اخبار الساعة - صنعاء
منذ وصول الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى سدة الحكم بشكل رسمي في 21 فبراير الماضي، شهدت كثير من الخدمات تحسنا واضحا وملموسا، وفي المقابل فقد لقي مايزيد عن 150 شخصا مصرعهم في حوادث تفجيرات استهدفت منشئات عسكرية وأمنية وحروب متفرقة في عدد من المحافظات.
ومن أبرز الخدمات التي شهدت تحسنا ملموسا انتظام الكهرباء بعد انقطاعها المستمر عن العاصمة وعدد من المحافظات لأكثر من 10 أشهر على التوالي، كما عاد مشروع الماء للعاصمة من جديد بشكل كبير بعد انقطاعات مستمرة أوصلت سعر الوحدة الماء إلى 2000 ريال.
ومنذ وصول الرئيس هادي إلى سدة الحكم شهد الريال اليمني انتعاشا جديدا بعد انتعاش سابق منذ توقيع المبادرة الخليجية، حيث تراجع سعر الدولار أمام الريال من 237 ريال قبل توقيع المبادرة الخليجية، وبعدها إلى 226 ريال، وتراجع بعد الانتخابات الرئاسية ليصل إلى 214 ريال في تعاملات اليوم الاثنين.
ولم يقتصر الأمر على مستوى الخدمات فقد عالجت الحكومة كثير من القضايا المتعلقة بقضايا الموظفين، حيث حسنت من مستوى رواتب عمال النظافة بنسبة 50% وثبتت المتعاقدين منهم، كما أطلقت العلاوات الخاصة بالموظفين من العام 2005 وحتى العام 2010، وأقرت صرف رواتب 49 ألف موظفا جديدا من بداية العام الحالي.
ومنذ وصول الرئيس هادي إلى سدة الحكم في 21 فبراير تراجع سعر الأسطوانة الغاز من 2300 ريال إلى 1500 ريال، وشهد الديزل توفرا نسبيا، وأصبح البترول رغم ارتفاع سعره متوافرا في كل المحطات بلا استثناء.
ومع دخول شهر مارس الحالي أقدمت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات على إجراء تخفيضات جزئية في أسعار الإنترنت السريع وإن كانت لاترقى لمستوى المأمول، إلا أن الكثير اعتبرها خطوة جيدة خصوصا وأن الحكومة ماتزال في بداية مشوارها نحو البناء.
وليس هذا فحسب فقد تراجع أسعار الذهب للجرام الواحد عيار 21 من 11900 ريال قبيل توقيع المبادرة إلى 10300 ريال في تعاملات الإثنين.
وشهدت أسعار عدد من السلع الأساسية على رأسها القمح تراجعا نسبيا، حيث أصبح سعر الكيس القمح خمسة آلاف ريال بعد أن كان 5700 قبيل توقيع المبادرة الخليجية.
في المقابل
لكن في مقابل إنجازات الرئيس التوافقي والحكومة التوافقية الطرية العظم برزت إلى الواجهة مشكلة، طالما لوح بها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتكلم عنها في أكثر من خطاب وأكثر من مكان.
هذه المشكلة لوح بها صالح كورقة تهديد للمجتمع اليمني، وورقة ضغط للمجتمع الدولي بهدف إبقائه على رأس الحكم وعدم المساس بكرسيه الراقص على رؤوس الثعابين.
إنها مشكلة الإرهاب وتشظي البلاد، والإختلالات الأمنية .. مشكلة شمال الشمال وجنوب الجنوب، والقاعدة.
فمنذ وصول الرئيس هادي إلى سدة الحكم قبل نصف شهر عاد الحديث عن العنف في اليمن هو الأبرز في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، بعد أن سيطرت أخبار الثورة الشعبية، على حديث وسائل الإعلام طوال عام كامل.
وشهدت البلاد عدة حوادث كان أبرزها السيارات المفخخة والإعتداءات الأمنية ومواجهات متفرقة بين مسلحين قبليين، بلغت 11 واقعة، أسفرت عن مقتل 153 شخصا.
