يواصل الدكتور علي حسن الأحمدي، رئيس جهاز الأمن القومي سابقا والسفير حاليا في مملكة البحرين، سرد حقائق ووقائع اقتحام الحوثيين لمدينة عدن وما شهدته تلك المرحلة من أحداث هامة.
- في 25 مارس اتصلت بالأخ محمود الساعة 10 صباحاً وسألته عن الوضع وقال لي الوضع سيء جداً .. ما عاد لقيت غير ثلاثين فرد ونتصدى لهجوم وكنت اسمع تبادل إطلاق النار ثم انقطع الاتصال ..حاولت أعيد الاتصال ولم يرد.. تحركت إلى غرفة العمليات 22 مايو لكي نشوف ماذا نعمل ووصلت إلى هناك وأبلغني الطاهري أن محمود وناصر منصور وفيصل رجب تم أسرهم – أي خلال فترة تحركي من معاشيق وحتى التواهي – نزل علي الخبر كالصاعقة .. تحركنا معا إلى معاشيق عند الرئيس وفور مغادرتنا تم قصف غرفة العمليات باثنين صواريخ أصابتها إصابة مباشرة .. وفي الطريق من العقبة حتى كريتر بالكاد مررنا من السيارات والبشر كلهم متجهين إلى جبل حديد للحصول على سلاح.. كذلك وجدنا مجاميع كبيرة عند بوابة معاشيق .. وأخرى من الحرس والمواطنين يكسرون بوابة أحد المخازن .. وصلنا عند الرئيس الساعة 12 وجدنا عنده عبدالعزيز حبتور ومهدي عبدالسلام خارجين .. أمر الرئيس الطاهري يذهب إلى جبل حديد ويسلح كل من يطلب سلاح وقد ذهب ولم يستطع ان يصل من البشر الذين سدوا الطريق واقتحموا المخازن وبدؤوا بالنهب لمحتويات المخازن من السلاح والذخائر.
- قامت مجاميع أخرى بنهب معسكرات القوات الخاصة ومعسكر فريق مكافحة الإرهاب والشرطة العسكرية .. سألنا أين الاربعمائة حق الأمن المركزي .. أين الألف والخمسمائة الذين قلتوا في معسكر الفارسي.. تبخرت .. طيب الثلاثة الف الذين تم الدفع بهم من اللجان.. تبين بأن هؤلاء مروا من العلم باتجاه أبين الساعة 10 صباحاً... وعلى ما يبدو أن الأخ الوزير ورفاقه تحركوا وهم يعتقدون أن اللجان الشعبية موجودين أمامهم وخدعوا حتى أصبحوا في مواجهة الحوثيين مباشرة وقد تبادلوا معهم إطلاق النار وقتل من قتل وأصيب من أصيب حتى نفذت ذخيرتهم .. الدبابات التي أرسلت من اللواء 15 لواء فيصل رجب اتضح أن الإبر حق المدافع قد سرقت من قبل أبناء المحافظات الموالية للحوثيين وهم أغلبية أفراد اللواء.
- الساعة 1 اتصلت بي لارا من وكالة رويرتز للأنباء وسألتني عن الرئيس فقلت لها هو بخير وسألت عن صحة ما يقال بأنه قد غادر عدن إلى جهة مجهولة فأكدت لها بأن الرئيس موجود في قصره في معاشيق .. انتقلت أنا والرئيس إلى الديوان في المبنى رقم 7 وبدأنا المقيل والاتصالات بالقيادات العسكرية والشعبية لإعادة تنظيم المقاومة للدفاع عن عدن .. ولكن اتضح بأن القوم أصيبوا بالانهيار واكتشفنا بأننا وحدنا .. فلم يعد معنا من نعتمد عليه .. حتى القوة التي تم تجميعها من الأمن المركزي والتي جمعها في معسكر الفارسي لم نجد لها أثرا, وحتى حراسة القصر أخذوا ما خف وغادروا ولم يبق إلا عدد من حراسة الرئيس في معاشيق.
