أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

تعرف على اشتراطات تجمع الإصلاح للمشاركة في معركة صنعاء

يوماً بعد يوم، يتبلور التغيّر في خارطة التحالفات السياسية والعسكرية في اليمن، بعد مقتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وفيما تعمد دولتا “التحالف” السعودية والإمارات، إلى صياغة مشهد جديد يمتد من الجنوب باتجاه صنعاء لتحقيق الهدف المُعلن من قِبلهما والمتمثّل بـ”تحرير صنعاء”من أنصار الله، تبرز تساؤلات عن إمكانية الحركة مواجهة جبهة جديدة داخل “معقلها” بعد تخلخل تحالفها مع حزب “المؤتمر” إثر مقتل زعيمه.
 
و في سياق جهود الرياض وأبوظبي لإعادة ترتيب معسكرهما، أتى اللقاء الذي جمع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بقيادات من حزب “الإصلاح” في الرياض، ممثلة برئيس الحزب محمد اليدومي، وأمينه العام عبد الوهاب الآنسي، إلى جانب مسؤولين سعوديين وإماراتيين، على الرغم من “العداء” الذي يتحكّم بالعلاقة بين هذه الأطراف، وخصوصاً بين الإمارات و”الإصلاح”.
 
الإصلاح لـ”التحالف”: الضمانات أولاً
 
و أفادت مصادر خاصة لـ”العربي” بأن هذا اللقاء جاء بعد رفض قيادات الإصلاح توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي، ببدء عملية عسكرية تحت اسم (صنعاء العروبة)، تتجه للعاصمة لتحريرها من أنصار الله أثناء المواجهات المسلحة مع قوات صالح، مشترطين ضمانات مستقبلية للمشاركة في الخطة قيد التحضير للهجوم على صنعاء.
 
و أوضحت المصادر أن “الضمانات التي طلبها الإصلاح تتعلّق بوضعهم المستقبلي، وحجمهم في أي عملية سياسية قد تنطلق في مرحلة ما بعد معركة صنعاء المرتقبة”.
 
و لفتت المصادر إلى أن “قوات الإصلاح في مختلف الجبهات، وخاصة نِهم، لم تطلق حتى طلقة واحدة، ولو جوّاً، منذ أن أعلن هادي انطلاق هذه العملية”.
 
جبهات جديدة وتشتيت
 
و بحسب مراقبين، فإن “التحالف” بقيادة السعودية، يعد العدّة لاجتياح صنعاء، مستغلاً مقتل صالح، وتشظي حزب “المؤتمر”، وبقاء “أنصار الله” بمفردهم لمواجهته، بعد خسارة شريكهم صالح.
 
هذا الأمر دعا “التحالف”، وخصوصاً الإمارات، إلى التقارب مع “الإصلاح”. وبالتزامن مع ذلك، فتح أكثر من جبهة بهدف تشتيت جهود “أنصار الله” في مواجهته.
 
من جهتهم، يعمل “أنصار الله” على لملمة “المؤتمر”، حيث يلتقي رئيس “المجلس السياسي الأعلى” صالح الصماد، على الدوام، بقيادات الحزب بعد رحيل صالح، للسعي لاحتوائه وإبقائه شريكاً سياسياً.
 
حيث قالت مصادر مقرّبة منه لـ”العربي”، إن “أنصار الله بصدد تعيين مشرف من الحركة على المؤتمر، تحت مسمّى (مسؤول العلاقات مع حزب المؤتمر)”، وهذا ما يشير إلى تشظي الحزب إلى تيارات تتوزّع ولاءاتها بين جميع القوى الفاعلة على الساحة.
 
صراع على المؤتمر
 
و في السياق، يحتدم التنافس بين السعودية والإمارات على استقطاب قيادات “المؤتمر”، فبينما تسعى الإمارات للتأثير والاستقطاب من خلال تعزيز تواصلها بأحمد علي عبدالله صالح، المقيم في أبو ظبي؛ تعمل السعودية على استقطاب قياداته، حيث زارها مؤخراً الكثير منهم، أبرزهم الأمين العام المساعد، سلطان البركاني.
 
أمّا على المستوى الداخلي، فقد دعا العديد من ناشطي وإعلاميي حزب “الإصلاح” إلى التقارب مع “أنصار الله”، وفتح صفحة جديدة معهم. من بين هذه المواقف؛ دعوة الفائزة بجائزة “نوبل” للسلام، توكل كرمان، المحسوبة على حزب “الإصلاح”، عبر مقال لها نشر في “الواشنطن بوست” للتفاوض مع “أنصار الله”، مشيرةً إلى أن صفحة صالح “طويت”. ورأت كرمان، في مقالها أن الحل هو مشاركة جميع القوى السياسية في حكومة وحدة وطنية، بمن فيهم “أنصار الله”.
 
بين القاعدة والقيادة
 
هذا التحوّل في موقف كرمان وغيرها الكثير من المؤثرين في حزب “الإصلاح” تجاه “أنصار الله”، ما كان له أن يحدث لولا مقتل صالح، وهو ما يعني، في حال نجحت هذه الدعوات، فتح صفحة جديدة بين خصمين ايديولوجيين، جمعهما مقتل عدو مشترك.
 
السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستنتصر رغبة قواعد “أنصار الله” و”الإصلاح” في التصالح..؟ أم أن قيادة “الإصلاح” شربت من كأس الإمارات في اللقاء الأخير..؟
 
علاقة “التحالف” بالقوى السياسية ستحكمها قاعدة “العرض والطلب”
 
فقد ذكرت مصادر خاصة لـ”العربي” أن “مجاميع مسلحة من الإصلاح شاركت يوم أمس مع المقاومة الشعبية في معركة بيحان بشبوة، لتبرهن لحلفائها الجدد الممثلين بالإمارات صدق نواياها”، وهو ما يؤكّد جمود جبهة نِهم التي يتحكّم بتلابيبها “الإصلاح”، مشترطاً “ضمانات” للتحرّك صوب صنعاء، كما ذكرت مصادر “العربي”.
 
و بالعودة إلى مستقبل “المؤتمر” واصطفافاته الجديدة، فإنه من الواضح تفتّته بين جميع القوى الفاعلة على الساحة. ومن يريد أن يستشرف كيف سيكون عليه حال هذا الحزب، بعد صالح، عليه فقط أن يراقب حال قناة “اليمن اليوم”، حيث انقسمت إلى: قناة تابعة لـ”أنصار الله” تبث من صنعاء، وقناة تابعة لهادي، تبث من الرياض، وأخرى تابعة لـ”المؤتمر” الخارج تبث من القاهرة.
 
أمّا علاقة “التحالف” بمختلف القوى السياسية اليمنية، فيرى مراقبون أن هذه العلاقة ستحكمها قاعدة “العرض والطلب”؛ فيما ستتصدى حركة “أنصار الله” برفقة “حصّتها” من “المؤتمر”، لقوات “التحالف” وحلفائه على مختلف الجبهات.
 
المصدر: العربي

Total time: 0.0443