اخبار الساعة - المهرالجامح (دعاء الشامي)
..قصاصات ورق على مكتبتي..
أتجول في مكتبي ..أحاول لملمة الاوراق المتبعثرة
كلها ممتلئة..انتهكت حرمتها بحبر قلمي الاسود
فلم يبقى أي أثر لبياضها و اختفت منها نضارتها
و ضاعت معالم براءتها العذراء
أين تلك القصاصة الاخيرة؟؟!!
أتذكر بأنني وضعتها بجانب
كتابي المفضل
أردت أن أنسقها من جديد
أردت أن أعيد ترتيب حروفها
هههههههههههههه
يا لها من كذبة أكذبها على نفسي
فأنا لا أبحث عن قصاصة ورق
أنسق محتواها
إنني أبحث عن عمري الضائع
فهو من يحتاج إلى إعادة صياغة
ربما كما نقوم بتحديث الويندوز
في أجهزة الحاسوب في بيتنا
أريد إعادة تحديث لأفكاري
فقد تكدس عليها الغبار لقدمها
لما لم أفكر فيها من قبل
فأنا يجب أن أحذف الملفات التالفة
في رأسي ..
و أستبدلها بملفات بصيغ متطورة
أكثر
مممممم
ماذا أيضاًً
هاقد أنار فوق رأسي
ذاك المصباح الأبيض
الذي يخبرني أنني توصلت
إلى فكرة جيدة..و تستحق
التطبيق
تماماًً
كما في الآفلام الكرتونية
عندما يصل أحد الشخصيات
لفكرة نابغة..مهما كانت سخيفة
و يضيء فوقه ذاك المصباح
عندها يصرخ و يقول
كـ نيوتن
عندما عرف قانون الجاذبية
لقد وجدتها !!! وجدتها
هوررررايي
لقد وجدتها
سامحوني كان علي أن تحدث
بطريقته الفرحة والمغتبطة
فقد اكتشف شيئاًً غير وجه العالم
و أنا اكتشفت شيئاًً
سينتشلني من حالة العقم الفكري
التي تسكنني منذ زمن بعيد
سأحدِّث فكري
لن أستعمل الورق لأكتب خواطري
و أفكاري
سأنتهك خلوة الحاسوب الذي اشتريته
تحت إلحاح أصدقائي
لكي أظهر و كأني خبيرة
بالعمل به
و سأصفف أعمالي على ملف وود
و أحفظها هناك
ذكية هذه القطعة المعدنية
لحظة..!!
و همسة
لا لا لا لا
لا ... لن أستطيع أن أبدل
قلمي
بأزرار من البلاستيك
فللحبر رائحة أدمنت عليها
و للأوراق حفيف يطرب أذني
و لكني أريد أن أتطور
الآن أنا محتارة
لا للتطوير
لا للتحديث
أفٍ منك يا أفكاري
عليك أن تجدي براًً ترسين عليه
ها ها ها ها ها ها ها ها ها ها
فكرة أخرى
و مصباح آخر يضيء فوق رأسي
هيا يا أرخميدس
اصح مرة أخرى و اصرخ
أوريكا...أوريكا
فأنا مثلك وجدت حلاًً لحيرتي
حلٌّ بسيط جداًً
سأطلب من أختي
أن تحضر كوباًً من الشاي
و سأجلس مستمتعة بشربه
و أترك كل الأفكار للغد
و لكنني سأشتري أسطوانة
التحديث
و أديرها في رأسي
عندما استيقظ صباح اليوم
التالي
و لكن يا ترى
هل سترضى هذه الاسطوانة
بأن تدور في عقلي
أو هل سيسمح لها عقلي
بالدوران؟؟!!