- أُبلغنا أن الحوثيين دخلوا الحوطة .. انتشرت في عدن أعمال النهب ودبت الفوضى.. عند الساعة 2 تم إبلاغنا أن طائرتين سوخوي أقلعت باتجاهنا, تحركنا إلى غرفة العلميات .. ابلغوني حراستي بأن طواقم الدفاع الجوي لأحد المضادات غير موجودين فأمرتهم أن يحلو محلهم ويتعاملوا مع الطائرات القادمة فمن بين أفراد حراستي يوجد خمسة على الاقل تدربوا على المدفع 23 في وقت سابق .. وقد جاءت الطائرات وتعاملوا معاهم ومدفع آخر استخدمه حرس الرئيس ... ألقت الطائرات حمولتها في البحر ... لا أعتقد بأنه خوفاً من الدفاعات الجوية ولكن اعتقد بأنهم لم يكونوا مقتنعين بالمهمة... توالت الاتصالات علينا من كل مكان لماذا انتم باقين عندكم .. أخرجوا إلى أبين ... أخرجوا شبوة .. كنت أكلم الرئيس بأننا يجب أن نغادر .. كان يقول لي لن أهرب بانقاتل حتى نموت... طيب يا فخامة الرئيس نقاتل من؟! نحن الآن تزحف علينا بشر معظهم نهابة يبحثون عن ما ينهبونه .. وبالتأكيد بينهم قاعدة وبينهم عناصر مندسة ستكون ضمن هذه المجاميع إن تركناهم يصلون إلينا سيخرج المندسين من بينهم وسيقتلونا كما قتل القذافي على أيدي صعاليك .. وإن تصدينا لهم سنقتل منهم المئات البريء والعدو.. فمعظم هؤلاء بدون سلاح وقتلهم جريمة وتركهم يصلون إلينا سيتستر بهم الحاقدون والمندسون حتى يصلوا إلينا.. أو سيأتي العدو بدباته ومدرعاته ولن يكون أمامنا إلا البحر .. الذي وعدنا به علي عبدالله صالح في لقائه مع أهل تعز في صنعاء قبل ثلاث أيام.
كان الرجل منتحرا ولولا إصرارنا عليه لبقي حتى يموت بدون مقابل ما كان لنا إلا أن نموت معه.
بلغنا أن نقطة العريش احتلت من قبل عربة شلكا – يبدو أنها خرجت من معسكر بدر ممن تبقى من الكتيبة الخاصة – عندها قمت أنا وجلال وقلنا له باقي يجيبون دبابة عند سوق عدن مول وأخرى في العقبة وأغلقوا علينا ونحن ليس معنا أحد إلا هذا العدد الموجود من حراساتنا سنقاتل حتى الموت ولكن قتال فقط من أجل أن نموت... وبموتك انته تنتهي القضية وتسلم البلاد برداً بسلام للحوثيين .. أخذته انا وجلال كل واحد بيد وقومناه من مجلسه .. اللواء الطاهري وفرج حسين كانوا قد تلقوا مكالمات كاذبة بأننا منتظرين لهم في العلم هذا كان الساعة 2 ظهراً .. وخرجوا كل واحد من جهة ولما لم يجدونا اعتقدوا بأننا سبقناهم وواصلو إلى أبين .. اتصل الأخ علي الكندي بفرج حسين وقال له كيف تخرج والرئيس في عدن .. قال له مش معقول .. قال له والله موجود هو والدكتور علي .. فعاد واتصل بالطاهري ورجعوا جاؤونا إلى العمليات وقدنا خارجين منها .. واتفقنا على أن نمشي في أرتال صغيرة .. كل ثلاث سيارات معاً وبينهن وبين الثلاث اللاحقات مائة متر على الأقل . عدت أنا إلى المبنى رقم 7 لأخذ شنطتي وتبديل الملابس ووجدت واحد قد كسرها بغرض السرقة مسكوه الحراسة وبدأوا يدهفوه وعرفنا بعد ذلك أنه من أسرة كريمة وتركناه.
