اخبار الساعة
روى الكاتب الصحفي المقرب من الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، نبيل الصوفي، قصة عن مائدة الغداء الاخيرة التي جمعتهم قبل مقتله على ايدي ميليشيا الحوثي .
وأكد الصوفي، في منشور على صفحته بموقع التواصل "فيسبوك"، ان علي عبدالله صالح.. ليس حزباً ولا عائلة ولا سلطة، هو مواطن، أولاً، وعسكري ثانياً. عسكري ابن الجيش وليس ابن المخابرات وأجهزتها وتقاليد عملها، بحسب قوله.
وأضاف "كنتُ يوماً معه في سيارته يطوف صنعاء، وحين وصلنا جسر "بيت بوس"، قال لي: "لو حكمنا على تقارير أجهزة الأمن إننا جلسنا عمرنا كله نتضارب نحن والشعب".
ونقل عن "صالح" قوله له : "افتح تلفونك للناس.. وخلّ الأجهزة الأمنية تشتغل بطريقتها.. سلّم لها المرتبات واعتمد ما يوصله لك الناس"، معتبرا ما قاله تحليلاً للتشريع: "الناس أصحاب مصلحة في حل المشكلات، أما الأجهزة الأمنية فمصلحتها في صنع المشكلات واستثمارها".
واستعاد الصوفي، آخر غداء لهم مع الرئيس الراحل، مع بدء الاشتباكات الأخيرة مع من سماها "جماعة الموت".
وقال "وسط الاشتباكات، يجلس على طاولته، يدعو عارف الزوكا، يتأكد أن خالد الديني يأكل تمام.. يمد لنا من صحنه... يتأكد: طارق موجود.. صلاح جالس".
واضاف "أتذكر الآن هذه التفاصيل.. وأتذكر كلماته طيلة وقت المائدة، كأنه يودع كل واحد منّا، يودعنا، ليس لأنه ينتظر رصاص الحوثة، بل لأن الحياة عنده وصلت للحظة النهاية، والكبار يدركون ذلك ويذهبون إليها.. الموت لايأتيهم.. هم يذهبون إليه، لكأنه موعد حددوه هم أول الميلاد".
وتابع "الحوثي هنا ليس إلا وسيلة للعدم.. لم يختَر الحوثة ما سيفعلونه، هم أدنى من أن يحددوا لأنفسهم مساراً.. هم مجرد أداة يحركها تاريخ الوجود".
وأكد انه ما كان للزعيم أن يخلد.. غير أن كل ما كان فيه خير لهذه البلاد مهما بلغ السوء في حدوده، لم يقبل به القدر ليكون الوسيلة التي تخلد كقاتلة لـ"علي عبدالله صالح"، لافتا الى ان الحوثي اختصّه القدر بتخليده بوصفها الجماعة التي قتلت "اليمن"، ولن تتبرأ من هذا التاريخ عمرها كُله، منتصرةً أو منهزمةً..
وبحسب ما قاله الصحفي الصوفي، فان دمُ الزعيم، سيظل بادياً بين عيون رجالها ونسائها.. بين أيديهم، وفي مأكلهم ومشربهم، وبين خطبهم وخطاباتهم، لم يكن علي عبدالله صالح، شيئاً خارقاً، بل كان "ابن تراب هذه الأرض وبعض لونها وروحها".. كان مواطناً.
ودعا الى اعادة تقييم "صالح" بتجرُّد، ويمكنكم أن تؤطروا أخطاءه سواءً الشخصية أو في الحكم، وتتعظوا منها أيضاً، ولكن أولاً أعيدوا تقييم أدائه كواحد منكم وبكم..
وقال "كلُ من سيتعامل معه (اي صالح) على أنه ورث عائلي، أو أنه تجربة أمنية استحواذية مخبأة اختراقية.. لن يحقق شيئاً لنفسه وسيسيئ كثيراً لهذا الرجل".
واختتم منشوره قائلا "من يوم حكمه الأول إلى يوم حياته الأخير.. كان "علي عبدالله صالح" مواطناً يمنياً.. عادياً.. بسيطاً.. لم يستطع كل هيلمان الحكم أن يغيره"..