اخبار الساعة
أكد السفير الأمريكي الاسبق إلى اليمن ستيفن سيش، إن تجاهل العالم لما يجري في اليمن أدى الى استمرار الحرب داخله، نتيجة كونها تقع في ركن بعيد من الأرض، ولم تمنح الهجرة منها الى أوروبا كما جرى في الحالة السورية، ما جعل العالم لا يعرف شيئا عن الحرب التي تشهدها.
وقال ستيفن سيش خلال حديثه لقناة (PBS)، ترجمه “الموقع بوست”، أن التنبيه الذي يثار حول الحرب في اليمن يتضاءل كثيراً عما نراه في ضوء الصراع في سوريا، لذلك، فإن الابتعاد عن الرأي العام وعدم خلق هذا الشعور بالتهديد الذي طال أمده قد أدى إلى التسبب بمشاكل لجميع سكان اليمن الذين عانوا على الصفحات الخلفية من صحفنا، ولم يلقوا الاهتمام الإعلامي المطلوب.
وفي تعليقه على الشكوى الحقيقة في هذه الحرب قال ستيفن سيش، والذي عمل في اليمن خلال الفترة (2007م – 2010م) ” أعتقد أنه من المهم أن نبدأ بحقيقة أن انصار الله، الذين يشكلون جزءا من نسيج المجتمع في اليمن، لديهم جدية طويلة الأمد مع حكومتهم ومع السعوديين، وفي هذا الشأن أيضاً هم يحاولون الاستيلاء على جزء من اليمن وهيكل سلطته الآن، لهذا يشعر السعوديون بالقلق الشديد، فأنصار الله قد استولوا على الكثير من الأسلحة العسكرية في اليمن، والكثير من الأراضي، والآن يقومون بممارسة تهديد حقيقي على المملكة العربية السعودية والتي تعتبره المملكة أمراً لا يطاق، وأنا أتفق معهم”.
وحول ما إذا يشكل التدخل الإيراني بالفعل مخاوف للمنطقة قال : أنا لست مقتنعا أن الإيرانيين هم اليد الخفية خلف هذا، هذه ثورة محلية من جانب انصار الله، ولا شك أن الإيرانيين قد انخرطوا بشكل متزايد، حيث أنه في الطرف الآخر السعوديين أصبحوا أكثر انخراطاً، لذا أعتقد الآن أن كلاً من هذين المنافسين يجعلان اليمن كميدان يستخدمونه لخدمة مصالحهم، ولكنني أعتقد أيضاً أن الكثير مما نراه الآن، والكثير من القضايا الإنسانية التي ظهرت، هو نتيجة مباشرة لثلاث سنوات من الضربات الجوية السعودية المطولة.
وأضاف “رأيت بيانات اليوم من مشروع بيانات اليمن حيث أظهرت الأرقام أنه تم تنفيذ 15000 غارة جوية على اليمن، وهي بلد أصغر من ولاية تكساس، على مدى ثلاث سنوات”.
و تابع ستيفن، والذي يعمل الآن نائبا للرئيس التنفيذي الحالي لـ “معهد الدول العربية الخليجية” في واشنطن:” “أعتقد أن الخوف حقيقي، وأعتقد أن إيران تعتبر العدو بالنسبة للمملكة العربية السعودية، ولكن ما اعتقده أنه يجب معاملة انصار الله كحركة قومية.
وأردف: ” أعتقد أن ما يجب على السعوديين القيام به هو معرفة ما يمكن القيام به لإخراج أنفسهم من هذه الحرب”.
وقال: السعوديون لم يثبتوا أنه هناك فائدة من هذه الحرب إلى الآن، ولا انصار الله أثبتوا ذلك، أعتقد كلا الجانبين، يجب أن يدركا في هذه المرحلة أن الطريقة الوحيدة التي تخدم مصالحهم هو الجلوس والتفاوض على وسيلة للخروج من هذا، دون أي انتصار عسكري”.
و أضاف ” أعتقد أننا شهدنا مؤخرا أن البيت الأبيض ووزارة الخارجية قد أصبحتا تقوم بحملة شاقة حقيقية من ممارسة الضغوط على الرياض، ونتج عن ذلك أن أعلن السعوديون أنهم سيعيدون فتح الميناء في الحديدة وسيسمحون للرافعات أن تأتي”.
وأختتم السفير كلامه قائلاً ، “الصراع في اليمن يمثل صراع محليا وإقليميا، وقليل من غير اليمنيين يدركون ذلك، فالصراع في اليمن لا يشبه الصراع في لبنان أو سوريا أو العراق، بل هو صراع تقف خلفه قوتين إقليميتين في المنطقة”، في إشارة لإيران والسعودية”.
وأضاف قائلاً أن ردة فعل السعودية تجاه حركة انصار الله، هو ناتج عن سلسلة من المشاهد السابقة التي شاهدتها السعودية في لبنان والعراق من قبل الحشد الشعبي و حزب الله التابعين لإيران والذين يسببون المشاكل والمخاوف لإسرائيل وحكوماتهم.
وأردف: الآن حزب الله يملكون الآف الصواريخ التي تعتبر موجة إلى إسرائيل، وهذا ما تخشاه المملكة إذا استمر التمدد الحوثي وازدادت سيطرته.