خرجنا الساعة 5:30 من معاشيق وكتبت حينها أبيات من الشعر ولست شاعرا، وإنما استوعيت هذه الأبيات من الاتصالات التي توالت علينا ونحن في معاشيق لماذا لم تغادروا عدن حتى الآن, الموت يزحف نحوكم اسمعوا الكلام سيروا فقلت حينها:
سمعـنـا وطعـنـا ثـم سرنا فبلغوا ** سـلامـاً إلى كـل ذي قـلـب موجـعُ
وقـبّـل تحـت نعـالـهـم كـــل ذرة ** أبت أن ترتضي بالذل أو له تخضعُ
ومعذرة ان سرت فجأة مكـرهـاً ** لغدر أصاب الجسم في كـل موضـعُ
مكـراً مفـراً لـن يطـول غـيـابنـا ** سنـركـب أمـواج المـنـايـا لـنـرجــعُ
عدن الحبيبة لن تكـوني سليبـةً ** وأنــت سـلـيـلـة ذو يــزن وتــبـــعُ
غداً سأرجع لك ورأسي شامخ ** علـى ظـهـر دبـابـة وطـقـم ومـدفـعُ
وكانت سيارتي آخر سيارة وتجاوزت حتى أخذت المقدمة قبلي طقم حراسة الرئيس وكنت أعتقد ان سيارة الرئيس التي بعدها تجاوزتها ومشيت قدامها بعد الطقم .. الرئيس في سيارته الصالون وقبله المرسيدس مروا من ساحل أبين .. لا أدري كيف ومتى فرقوا ووصلوا إلى قرب النقطة رموا عليهم عدة رشقات بالدشكا وسلم الله ودوروا ومروا بعدنا بالطريق البحري كان الاتفاق أن نقطة التجمع محطة البترول التي بعد العلم (محطة لقموش) .. نزلت هناك وفتحت باب السيارة التي اعتقد أنه الرئيس وإذا به أحمد هادي .. صدمت وراودني قلق قطعه وصول سيارة الرئيس ووقوفها جنبي .. جادلت العميد ناصر مهدي – الذي كان يقود سيارة الرئيس – كيف خالف الاتفاق .. وقالوا لنا بالموقف الذي واجهوه في نقطة جولة الرحاب .. كنت ناوي أن أصعد مع الرئيس في سيارته ولكن وجدت أن ذلك يتطلب إنزال المرافق الشخصي العميد أحمد عبدالله أو جلال لأحل محل أحدهم, واستصعبت الأمر وعدت إلى سيارتي .. مونا سياراتنا وتحركنا على طريق أبين وكانت الحياة ساكنة .. الحركة قليلة جداً توجد بعض نقاط اللجان في الطريق نقاط ضعيفة لا يسألون أحد ولا قادرين ان يردوا أحد وصلنا مفترق الطرق في شقرة وأخذنا طريق أحور .. كنت أحسب حساب نقطة الأمن المركزي في العين واللواء الثاني جبلي .. واللواء الثاني مشاه بحري .. اتصلت بالعميد أحمد سالم علي ركن استطلاع المحور .. وطلبت منه يلاقينا في احور.
- في احور مر الموكب على نقطة شعبية أطلقوا النار على السيارة الأول جو وردوا عليهم الحراسة بشريط معدل .. بعد مخرج أحور لاقانا العميد أحمد سالم وطلع معي وقال للسائق امشي في مقدمة الموكب وبلغ نقاطنا أي نقاط اللواء الثاني أن معنا مريض .. ثم تواصل مع زملائه في اللواء الثاني مشاه بحري واللواء الثاني مشاه جبلي وقائد نقطة العين امن مركزي وقال لهم معنا الشيخ حقنا وقع عليه حادث ونقلوه عدن ولكن رجعوا من شقرة بسبب الأحدث في عدن ويريدون به المكلا عليهم ان يبلغوا النقاط حقهم.. كنت في الطريق قد تواصلت مع الشيخ عوض حسين بن عشيم يجهزوا عشرة أطقم تنتظر لنا في النقبة .. كان مقترحي أن نذهب شبوة .. ولكن الرئيس قرر ان الأفضل المكلا هناك عندنا القصر .. والتواصل سهل .. وعلى هذا الأساس طلبت منهم إرسال الأطقم التي بدون سلاح ظاهر حتى لا يصطدموا مع نقاط الجيش ويلاقونا في بير علي وفعلاً جاءت ثلاث أطقم بدون سلاح ظاهر بقيادة عبدالله الجعب وسالم الكندي وصالح محمد .. كما التحقت بالموكب خمس سيارات من قبائل هل لخنف من مديرية رضوم.. على راسهم حميد الكربي ومحمد الطحان ومحمد مهدي القصي وطارق بابكر المعظمي .. مرينا من جميع النقاط بسلام وتوقفنا في الخبيه وواصلنا طريقنا وكان هناك فريق استطلاع يمشي قبلنا مكون من احمد عمر العياشي نائب مدير شعبة الاستخبارات شبوة وعلي صالح المرادي ركن استخبارات اللواء ثاني بحري إلى جانب استطلاع مدني مكون صالح لعور السليماني وواحد من أهل باراس بسيارة صغيرة وكانوا على تواصل مع احمد سالم الذي كلفهم بالمهمة.