وتركزت معظم حوادث التفجير والإعتداء في المنشئات العسكرية الموالية لعلي عبدالله صالح والمتمثلة في الحرس الجمهوري والأمن المركزي والقاعدة الجوية والمنطقة الجنوبية.
آخر تلك التفجيرات هو التفجير الذي تسبب في إعطاب طائرة نقل عسكرية مساء الأحد الماضي في قاعدة الديلمي الجوية التي يقودها الأخ غير الشقيق محمد صالح الأحمر دون معرفة الأسباب.
وتعد هذه ثالث طائرة شحن عسكرية تتعرض للتفجير منذ أكتوبر الماضي، حيث تعرضت طائرتي شحن عسكرية في أكتوبر من العام 2011 للتفجير.
وفي أبين قتل 103 في مواجهات وانفجارات استهدفت معسكرات تتبع المنطقة الجنوبية التي أقيل قائدها بقرار جمهوري السبت الماضي.
وفجر مجهولون في عدن طقماً عسكرياً في مديرية خور مكسر بالقرب من المطار بقذيفة آر بي جي وأصابت سور المطار دون وقوع أية أضرار بشرية.
وجاءت هذه الحوادث بعد ساعات من مقتل نائب مدير أمن مديرية شبام حضرموت جنوب اليمن الذي لقي مصرعه السبت على يد مسلحين مجهولين.
وشهد السبت الماضي عدة انفجارات استهدفت معسكرات تتبع قيادات مقربة للرئيس السابق علي عبدالله صالح حيث قتل جندي وأصيب آخرون في ثلاثة انفجارات استهدفت معسكراً للأمن المركزي في المكلا بمحافظة حضرموت.
وجاءت هذه الإنفجارات بعد ساعات من تفجير سيارة مفخخة استهدفت معسكرا للحرس الجمهوري بمحافظة البيضاء أسفرت عن مقتل منفذ العملية وإصابة ثمانية جنود.
وفي عدن أصيب 16 جنديا السبت في اشتباكات بين الجيش ومسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة.
وينتمي 10 من الجنود إلى اللواء 39 وثلاثة من اللواء 201 والثلاثة الآخرين من اللواء 31، وكلها تتبع المنطقة الجنوبية.
وشهدت حضرموت السبت قبل الفائت حادث تفجير القصر الجمهوري بسيارة مفخخة أودى بحياة 21 عسكريا كلهم ينتمون للحرس الجمهوري الذي يقوده نجل الرئيس علي عبدالله صالح.
وأقدم الحوثيون السبت الماضي على طرد أفراد أمن منطقة غمر بمحافظة صعدة ونهب شاحنة كانت تستخدم للماء تابعة للمنطقة.
كما عاود الحوثيون محاولات بسط نفوذهم على مديرية كشر بمحافظة حجة في مواجهات أسفرت عن مقتل 26 شخصا، وجرح العشرات.
أمر طبيعي
واعتبر الخبير في شئون الجماعات المسلحة سعيد عبيد أن التفجيرات وأعمال العنف التي شهدتها البلاد وإعلان القاعدة المسئولية عنها أمرا طبيعيا نتيجة التغييرات التي تشهدها البلاد والتي بتأكيده ستؤثر على وجود القاعدة كتنظيم عاش طوال الفترة الماضية، واستخدم كورقة للتكسب.
وأكد وجود جدية ومصداقية في حسم أمر القاعدة في اليمن وبقية القضايا في صعدة وغيرها، بالتالي فإن هذه الجماعات فتحت الحرب في محاولة لإجهاض هذه الجدية والمصداقية في حسم هذه القضايا.
لكن عبيد حذر من تأخير الحرب على القاعدة وأكد أنه كلما تأخرت الحرب عليها كلما قويت شوكتها، وحاولت أن تستأسد حد تعبيره.
ويرى مراقبون أن تأجيج أعمال العنف في المرحلة الحالية هي محاولة لإجهاض هيكلة الجيش، وإبقاء المقربين للرئيس صالح على رأس هرم الوحدات العسكرية التي يقودونها.
وتوقعوا أن تزول العمليات التفجيرية بزوال أقارب علي عبدالله صالح من قيادة الجيش، وإعادة الهيكلة على أسس علمية صحيحة.
المصدر : المصدر اونلاين