أفاد ثلاثة موظّفين في ميناء الحديدة اليمني أن المتمردين الحوثيين بدأوا مساء الثلاثاء وضع ألغام قرب مداخل الميناء الحيوي، في وقت يتواصل الهدوء على جبهات القتال في المدينة الساحلية لليوم الثاني.
وقال الموظفون الثلاثة لوكالة فرانس برس عبر الهاتف الاربعاء مشترطين عدم الكشف عن هوياتهم ان الالغام وضعت قرب مدخلين للميناء الواقع في شمال المدينة، وفي محاذاة سياج يحيط به.
وذكر أحد الموظفين "لم يتبق سوى بوابة دخول وحيدة الى الميناء وهي البوابة الرئيسية المؤدية الى شارع ميناء (عند الخط الساحلي الرئيسي) والتي تدخل منها الشاحنات".
والاثنين قصف مبنى صغير عند أحد مداخل الميناء، حسبما أفادت مصادر متطابقة. وكان ذلك اول قصف استهدف هذا الميناء الاستراتيجي منذ اشتداد حملة القوات الموالية للحكومة على المدينة في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر.
وأكّد نائب مدير الميناء يحيى شرف الدين في اتصال هاتفي مع فرانس برس أن "الامور تسير بشكل طبيعي في الميناء" رغم الضربة.
وتمر عبر ميناء الحديدة غالبية المساعدات والمواد الغذائية التي يعتمد عليها ملايين السكان في بلد يواجه نحو نصفه سكانه (27 مليون نسمة) خطر المجاعة، وفقا للامم المتحدة.
وتخضع مدينة الحديدة لسيطرة المتمرّدين منذ 2014، وتحاول القوات الحكومية بدعم من تحالف عسكري بقيادة السعودية استعادتها منذ حزيران/يونيو الماضي. واشتدّت المواجهات في بداية الشهر الحالي، وحذّرت الامم المتحدة مرارا من تبعات توقف الميناء عن العمل.
وبعد أسبوعين من الاشتباكات العنيفة في شرق وجنوب مدينة الحديدة المطلّة على البحر الاحمر قتل فيها نحو 600 شخص غالبيتهم من المتمردين، تواصل الهدوء على جبهات القتال الاربعاء، وذلك لليوم الثاني على التوالي، حسبما أفاد مسؤولون في القوات الحكومية وكالة فرانس برس.
وهدأت المعارك في ظل جهود دبلوماسية تقودها لندن وواشنطن والامم المتحدة لعقد محادثات سلام في الاسابيع المقبلة في مسعى لانهاء النزاع المتواصل منذ 2014 والذي قتل فيه أكثر من عشرة آلاف شخص وتسبّب بأزمة إنسانية كبرى.