بعد ما جزعنا بالحاف اتصل قائد اللواء الثاني جبلي العميد الجمل بالأخ أحمد سالم وقال له يا أخي الموكب هذا كبير ومعظمه صوالين! ايش من شيخ هذا يا أحمد؟! قال له يا أخي هذا شيخ مغترب في الخليج وعنده ثروة وهذولا الذي معه من المنافقين منتفعين من الشيخ .. بالتأكيد تم البلاغ لصنعاء بمرور الموكب ولكنهم ليسوا متأكدين من في الموكب فقد حرصنا على عدم إجراء اي مكالمات من قبل أفراد الحراسة ونحن نتواصل بواسطة أجهزة داخلية تم إعدادها من قبل الدائرة الفنية في الجهاز لا تتواصل إلا مع بعضها وعددهن محدود. كنا خائفين من اثنين واحد مع محمود وآخر مع ناصر منصور أن يكونوا وقعوا في أيدي الحوثيين ..
الرئيس اتصل بمحافظ حضرموت عادل باحميد وقال له جهزوا القصر .. وأنا اتصلت بخالد الكازمي قائد الحراسة في القصر وقلت له أنا وعدد من اللجان الأمنية في طريقنا إليكم جهزوا لنا عشاء .. قال لي ليش ما تروحون البيت حق الجهاز الذي في فوه بايكون أحسن لكم .. قلت له ما نريد إلا القصر .. وقد بدا مرعوبا ولا يرغب في مجيئنا .. عندما توقفنا للتزود بالوقود قرب بروم قال لي الرئيس إن المحافظ بلغه إن الكتيبة الخاصة تحركت إلى القصر أو ستتحرك ولذا لا يفضل المجيء إلى القصر .. اتفقنا أن ننزل في المنتجع الجديد الذي في خلف حسب اقتراح محمد الطحان الذي سبقنا إلى المكلا وبلغته يذهب إلى هناك ويحجز المنتجع كله .. وقد اتصل بي بعد نصف ساعة وبلغني بأن المنتجع مغلق. خليت العقيد محمد طالب منصور أحد ضباط الحراسة يتواصل مع ذياب القبلي ويخبره بأني سوف اتصل به .. لأني باتصل به من رقم لا يعرفه .. وكلمته وقلت له لاقنا في نقطة بروم دون ان أفصح له بأي شيء – عند توقفنا للتزود بالوقود بالقرب من بروم وكانت في المحطة طرمبه واحده تحركت السيارات التي عبت دون انتظار حتى يكتمل الركب وكانت سيارة الرئيس في المقدمة – وقد مر الرئيس قبلنا في نقطة بروم ومعه سيارتين الشاص حقه وحقي وسيارة فرج وما ان مروا حتى اقفلوا حراس النقطة الطريق بالحديد الشوكي أمام سيارتي – يبدوا أن التعليمات وصلتهم في هذه اللحظة – وقالوا انتم مسلحين ولازم إذن المحافظ نزلوا الشباب للتحاور معهم واستعدينا للقتال وكنا عدد لا باس به ومعنا معدلات وبوازيك وقادرين ندخل بالقوة ولكن هذا سيثير علينا القوة التي في المدينة .. ووصل ذياب القبلي قائد الشرطة العسكرية في حضرموت في هذه اللحظة يصيح من بعيد قائد المنطقة قائد المنطقة .. تعرفوا أصحاب النقطة على الطاهري وقدهم يبحثون عن العذر للخروج من المأزق ففتحوا لنا الطريق .. كنت قلق على الرئيس واتصل بالسائق وقلت له أوقف عند المنصة لما نجيك – طبعاً قلقي أن العميد ناصر لا يعرف المكلا كما أعرفها أنا فقد أكملت دراستي الثانوية