كم هو مُضحك أن من يقتات من جسد الوطن ، هو ذاته من يزايدُ بوطنيته على غيره بكل تعنت وبكل حمق ، و كم هو محزن ، أن من يبني الوطن ويكمن فيه الأمل ، هو ذاته من يصمت تماماً حين يستوجب الأمر غير ذلك!
مشكلتنا اليوم ، أن البعض يمارس ألعابه القذرة ، والبيدق الوحيد في كل ذلك هو الشعب .
كلٌ يطالب بحقه في تحريكه أينما يشاء لكي يحقق ما يشاء ، والممتع فوق كل هذا، أننا حقاً نتحرك.
بات شعبنا كأوراق لعبٍ في كل جولة تُخلط ويعاد توزيعها على اللاعبين ! يتقاذفونه على رقعة وطنٍ بكل استهتار غير آبهين.
يشعل هذا سيجارة ، وذاك يعدل من عمامته ، وجارية تدور عليهم بالخمر كل حين .
تنتهي الجولة و تحسب النتيجة ، بعضهم يغدو فرحاً و آخرٌ يتوعد بالنصر القريب ، فيَهِمُونَ لكرةٍ أُخرى ولعبة جديدة ،والورق بين أيديهم حتى يومنا يدور بدمائه المهدورة - واه أسفاهُ - دور التائهين.
منذُُ البداية وأنا ارتقب ركب مسيرة ثورتنا العظمية ، ثورة كما أوجزها الإعلامي علي الضفيري (( أنبل وأرقى ثورة مدنية سلمية عرفها التاريخ )).
وعندما ظهرت بوادر الحلول السلمية التي قبلنها بمنطق العقل والحكمة .
ثمة أصوات تعالت هنا وهناك لعرقلت تلك الحلول تحت مسميات وشعارات مختلفة فهذا يُنصب حاله أميرٌ للمسلمين وأخر يعلن نفسه قائداً لتحرير أرض مغتصبه ؟
ومن الذي أغتصبها ؟
حقاً لا أعلم ولكن الذي اعلمه عنهم أنهم يثيرون اسئله وحجج غبية مما تجبرنا على الإجابة عليها بأجابات غبية ايضاً .
وعندما وصل شباب الثورة ،والشعب اليمني إلى بوتقة الخروج من الأزمة ، وذلك عن طريق مرشح توافقي ، توافقت عليه الأطراف السياسية ، ويتم انتخابه من قبل الشعب .
فإذا بهم يظهرون من جديد، فيدعون لمقاطعة الانتخابات .
ولكن الغريب ليس في ذلك ، فالحرية تقتضي أن يقاطع من أراد ، وينتخب من أراد ، المريب في الأمر أنهم بداو يُعدون العدة وبكل ما أوتوا من قوة ، لعلرقلة مسيرة الحل السلمي ، بعد أن غابوا عن الساحات طيلة ايام الثورة .
وطني أخاف عليك من نفسي .. فكيف إن كَثُرت حولك الضباع،يريدون لك ذُلاً وخُذلاً .
ولا يدرون أن أبناؤك رجال ... إلهي وطنٌ في عهدتك أودعناه .
فرسالتي هنا هي لشباب الثورة فأقول لهم ..انتم من بدأتموها وحتماً أنكم من ستنهون تلك الثورة العظمية .
وأخيراً أقول :
صمتاً !! .. فحين تُشيع الأحلام لا حاجة لنا بتبرير الأسباب.