اخبار الساعة
اقتحم متظاهرون غاضبون مطار النجف الدولي جنوب العاصمة بغداد، بالتزامن مع استمرار المظاهرات في البصرة في جنوب العراق لليوم السادس على التوالي، احتجاجا على سوء الخدمات وتدهور الأحوال المعيشية، وامتدت لاحقا إلى محافظات جنوبية أخرى.
وأفاد مراسل «الجزيرة» بأن مئات المحتجين اقتحموا المطار وأن السلطات أعلنت وقف الرحلات. وأظهرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تخريب متظاهرين صالة مطار النجف احتجاجا على تردي الخدمات.
وأفاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية بأن القوى الأمنية بالمطار تعرضت بالضرب لبعض المتظاهرين الذين أصيبوا بجروح ونقلوا إلى المستشفى، في حين واصل آخرون احتجاجهم ووصل بعضهم إلى مدرج المطار.
وقد أعلنت قيادة الفرات الأوسط إلغاء حظر التجوال في محافظة النجف، وكانت قيادة الشرطة قد نفت أنها أعلنت حظرا للتجوال في المحافظة.
اقتحام شيراتون
وفي البصرة جنوبي العراق اقتحم مئات من المتظاهرين فندق شيراتون، أحد أهم الفنادق في المدينة تزامنا مع مظاهرات في مناطق أخرى من المحافظة احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية.
وفي وقت سابق الجمعة، نزل محتجون إلى شوارع مدينة البصرة النفطية ومنعوا الوصول إلى ميناء أم قصر للبضائع القريب من المدينة.
كما جرى تنظيم احتجاجات أيضا بمدينتي العمارة والناصرية مع تصاعد الغضب الشعبي. وقال مسؤول أمني إن محتجين احتلوا مقر المحافظة في العمارة وألقوا الحجارة على فروع لحزب الدعوة ومنظمة بدر واعتدوا على أفراد الشرطة، لكن قوات الأمن تمكنت من صدهم.
وقال شهود عيان في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار العراقية، إن العشرات أصيبوا، أغلبهم من أفراد القوات الأمنية.
جاء ذلك خلال تظاهرة حاشدة أمس الجمعة وسط المدينة، وقد عبر المتظاهرون عن غضبهم تجاه تردي مستوى الخدمات في المحافظة. كما تجمع محتجون عند منزل المحافظ حيث قاموا برمي الحجارة على المنزل، ما أدى إلى إصابة عدد من أفراد الشرطة.
تحركات حكومية
وتأتي هذه المظاهرات امتدادا لتحرك احتجاجي ضد البطالة وتردي الخدمات الحكومية يتواصل لليوم السادس على التوالي في محافظة البصرة الجنوبية، ما اضطر رئيس الوزراء حيدر العبادي للتوجه إلى المنطقة الجمعة.
ويجري العبادي محادثات مع مسؤولين في مدينة البصرة، وهي منفذ رئيسي لتصدير النفط، لبحث التوتر الحالي.
وقال مجلس الوزراء في بيان «الحكومة تتعامل بجدية وتفهم مع مطالب المتظاهرين وتضع آليات لتنفيذها بشكل عاجل».
وأفاد مراسل الجزيرة بأن مجلس الأمن الوطني العراقي عقد اجتماعا طارئا لبحث تردي الوضع الأمني بالمحافظات.
وتأتي موجة الاحتجاج هذه في حين ينتظر العراق انتهاء عملية إعادة الفرز اليدوي النسبي لأصوات الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد في 12 مايو/أيار الماضي، على خلفية شبهات بالتزوير.
ويجد العراق نفسه اليوم من دون سلطة تشريعية للمرة الأولى منذ الإطاحة بنظام صدام حسين في 2003.
وقد فاز ائتلاف سائرون الانتخابي الذي يقوده الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر بالعدد الأكبر من المقاعد، بعد تحالفه غير المسبوق مع الحزب الشيوعي العراقي وبعض التكنوقراط.
وقال الصدر مساء الجمعة في تغريدة «لا نرضى بالتعدي على المتظاهرين المظلومين، كما نتمنى من المتظاهرين الحفاظ على الممتلكات العامة، فهي ملك للشعب وليست للفاسدين»، مستخدما وسم «ثورة الجياع تنتصر».
تأهب كويتي
وفي سياق متصل أعلن مصدر أمني في وزارة الداخلية الكويتية عن رفع درجة الاستعداد إلى القصوى، تفاعلا مع تسارع مجريات الأحداث في جنوب العراق.
وأضاف المصدر الأمني عن إرسال فرقة من القوات الخاصة للتمترس بالقرب من الحدود الشمالية مع العراق.
كما أعلنت الخطوط الجوية الكويتية عن إلغاء رحلاتها المتوجهة إلى مدينة النجف وذلك ابتداءً من اليوم السبت وحتى إشعار آخر. بسبب الظروف الأمنية الحالية في مطار النجف.