطراب نفسي، تصل أحيانًا إلى حد البكاء بغير سبب، حتى إنهم ظنوا في إصابتها بالمس أو السحر، وسعوا بالفعل في هذا الاتجاه، دون أن يصلوا لعلاج.
 
وبتعبير الأم، فقد تحولت حياة الأسرة إلى كآبة غير مألوفة، وبات الجميع في ترقب لما ستصل إليه حالة الطفلة الأصغر داخل المنزل. مضيفة أنها لم تكن تنام من شدة قلقها، بينما اضطر زوجها لملازمة البيت تحسّبًا لأي طارئ.
 
وقالت الأم لـ"عاجل": "لم نجد أمامنا غير الذهاب بها إلى طبيب نفسي". مضيفة: "توقعت أن يكون لديها مشكلات تكيّف مع المدرسة الجديدة التي انتقلت إليها في بداية العام، أو في أقصى تقدير أن تكون تعرضت لمضايقات من إحدى زميلاتها، غير أنها صدمتني بأمر آخر تمامًا".
 
وتابعت الأم موضحة: "تعامل معها الطبيب بطريقة هادئة، حتى باحت له بسبب حالتها، وهو إدمانها على مشاهدة المقاطع الخليعة على جهاز الـ"آيباد" الخاص بها".
 
وأضافت الأم: "لم أحتمل الصدمة، إذ كيف لطفلة صغيرة أن تصل لهذه المقاطع؟". مشيرة إلى أنها حريصة على زرع القيم الدينية والأخلاقية في نفوس جميع أبنائها، مع إلزامهم بالصلاة منذ سن صغيرة، وهو ما رد عليه استشاري أول الطب النفسي الدكتور أسامة النعيمي -في تصريح لـ" عاجل"- بتوضيح أنه"
"مهما كانت تربية أبنائنا صحيحة، فإن الوازع الاجتماعي والأخلاقي والديني لم يتشكل لديهم بعد".
 
وقال النعيمي: "ليس من العقل تعريض أبنائنا وبناتنا لمثل هذه اللقطات دون تحصينهم أولًا". مضيفًا: "هذا لن يحدث في هذه السن المبكرة".
 
واستطرد قائلًا: "لكن لنفترض أننا لاحظنا تغييرًا في مزاج أو سلوك الطفل، وتأكدنا أن سبب هذا التغيير هو مشاهدته لمثل هذه الفظائع، فطريقة المعالجة تكون من مستويين، أولهما إفهامه بلغة بسيطة خطورة هذا التصرف، وتشجيعه على الإقرار بخطئه وربما مكافأته على التزامه. أما المستوى الثاني فيتمثل في تفعيل الخواص الإلكترونية التي تحميه من التعرض مستقبلًا لهذه المقاطع، مع مراقبة محتوى البرامج والمقاطع التي يشاهدها".
 
وأضاف النعيمي: "إذا أصرّ الطفل على سلوكياته، فيجب أن يعامل معاملة المدمن (ولو بصورة مخففة)، بحيث يتم منعه وإبعاده عن الأجهزة اللوحية، وعدم تركه بمفرده في وجود أي جهاز حتى لو كان تلفازًا ".
 
وقال أيضًا: "يجب أن نتذكر أن أبناءنا يتعلمون بعض سلوكياتهم منا مباشرة، فعلينا أن نحرص على ألا تحوي أجهزتنا مثل هذه المشاهد خوفًا من وقوعها في أياديهم".
 
وبشكل شخصي، ذكر النعيمي أنه لا يفضل العلاج الدوائي إلا إذا تزامنت الشكوى مع مرض نفسي واضح". منوهًا إلى أن المعالجة النفسية/ الاجتماعية ضمن جوّ الأسرة هو الحل الأمثل".
 
ولفت الخبير النفسي إلى أن شركات الأجهزة الإلكترونية تضع كثيرًا من الفلاتر والقيود حتى يستعملها أولياء الأمور للسيطرة على المحتوى الذي يتعرض له الأطفال، إلا أن الأهل يتساهلون في استخدام هذه الأدوات.
 
وختم قائلًا: "بالعكس قد يبادر الأبوان لإعطاء جوالهم أو جهازهم الشخصي للأطفال ظنًّا منهم أن هذا دليل حب وتقدير، دون أن يراعوا أن محتويات هذه الأجهزة قد تكون مفزعة من جهة أو مبهرة ومثيرة للفضول من جهة أخرى".

Total time: 0.052