فيها والمشي على غير هدى – واتصلت بالطقم حقي وقلت خليكم قدام الرئيس واوقفوا حتى لجيكم ... سيارة الرئيس اتجهت إلى القصر اعترض الطقم ونزل بن معيلي – ( سعيد صالح بن معيلي ضابط وشيخ شاب من آل معيلي مأرب جاء إلى عدن لزيارتنا وجاءت الأحداث وهو معنا وخرج معنا وكان بمثابة قايد طقم الحراسة التابع لي ) – يكلم الرئيس وهم يشاهدون العساكر منتظرين في البوابات وحولها ولو دخلوا لكانت نهايتهم ونهايتنا من بعدهم .. تحركوا ونحن بعدهم نسير بأقصى سرعة أتواصل معهم .. أين أنتم؟ قال لي العميد ناصر مهدي نحن عند الفندق الكبير .. قلت لهم أوقفوا عندكم . الموكب تحرك عبر الديس جول المسحه وانا مشيت على أثرهم باتجاه خلف ووجدتهم واقفين عند الفندق .. زعلت على ناصر مهدي كيف غامر بالرئيس ومر من أمام الأمن السياسي والمنطقة العسكرية ( كانت هذه الغلطة الثالثة منذ بداية الرحلة وسلم الله ) .. قررنا التحرك إلى المهرة .. الجماعة الذين ذهبوا عبر جول المسحه رجعوا لنا إلى خلف وتحركنا وفي مقدمتنا ذياب القبلي بطقمه .. مرينا على نقاط مطار الريان , الضبه , والشحر , وقصيعر .. أوصلنا ذياب القبلي إلى آخر نقطة بعد قصيعر ثم ودعنا وعاد .. وحقيقة له الفضل في مرورنا بسلام في حضرموت مثلما كان الفضل للعميد احمد سالم مرورنا بسلام في ساحل شبوة وإلا كانت الأفخاخ منصوبة لنا في حضرموت فبعد المرور من بلحاف تم التواصل مع صنعاء واخبروهم بمرور الموكب وأرسلت عمليات وزارة الدفاع التي يسيطر عليها الحوثيون برقية لقائد المنطقة الثانية اللواء محسن ناصر مضمونها متوجه إليكم من اتجاه شبوة موكب سيارات شاص وصوالين من العناصر الإرهابية والخارجين عن القانون عليكم التصدي لهم .. وقد عمم قائد المنطقة البرقية على جميع الوحدات العسكرية والأمنية مطالباً بالتنفيذ وتحمل المسئولية عن أي تقصير .. يبدو أن البرقية وصلت ونحن على مشارف الدخول إلى المكلا وقد صادفنا خلال الدخول إلى المكلا عدد من أطقم الأمن المركزي متجهة باتجاه بروم والقصر .. ورب ضارة نافعة فدخولنا متفرقين ربما حال دون اصطدامنا معهم .. وقد علمت من بعض القادة فيما بعد أن الرئيس السابق تواصل شخصياً مع قادة الوحدات العسكرية والأمنية وقال لهم أن مع الرئيس عبدربه منصور هادي مئة وخمسون مليون دولار أقتلوه أو اعتقلوه والفلوس حلال عليكم .. وطبعاً هذا إغراء هو يعلم انه لن يحفز قادة الفيد إلا الفيد ولكن هؤلاء القادة لم يتحمسوا إضافة إلى تهديد قائد الشرطة العسكرية بأن أي اعتراض لموكب الرئيس سوف يتم التصدي له من الشرطة العسكرية. والحقيقة أن الذي معنا كان مائتين وخمسون الف دولار.. وسبعون مليون ريال يمني كانت في سيارة الرئيس وبقيت فيها حتى عودتها من عمان بعد سبعة أشهر.
