أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

ماهي الدورات الثقافية التي تعطيها جماعة الحوثي للموظفين والشبان وقوات الجيش، وكيف يتم تحويلهم لمواليين لهم؟

- خاص
تحرص جماعة الحوثي اشد الحرص على اعطاء من يتم استقطابهم ضمن افرادها إلى إعطائهم ما تسمى بالدورة الثقافية لفترة معلية بعدها تطلق عليهم ألقاب وأوصاف مختلفة.
 
وبحقيقة الامر لسيت تلك الدورات الثقافية إلا واجهة لأعمال اخرى غير ثقافية يقوم بها الحوثيون من اجل اقناع الناس للوقوف إلى جانبهم.
 
فإلى جانب الإقناع بالكلام، يتم اعطاءهم الشمة، والشاي الخاص، وهو شاي ممزوج بأعمال سحرية، وكذا الشمة لتهيئة عقولهم وربطهم بزعيمهم واتباعه وطاعته طاعة عمياء.
 
يتم ايهامهم بأنهم لا يموتون وان لهم كرامات، كبيرة وان الملائكة تقاتل معهم، وانه رغم كثافة قصف الطائرات إلا ان اولياء الله (كما يسمونهم) او المؤمنين لا يصابوا بأذى.
 
وهناك عشرات القصص عن الشاي الذي يتم اعطائهم لاتباعهم ويتم تعبئته من خزانات خاصة، وكذا الشمة واعمال السحر والطلاسم التي تخاط على اثواب بعضهم، لتجعلهم يقاتلون وكأنهم مسيرون، لا اراديا، كما وان للزوامل الحماسية دور ايضا كبير، فيتم تعبئة ذواكر الهاتف وغيره بعشرات الزوامل والتي يظل اتباعهم يستمعون لها  طوال الواقت، وهي ما تزيد  من حماستهم بشكل كبير.
 
وكانت نشرة  الكترونية تصدر عن المركز الاعلامي للثورة قد نشرت في يوليو من العام الماضي اعترافات احد اتباع جماعة الحوثي بعد فراره من المعارك، تحدث فيها عن الشاي والشمة، والاقناع النفسي والحديث عن الكرامات، وانهم اولياء الله ويقاتلون مع الله، وكيف يتم استقطابهم وادخالهم إلى تلك الدورات الثقافية.
 
وكان مما قاله: "في أول وصولنا وزعت لنا(الشمة)، وقالوا لنا من يتعاطاها أولا ويدمن عليها يتم تسليحه أولا، وقبلها استمعنا إلى محاضرة لأحد قياداتهم عن فوائد الشمة وكيف تجعل المقاتل قوي وتمده بالهمة وصلابة القلب، فما كان مني إلا أن قمت من بينهم وكنت أول من تعاطاها وأديت حينها صرختهم بكل صوتي الأمر الذي جعلهم ينظرون إلي أني مميز دون الآخرين ليكون تدريبي وتعليمي وجلوسي مع الكبار، وساعدني في ذلك أيضا أن والدي أحد وجاهات منطقتي، ماجعلهم يصرفون لي سلاحا وطقما جديدا مع أني لم أكن قد تعلمت قيادته بعد".
 
ومما قاله أيضا:  "كنا نصبح ونمسي على كلمة السيد، يراقبونا ويفرضون علينا شرب الشاي على الريق كل صباح؛ ولكن طعمه غريب وفيه شيء من المرارة، ويقولون لا صلاة الا في مكة ومن وجدوه يصلي فهو دخيل".
 
ويتم توجيه تلك الدورات للشباب، وتارة لموظفي الدولة، وتارة اخرى لقوات الجيش، بعد تجميعهم بحجة صرف الرواتب، لكنهم يقتادونهم إلى اماكن تلك الدورات في معاقلهم بصعدة.
 
وأكد الأكاديمي في جامعة عدن الدكتور قاسم المحبشي أن ممارسات عبد الملك الحوثي تأتي في سياق استراتيجيته المذهبية الخطيرة الهادفة إلى تجفيف ثقافة الجمهورية وقيمها الحديثة من عقول الأجيال الجديدة.
 
وأضاف أن أوامر عبد الملك الحوثي الأخيرة تأتي في هذا السياق وتشمل إعادة تدريب موظفي القطاع العام في المناطق التي تقع تحت سيطرته وصولاً إلى تأهيلهم على نهج ملازم أخيه حسين بما يؤدي إلى غسل عقولهم من الثقافة التي كانت تشربتها من عهد الثورة والجمهورية اليمنية وإعادة حشوها بعقيدة الملازم الطائفية السامة. 

Total time: 0.0543