شدني مقال نشرته صحيفة الهال الامريكية للكاتب روب سبحاني والذي وصف من خلاله خادم الحرمين الشريفين بأنه قائد فذ وعالمي وله وزنه وتأثيره على المسرح الدولي كذلك بين الكاتب بأن التحدي الذي يواجه العالم اليوم سواء ارتبط بتغيير المناخ أو التشرد والذي هو من صنع الانسان أو ناتج عن الكوارث الطبيعية أو يرتبط بالتصدي للتطرف الديني وإيجاد حل منصف للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو بإستقرار أسعار النفط كل تلك الامور تشكل هاجس للملك لذلك فهو يمد يده للشراكة مع العالم بأسره،وقد ظلت يده ممدودة وستبقى كذلك وعلى الرئيس الامريكي أوباما أن يمد يده كذلك للتواصل مع الملك ذي التوجهات الاصلاحية وأن يرسي دعائم شراكة جديدة معه تأخذ في الإعتبار تحديات القرن الحادي والعشرين،كما بين الكاتب روب في مقالة بأن خادم الحرمين الشريفين يعتبر من الشخصيات السياسية المحبوبة والقريبة من النفس ويتمتع بخصال نادرة يفتقراليها العديد من القادة المعاصرين،كالاخلاص والإعتماد عليه في أوقات الشدة كما أن الملك جبل على كونه دائما:" يقول مايعني ويعني مايقول".
واضاف الكاتب في ثنايا المقال بضرورة ابرام صفقة استراتيجية بين كل من واشنطن والرياض بحيث يستطيع الملك عبدالله أن يؤدي وبجدارة دورا لايقل أهمية عن دور روسيا والصين،وأن يكون مختلفا عن ادوار كل من الرئيس اوباما والرئيس الروسي ميدفيدف او الرئيس الصيني هيو جيتاو،فالملك عبدالله وعلى حد قول الكاتب يتمتع فيما يتعلق بأربع قضايا محورية بتأثير أكبر من تأثير الصين وروسيا ومن الممكن أن يكون أول هذه القضايا طرح خطة لاعادة اعمار غزة والضفة وبإستطاعة العاهل السعودي كذلك ومن خلال شراكته مع الولايات المتحدة الامريكية ان يتصدر هذه الخطة ويبعث الامل في النفوس كبداية للتوصل لحل يقوم على إنشاء دولتين فلسطينية واسرائيلية،وخلص الكاتب في ختام مقالته على ضرورة أن يعي الرئيس الامريكي حكمة الملك وان يقوم بترويج مرئيات الملك الناضجة والتي تتمتع بسعة الافق وبعد الرؤية.
ويبقى ان اقول ايها السادة:" لقد ادرك الملك عبدالله وبحكم تجاربه الغنية واطلاعه الواسع وخبرته العميقة بأدوات الصراع واهدافه ان منطقة الشرق الاوسط قد استقطبت الاهتمام المحوري للعالم بحكم ما تمثله من قيم روحية كمهد للديانات والحضارات ومن موقع استراتيجي يتحكم في شرايين العالم،ومن قوة اقتصادية وبشرية مؤثرة في العلاقات الدولية والتطورات الاقتصادية العالمية.واذا كانت ذريعة اسرائيل دائما تتمحور حول محاولاتها الخبيثة للاساءة للانسان العربي عن طريق استعداء الرأي العام العالمي وعن طريق اذكاء النعرات العنصرية الموجهه ضد العرب،فان حتمية التحكم في ادارة الصراع كانت تملي ضرورة القيام بمبادرة من شانها ان تقلب موازين القوى خاصة وقد خاضت الامة العربية والاسلامية تجارب كثيرة وانتهجت اساليب كثيرة اوصلتها الى مرحلة جديدة من الصراع تطلبت تسخير قوة جديدة كانت لدى الامة،ولم تكن تلك القوة سوى مبادرة السلام الرائدة والتي بادر بها الملك عبدالله ثم مالبثت ان تحولت للمشروع العربي للسلام،ناهيك عن كون الملك أرسى دعائم حوار الحضارات وتلاقحها وتجانسها واحتواء الاخروهذا كله وبدون ادنى شك رفع من الصوت العربي عاليا وفي نفس الوقت ساعد ذلك على تقوقع اسرائيل وفشلها الذريع في محاولاتها الدؤبة لاضعاف الوجود الحضاري للامة وضربه من الخلف وكما هي عادة الكيان الصهيوني المغتصب لاراضينا،فالملك وبتحركاتة وزيارتة المكوكية المتتابعة لدول العالم يؤكد انه ينشد السلام ويدعو للحوار وفي نفس الوقت يكشف اوراق الصهاينة الذين يدعون دائما للحروب واذكاء الفتنة والانقسام سواء كان ذلك في الجسد الفلسطيني او في الجسد العربي.
رئيس فضائية حماية المستهلك*
يقول ما يعني ويعني ما يقول
اخبار الساعة - د.سامي عبدالعزيزالعثمان*