وفي 26 مارس بعد ان ودعنا الأخ ذياب واصلنا طريقنا مرينا على آخر نقطة في حضرموت وهي نقطة ريدة تابعة للأمن المركزي وهي نقطة قوية كانت قد تعرضت لهجوم إرهابي قبل عام قتل فيه معظم أفرادها .. وتم تعزيزها بعد ذلك. لم نتوقف فيها وبعد تجاوزها بمسافة وقبيل الوصول إلى مشارف مدينة سيحوت أول مدن محافظة المهرة, وعند الساعة 12:30 صباح يوم الخميس 26 / 3 أبلغوني الحراسة الذين كانوا يتابعوا الراديو في السيارة التي وراءنا بأن مطار صنعاء يتعرض لضربات جوية من الطيران السعودي كما وردنا اتصال من قبل الأخ مقبل لكرش الذي كان انطلق هو واللواء علي لخشع من عتق على أثرنا وأبلغنا بالقصف واقترح علينا العودة إلى حضرموت .. توقفنا ونحن منذهلين من شجاعة القرار الذي طال انتظاره .. كما أننا في اللحظات الحرجة يوم أمس كنا ننتظر من الأشقاء والأصدقاء أي تواصل أو سؤال عن وضعنا وما نحتاجه وبقيوا ينظرون ما تسفر عنه الأحداث حتى موضوع إخلاء الرئيس لم يخطر على بال الأشقاء .. وعندما سألنا عن السفير السعودي الساعة 2 ظهراً أبلغنا بأنه أخذ زورق من زوارق الصيادين لإيصاله إلى سفينة تجارية كانت في عرض البحر .. أما الأمريكيين فقد اجلوا رعاياهم من عدن ومن العند قبل يومين .. وقفنا نتدابر وما هي الخطوة التالية هل نعود إلى المكلا كون الوضع سيتغير مع التدخل السعودي الذي لا ندري إلى أي مدى سيكون .. فالأخوة السعوديين لا نعلم ظروفهم ونقدر أن القرار كبير ليس بالبساطة دون تنسيق مع القوى المؤثرة في القرارات الدولية .. وقد استقر رأينا أن نواصل السير إلى المهرة .. ومنها إلى صلالة حيث ان الرئيس لديه مشاكل صحية من قبل الرحلة وزادت مع تعب الرحلة التي قطعنا فيها قرابة الف وخمسمائة كيلو متر إضافة إلى أسباب أخرى ليس هنا مجال ذكرها .
أبلغنا العميد عبدالله منصور قائد محور المهرة بأننا في طريقنا اليه وطلبنا تجهيز وجبة إفطار لنا كان عددنا مع الذين رافقونا من شبوة حوالي ثمانين فردا على متن 19 سيارة, الجميع مسلحين ولدينا من الأسلحة المتوسطة 10 معدلات و6 قاذفات RPG ورشاش ثقيل واحد 12,7
وصلنا إلى المهرة حوالي السابعة والنصف صباحاً وكان في استقبالنا العميد عبدالله منصور والعميد مبارك مساعد حسين مدير امن المهرة .. والعميد الشايف .. أركان حرب اللواء .. وعدد من الشخصيات والضباط حيث أعدوا لنا وجبة إفطار .. كانت الوجبة الوحيدة التي تناولناها منذ ظهر يوم امس .. ونحن على الفطور اتصل بي الأخ احمد باحاج محافظ محافظة شبوة الذي كان موجود في الرياض ويبدو أنه كان متواجد مع عدد من المهتمين بمتابعة الوضع في اليمن أبلغته بأننا وصلنا إلى المهرة.. ثم أعطاني السيد الكيس ضابط ارتباط في السفارة البريطانية لدى اليمن وقد انتقل مع بعض طاقم السفارة إلى جدة. (حيث إن معظم السفارات غادرت صنعاء بعد أحداث 18 , 19 يناير في صنعاء واستقالة الرئيس والحكومة ونقلت بعض السفارات بعض من طواقمها إلى عمان أو السعودية او الأردن لمتابعة الوضع من قرب وأرسلت السعودية والإمارات سفراءها لمزاولة عملهم في عدن كما وعدت عدد من الدول مصر وتركيا بنقل