أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

زيارة "غريفيث" إلى عدن.. ساعات اللمسة "الأخيرة" أم "إسقاط" واجب دبلوماسي

 
 غادر المبعوث الأممي مارتن غريفيث العاصمة عدن عقب وصوله بساعات.
 
وعقد المبعوث الاممي اجتماع بالرئيس هادي تطرق لابرز الملفات السياسية والاقتصادية والانسانية واحياء عملية السلام في اليمن، وكان ابرز الملفات المتداولة معركة الحديدة.
 
وتعتبر زيارة “مارتن” الى العاصمة عدن، هي الأولى منذ ان عين مبعوثاً للأمم المتحدة في اليمن.
 
وقد كانت الزيارة محل إهتمام الكثير ومتابعة الشارع الداخلي والخارجي وخاصة الشارع السياسي الجنوبي الذي كان يعول على هذا الزيارة كثيرا وظل ينتظره منذ فترة طويلة.
 
وقد كانت ساعات "مارتن" لعدن بمثابة الصدمة حيث توقع الكثيرون ان تكون زيارة شاملة تتلمس كثير من القضايا في الجنوب من أهمها الأوضاع السياسية والعسكرية في العاصمة عدن على وجه والجنوب بصفه عامة.
 
وعقب تلك السويعات التى حط بها "غريفيت" في الاراضي الجنوبية يرى الكثيرون أنها ماهي إلا اسقاط واجب لـ"تفاهمات" ومشروعات قد تم التوافق والتناغم عليه وما الى زيارة للرئيس "هادي" بالذات هي عبارة "شكلية" تعطيه الصفة الدولية والغطاء الدولي بأنه "الشرعي" الاقليمي في الأزمة "اليمنية" ومفتاح كل المشروعات وقلم رسم "خارطة" ومعالم وملامح شكل الحلول في الأزمة.
 
فزيارة مارتن للرئيس "هادي" دون غيره من الخصوم والقوى المتصارعة في عدن تعتبر بمثابة رسالة لكل تلك التكوينات والقوى في الجنوب، وعليه قد تكون زيارة الساعات المارتنية هي اسقاط واجب ووضع اللمسة الأخيرة لحلول ومشروعات وخارطة دولية إقليمية تم التفاهم والتناغم عليها وتحدد معالم وملامح خطوطها في قادم المرحلة.
 
 
 
لماذا تجاهل "مارتن" المجلس الانتقالي:-
 
الكل كان يتوقع ويجزم ويضع امامه نتائج لقاء بين مارتن والمجلس الانتقالي الذي يشكل الثقل الشعبي الداخلي الكبير والمشروع الوطني الذي يلتف عليه العامة بزخم كبير ولكن يبدو ان التحركات الأخيرة بين ابوظبي والرياض وعودة هادي إلى عدن قد القى بظلالها على هذه الزياره وقد يكون الاكتفاء بلقاء أبوظبي "الماضي" ولكن كان الكثير من مناصري وأعضاء المجلس الانتقالي يعولون كثيرا على لقاء مارتن على أرض الواقع وتلمس الأمور عن قرب.
 
ولكن مهما كانت الأسباب والمبررات يبقي السؤال الأهم لماذا تجاهل مارتن لقاء المجلس الانتقالي في العاصمة "عدن" كونها تحمل الكثير من الأهداف التى ترمي بظلالها على الشارع الجنوبي من أهمها: لقاء مارتن بالمجلس الانتقالي "صك" واعتراف دولي على ارض الواقع في العاصمة عدن بعيدا عن كل الحسابات على الرغم من تثبت ذلك بين جبهات القتال وعلى أرض الواقع والأرض.. فلماذا تجاهل " مارتن " ذلك ؟!.
 
إضافة إلى ذلك يعتبر لقاء مارتن بالمجلس الانتقالي كسب مزيد من الزخم الشعبي الذي يكسر الركود والجمود في الفترة الأخيرة .. قد يقول قائل تم اللقاء في أبوظبي وقد يرد عليه آخر لقاء عدن "غير"للابعاد والأهداف السياسية والعسكرية والدبلوماسية والصدى الداخلي والخارجي.
 
وعليه فإن تجاهل مارتن للمجلس الانتقالي في هذا التوقيت قد يعود بنتائج سلبية في قادم الأيام؟!.
 
 
 
 
 
هل كانت الحديدة هدف "مارتن" بعيدا عن "الجنوب":
 
زيارة مارتن للرئيس هادي قد تحمل بعد وأهداف أخرى بعيدا كل البعد عن مايروج قبل قدوم مارتن وقد تكون ذو أبعاد عسكرية اكثر مما هي سياسية، حيث يتوقع البعض ان تلك السويعات الخاطفة لزيارة مارتن قد تكون خاصة بـ"الحديدة" ومايدور فيها من تقدم للمقاومة والجانب الشرعي على الأرض وقد تكون إنقاذ واحياء الأنفاس الحوثية التى تشهق الشهيق الأخير.
 
وقد تحمل جعبة زيارة مارتن اتفاقات وتفاهمات صوب الشمال والساحل الغربي "الحديدة" بعيدة عن الجنوب والملف الجنوبي.
 
لقد احدث مارتن جدل كبير وهاجس اكبر بتلك الزيارة وتلك السويعات فهل كانت سهام تصوب نحو الشمال والحديدة بعيد عن الجنوب وقضيته؟!.
 
 
 
هل اتقن الجنوبيون فن اللمسة "الأخيرة":-
 
قد يبقي من زيارة مارتن احتمال أخير قد نكون أصابنا الهدف فيه وقد يكون مخطئ، ويكمن ذلك الاحتمال بأن الجنوب والقوى الجنوبية اتقنت اليوم فن اللمسة الأخيرة واحسنت ذلك من خلال ان اللقاء مع مارتن وهادي هو تفويض من القوى الجنوبية والمجلس الانتقالي لهادي في اللحظه الأخيرة وذلك عقب تسريب محضر للمجلس يدعوالى التقارب والتناغم على إيقاع التوافق، وعلى ذلك قد يكون حزم مصيره بخطى ثابتة نحو الهدف واحسن فن اللمسة الأخيرة.
 

Total time: 0.049