أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

إنفصال اليمن تفكيك لجزيرة العرب

- كتب : أكرم عبدالله
الأحداث المتسارعة بعد لم شمل حزب المؤتمر الشعبي العام في محافظة تعز حول شخص نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام اليمني هادي وحزب الرئيس المغتال علي عبدالله صالح، تشير بوضوح إلى أصابع إقليمية توجه سير المعارك على الأراضي اليمنية من خلف طاولة التحالف، وتستخدم تعطش الحوثيين في حربهم للسيطرة على حكم اليمنيين تحت مذهب الأئمة الطائفة الإثني عشرية لا الزيدية المعتدلة كما يدعون.
 
سيطرة استعمارية
 
الإمارات تريد اليمن شطرين، حتى تستمر سيطرتها الاستعمارية على الجزر الغنية بالموارد الطبيعية والساحل اليمني الطويل الغني بالثروات السمكية والأحجار الكريمة، وفي خضم الكبر والغرور وفقدان حكمة الشيخ زايد بن سلطان، لا يدرك الصغار أنهم يؤسسون لتقسيم دولة الإمارات العربية المتحدة على المدى المتوسط، وبمجرد تقسيم اليمن سيسير القطار السريع المعلن غربيا لصالح إسرائيل بعنوانه تقسيم المقسم وتجزئة المجزئ، حتى وإن وثق العيال الصغار علاقتهم الشخصية والرسمية مع إسرائيل واعترفوا بها كدولة وأقاموا معها علاقات دبلوماسية كاملة وروابط اقتصادية متينة، فلا بد في نهاية المطاف من تقسيم دويلات الإمارات لسببين:
الأول: الإمارات أصبحت مركزا ماليا عالميا يؤثر على الهيمنة اليهودية على المال عبر قرون من الزمان.
ثانيا: أن الغرب وإسرائيل منذ الحرب العالمية الثانية يمثلان تحالفا وثيقا لا يمكن تفكيكه لأنه يتمتع بمبادئ سياسية استراتيجية عميقة لا تتغير بتغير رؤساء التحالف الغربي الإسرائيلي، وقيم دينية يهودية ومسيحية مشتركة تجمع الديانتين في عدو مشترك لهما وهي الديانة الإسلامية التي تدين بها الإمارات العربية المتحدة، لذلك سيأتي اليوم لتقسيم دولة الإمارات العربية المتحدة حيث قد أسس أولاد زايد لذلك وهم لا يشعرون في اليمن، دولة العرب الأولى والرجال المقاتلة حتى الموت التي تخشاهم إسرائيل والغرب وفقا للتوراة والزبور والإنجيل.
 
أنبوب النفط
 
السعودية تريد إنفصال اليمن لشطرين بسبب فشلها في مد أنبوب النفط السعودي إلى بحر العرب لعدم قدرتها السيطرة الكاملة على محافظتي حضرموت المهرة، فيما الأخيرة تقود حراكا ومقاومة ضد الوجود السعودي على الأراضي اليمنية بدعم وتمويل سخي من سلطة عمان، التي تطمح لضم محافظة المهرة وأجزاء من حضرموت للسلطنة، بينما الإمارات تعزز وجودها في محافظة شبوة النفطية.
تظل السعودية بقيادة الأمير الشاب المتسرع أكثر الخاسرين في جنوب اليمن، بينما تطمح من خلال تقسيم اليمن إلى ضم محافظتي مأرب الجوف الغنية بالنفط التي يرى محمد بن سلمان أنها ستعوض خزينة المملكة ما أنفقته من تريليونات الدولارات في الحرب على اليمن.
الفشل الذريع للتحالف العربي في حسم معركة الحديدة وقبلها معركة نهم بوابة العاصمة صنعاء لسبب جوهري وهو عدم ثقة التحالف بحلفائه الجدد من المؤتمرين والجنوبيين المناهضين لحركة الحوثيين الطائفية.
 
الثورات مقبلة
 
إن التحول السريع للحوثيين لجبهة الضالع لم يكن وليد صدفة بل بتمويل قطري وموافقة إماراتية وتوطؤ إخواني يمني، ولرغبة دول خليجية في إستمرار إحتلال جنوب اليمن لإبقائه خارج المنافسة الاقتصادية، وللتخلص من شباب الجنوب اليمني المقاوم للإحتلال الإمارتي في محرقة الحوثيين الجاهزة.
إن التخبط الخليجي في الحرب على اليمن وعدم توحيد هدف واضح للحرب، وغياب رؤية عربية فاعلة قائمة على المصالح المشتركة للعرب في اليمن، سيكون السبب الرئيسي لتقسيم كل دول الخليج العربي الغنية بالنفط والأموال من خلال إضعافها إقتصاديا وماليا الذي بدورة سيعزز الشرخ الإجتماعي للنسيج الخليجي من أصول عربية وأجانب، والطرف الأخير متغلغل في عمق الاقتصاد الخليجي ونذكر بهذه المناسبة الأزمة الاقتصادية العالمية العام 2008م، وما سيواجهه الخليج سيكون أقرب للانهيار الإقتصادي الكبير العام 1933م، حيث سيقوم العنصر الأجنبي بالدور الفعال إعلاميا وإقتصاديا في إشعال ثورات خليجية على أمراء وملوك الخليج كتلك التي رعتها الدول الخليجية نفسها، وستكون أول دولة هي الإمارات العربية المتحدة، لأن شعبها يمثل نحو20% فقط، و 80% أجانب.
ﻹقناع الخليجيين أن الثورات آتية إليهم لا محالة، وبعد ذلك تقسيمها أمر مفروغ منه إسرائيليا وغربيا…
نضرب لهم مثلا حيا دولة الجزائر في عهدة الرئيس بوتفليقة،كانت وقبل حركتها الشعبية الإحتجاجية ضد الفساد والمفسدين، الجزائر أقرضت صندوق النقد الدولي خمسة مليارات دولار، ما يعني بلغة الأرقام أنها أقوى إقتصاد عربي يمتلك فائضا نقديا ليس متوفرا لدول الخليج المثقلة ميرانياتها بالعجز.
والجزائريون الأعلى تعليما ومستوى صحيا في المنطقة والأكثر وعيا وطنيا لذلك لم ترق قطرة دم واحدة أو يقتل فيها مواطن على يد السلطات.
فما الذي تستطيع أن تفعله دول الخليج العربي حيال تقسيمها إلى دويلات على أسس بدوية وقبلية في مجتمع متنوع أجنبيا، وهي التي لم تستطع حتى اليوم توطين الوظيفة العامة للدولة، ناهيك عن الوظائف الخاصة للشركات والمؤسسات الوطنية، ماذا بقدرة الشيكات أن تفعله في مواجهة ثورات الشعوب العربية في جزيرة العرب بعد تقسيم اليمن وشعبه أصل العرب وحامي خاصرة جنوب جزيرة العرب لجميع دول الخليج العربي وبوابتها البحرية الجنوبية على شرق العالم بداية بالهند التاريخ إلى الصين العظيم ونهاية بروسيا المتطلعة للأمجاد مجددا.
 
كاتب مستقل من اليمن

Total time: 0.0613