سفاراتها إلى العاصمة المؤقتة عدن). استفسر السيد الكيس عن الوضع وعن حالتنا ووضع الرئيس الصحي .. الخ. وهل الرئيس فعلاً موجود عندي أكدت له ذلك ولمزيد من التأكيد أعطيت التليفون الرئيس وتحدث معه وسأله عن وجهتنا وقال له سنذهب إلى صلالة .. وسأله هل العمانيين مبلغين قال له الرئيس حتى الآن .. فقال له سنبلغهم نحن في هذه الحالة .. اتصل بعد فترة وجيزة احمد باحاج مرة أخرى وبلغني بأن السعوديين با يرسلون لنا طائرتين إلى الغيضة لنقلنا إلى الرياض.. سألت الرئيس وقال قلهم الرئيس بحاجه للوصول إلى المستشفى في صلالة .. أبلغت باحاج برد الرئيس .. وقد تحركنا من الغيظة في موكب كبير أضيف إلى موكبنا .. وفي أثناء السير باتجاه حوف اتصل البريطاني الييكس عبر تليفون احمد هادي الذي أوقفني وسلم لي الهاتف .. سألني ال ك انت في أي سيارة فقلت له ربما الخامسة أو السادسة في الموكب وقال لي ممكن تعمل فليشر .. وفعلاً قلت للسائق اعمل فليشر .. ثم سألني الرئيس في أي سيارة .. هنا استغربت وساورتني الظنون فلست متأكد من هوية المتصل هل هو اليكس أو شخص آخر .. فقلت له لا أعلم السيارات متشابهة .. وقطعت الاتصال وأعدت التليفون لصاحبه وقلت له لا ترد عليه مطلقاً إذا اتصل أو اقفل الجوال .. بالتأكيد كانت طائرة بدون طيار تصورنا ويشاهدوننا على شاشة في المكان الذي يكلموننا منه .. وصلنا إلى حوف وهناك استقبلونا حرس الحدود العماني وما هي إلا لحظات حتى وصل قائد كتيبة حرس الحدود المشعني من مقر قيادة الكتيبة الواقع على مسافة من مركز الحدود وبعد تناول المرطبات ودعنا المرافقين الذين جاءوا معنا إلى الحدود ودخل الرئيس وأنا واللواء الطاهري والعميد فرج بن حسين العتقي والعميد احمد سالم واحمد هادي وجلال والعميدين ناصر مهدي واحمد عبدالله وعدد من مرافقينا بسياراتنا 4 صوالين .. وصلنا إلى مقر الكتيبة واستقبلونا عدد من الضباط وقدموا لنا الوجبات الخفيفة والقهوة والعصائر .. وبعد حوالي اربعين دقيقة وصلت طائرتين هيلكوبتر .. استقليناها وهبطت بعد حوالي 40 دقيقة في باحة المستشفى العسكري في صلالة.
كان في استقبالنا في المستشفى العسكري في صلالة العقيد هلال من المكتب السلطاني وعدد من مسئولي الولاية وقد أجريت للأخ الرئيس الفحوصات والإسعافات الأولية وتم ترقيده وإعطاءه قرب مغذيات مع الأدوية وبقيت أنا وهو والعميدين ناصر مهدي واحمد عبدالله بينما أخذوا بقية المجموعة إلى دار الضيافة وقدموا لهم الغذاء .. وقد زارنا والي ظفار في المستشفى ثم أخبرنا العقيد هلال بإن السعودية أرسلت طائرتين وهي الآن في الجو وطالبين وصولنا إلى الرياض .. ذهبت انا إلى دار الضيافة لأهيئ الزملاء للسفر وما أن أخبرتهم حتى طلبوا الذهاب إلى السوق لشراء ملابس فالجميع تركوا كل ما لديهم في السيارات التي سلمت مفاتيحها لحرس الحدود على أساس إرسالها بعدنا إلى صلالة ذهبوا إلى السوق واشتروا بعض الحاجيات بينما غفوت على بال ما يعودون من السوق .. جاءت الطائرتان واقلعنا إلى الرياض وصلنا تقريباً الساعة خمس ونص إلى مطار الملك خالد بالرياض أي بعد 24 ساعة من انطلاقنا م