اخبار الساعة
تحدث الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم عن جريمة مقتل الصحفي السعودي "جمال خافشجقي" في اجتماع للبرلمان التركي حيث وجه في بداية كلمته، التعازي لأسرة الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي وللشعب السعودي ولأسرة الصحافة، وبدأ في سرد ما أسماه تفاصيل الواقعة قائلا إنه في 28 سبتمبر الساعة 11 و50 دقيقة زار خاشقجي القنصلية السعودية، وخلال الزيارة تبين أنه تم إخبار فريق الجريمة بالزيارة، وفي 1 أكتوبر الساعة 4 والنصف أتى بعض أعضاء الفريق من السعودية وتوجه إلى فندق وبعدها إلى القنصلية، ثم جاء فريق آخر بطائرة خاصة وتوجه إلى غابات بلجراد في إسطنبول، 15 شخصًا انتقلوا إلى تركيا بين ساعات مختلفة والتقوا في القنصلية.
وتابع أردوغان: تم خلع هارد ديسك من كاميرات التسجيل الداخلية للسفارة، ثم تم إخبار خاشقجي بالموعد، ثم جاء من لندن إلى إسطنبول ودخل القنصلية في الساعة 1:50 دقيقة، وفي مساء يوم 2 أكتوبر في الساعة 5 و50 دقيقة أبلغت خطيبة خاشقجي خديجة جنكيز السلطات التركية بقلقها عن مصير خطيبها، وتخشى أن يكون حدث مكروه له في السفارة.
تأكدنا من دخول خاشقجي وعدم خروجه، ووفقا لاتفاقية فيينا لم نتمكن من التحقيق مع المسؤولين السعوديين، وتحدثت ممثلة الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغريني، عن ضرورة نقاش مضمون الاتفاقية التي تحرم وتمنع السلطات المحلية من التحقيق مع موظفي القنصلية، وبعد ذلك تم تكليف المدعي العام بالتحقيق.
تحدثت مع العاهل السعودي عن سوء إدارة القنصل السعودي في إسطنبول للأزمة، لأنه رفض دخول قوات التفتيش إلى القنصلية، وبعد ذلك تم عزل القنصل من منصبه وعاد إلى بلاده، بعدها دخل الأمن التركي إلى القنصلية في 19 أكتوبر، وهاتفت الملك سلمان مرة أخرى وقال لي إنه جرى اعتقال 18 شخصًا على خلفية الجريمة، واتفقنا على تشكيل لجنة تحقيق مشتركة، ونظرنا في القائمة الموجودة لدينا وتحققنا أن الـ15 الذين أتوا إلى تركيا إضافة إلى 3 أشخاص يعملون في القنصلية، هم المتورطون في الجريمة.
قمنا باتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأكدنا على ضرورة أن يكون هناك موقف مشترك للكشف عن تفاصيل الجريمة، قمنا بجميع ما يتيحه القانون الدولي من صلاحيات لكشف مرتكبي الجريمة، بعض وسائل الإعلام يشككون، فينا واتهمونا ببعض التهم الباطلة، وأؤكد أننا لن نسكت وسنكشف عن التفاصيل. قبل كل شيء، إنها جريمة ارتكبت في أراض سعودية لكنها ضمن الحدود التركية، وبطبيعة الحال فإن قوات الأمن والمدعي العام سيحققون، وسيعلنون نتائج الجريمة وسنتابع نتائج التحقيقات حتى نهايتها.
حتى الآن المعلومات التي ظهرت والدلائل تشير إلى أن خاشقجي كان ضحية لجريمة وحشية لا يمكن طمسها وإخفاء أي من معالمها، هذا سيجرح وجدان الإنسانية، ونؤكد أننا ننتظر التعاون مع الجهات السعودية في هذا الإطار. السلطات السعودية بتأكيدها للجريمة أقدمت على خطوة مهمة، وفي هذه المرحلة يجب أن تظهر تفاصيل مرتكبي الجريمة ومحاكمتهم بشكل عادل، وهي جريمة مخططة وليست نتيجة لصراع تلقائي.
لدينا الأدلة التي تشير إلى دخول 15 شخصًا إلى إسطنبول، لماذا اجتمع الفريق في إسطنبول؟ من الذي أمرهم بالتجمع؟ لماذا فُتحت القنصلية للتفتيش بعد أيام وليس على الفور؟ والتصريحات المتناقضة؟ أين جثة القتيل؟ سُلمت لمتعاون محلي، من هذا المتعاون المحلي؟ من يتحدث عن متعاون محلي تركي أخفى الجثة، عليه أن يعلن عنه، بخاصة أن من أعلن هذا مسؤول سعودي كبير.
واستطرد: لدى الاستخبارات التركية والأجهزة الأمنية أدلة بأن هذه الجريمة تم ارتكابها بتخطيط واسع النطاق، ومع التعمق في التحقيق يتم الحصول على تفاصيل أخرى، لا يمكننا أن نلبس هذه الجريمة للاستخبارات أو القنصلية، هذا لا يتماشى مع وجداننا وعلينا أن نحاسب جميع من قام بدور في هذه الجريمة.
أنا شخصيًا، أؤمن بحسن نية الملك سلمان، وأؤمن بأنه سيتعاون معنا، وإجراء التحقيق من لجنة محايدة شيء مهم، ويجب استجواب كافة من لهم صلة بهذه الجريم، الحقوق والقوانين الإسلامية تحتم الكشف عن هذه الجريمة، القانون التركي والدولي يؤكدان على ضرورة معاقبة المجرمين"، وأوجه نداء للعاهل السعودي والإدارة السعودية: "أتمنى بأن نحاكم ونقاضي الـ18 في إسطنبول.