أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

القاعدة وبداية الاحتضار أسباب للحملة الشرسة ضد وزير الدفاع

- المحرر

 

الكاتب/ عثمان الصلوي 
عمد صالح منذ خروجه من الواجهة السياسية على دعم القاعدة لوجستياً  بشكل مفرط ،  أداء  إلى سقوط أكثر أوراقه فاعليه دون أن يعلم في اندفاع ينم عن جهل مدقع وعن شخصية رعوي كان له نصيب مع القدر فصار رئيسا لأكثر من ثلاثيين سنة ونيفاً.
دعونا نترك الهرطقة الإعلامية الموجهة والتي تصف القاعدة بغول يكتسح البلاد ويسقط المحافظات الواحدة تلو الأخرى والتي يتفنن الإعلام سواء كان المحايد أو إعلام صالح ، بسرد بطولاتها - فثلة من المقاتلين يستطيعون أن يسيطروا على الويه و معسكرات في عمليات نوعيه لا يمكن أن تكون إلا في أفلام هوليود .


لنترك هذا جانباً وتعالوا بنا نتأمل قليلاً في مسرح الأحداث المتسارع الخطى داخل البلاد ومن ثم سنمضى إلى الأمام بخطوة استباقية لنخمن ما هو القادم في البلاد بالنسبة لملف القاعدة داخل اليمن .


بات معلوماً لدى الجميع أن تفاصيل  اللعبة السياسية قد تبدلت وتحولت خصوصاً بعد سقوط صالح وبالرغم من كمية الدعم اللوجستي الذي يعطيه للقاعدة سواءاً كان تسليحاً أو بتسخيره لبعض وسائل الإعلام التي مازال مسيطراً عليها ، خصوصاً خلال الأسابيع الماضية حيث تلقت القاعدة ضربات موجعة عبر الغارات الجوية والحملات العسكرية التي تنفذها الدولة ضد القاعدة بالرغم من أن تلك الحملات لم تؤدي الغرض المطلوب بالشكل الكافي إلا أنها أدت إلى تغيير في سيناريو الأحداث وبشكل كبير.

 

فالقاعدة لم تستطع أن تبسط سيطرتها على تلك المناطق التي أعدها لهم صالح وأعطاهم الضوء  الأخضر للسيطرة عليها .

 لكن القاعدة لم  تخرج من حدود أبين بالرغم من أن صالح حاول مدها إلى أكثر من مكان والى أكثر من محافظه منها رداع ولحج وحتى عدن إلا أن كل تلك المحاولات بآت بالفشل  ولم تفلح رغم سهولة السيطرة عليها بعد أن سلمهم صالح  مفاتيح لمباني الحكومة وهيئ لهم سبل الانتشار وأكرمهم بتسليم  عتاد الويه عسكرية بأكملها .

ليست  القاعدة ذات قوة تمكنها من خلخلت أركان الدولة ،  حتى ولو روجت لها وسائل الإعلام بأكثر من ذلك  وبازدياد نفوذهم في حين أنها  في الأصح تزاد ضعفاً وتهتكاً وذلك لأسباب واضحة تمثلت  بفقدان صالح لأهم ركن من أركان نفوذه   في الجنوب والمتمثل بسقوط مهدي مقولة من قيادة المحور الجنوبي الذي كان يوفر غطاء عسكرية تسامح  بانتشار المسلحين  وأحيانا كثيرة كان يوفر العتاد والمؤن  ، وكان قرار تنحيته سبباً  لتسليم معدات عسكرية وتعريض الكتائب المرابطة غنيمة في أيدي المتشددين مما خلف استشهاد  أكثر من مائة وثمانون جندياً ،  وكانت النتيجة الحتمية الإطاحة  بمهدي مقولة ،ليبدءا   العد التنازلي لسقوط القاعدة . 

إن  سقوط القاعدة بات وشيكاً بعد أن استشعرت القبائل لمسؤولياتها وتحررت من عقدة النظام السابق وهذا ما يؤكد بالتوجه الشعبي المجمع على محاربة القاعدة والذي قد يتم عبر اندماج القبائل مع الجيش برعاية الدولة ، خصوصاً أن ملامح هذا الاندماجات  بدأت تظهر على السطح فهناك قبائل تتوافد على لودر وتقارع القاعدة في حين يضيق الخناق  على القاعدة شيئاً فشيئاً ، وأعتقد أن توجه صادق من الدولة ممثله بوزير الدفاع والذي غير الاستراتيجيات  السابقة وإنهاء المناورات التي كان يشنها النظام على القاعدة بين الحين والأخر ، وهذا السبب الفعلي للحملة الشرسة ضد وزير الدفاع واتهامه بالتخوين وكيل الاتهامات  التي مارسها صالح مع أزلامه ضد وزير الدفاع ومحاولة ساحب الثقة عن الوزير من قبل  النواب أزلام صالح لم تكون الأخيرة ،فصالح لم يكن يعتقد أن الوزير قادر على كشف مخططات النظام واستخدامها بطريقة مضادة لخبطت اللعبة وغيرت  مجريات الأحداث لصالح الوطن .

 لا مفر الآن من  سقوط القاعدة وتحرير أبين  مسألة أيام ،  وهنا سيكون صالح مخنوق في  خيارين لا ثالث لهما . 
الخيار الأول : أن يستمر بدعم القاعدة وهذا الخيار ليس في مصالحته  خصوصاً بعد تساقط الأولاد من قيادة الجيش و مع توجه الرئيس هادي الصارم  لإعادة هيكلة الجيش وهذا سيترتب عليه السقوط الوشيك لنجل المخلوع  والتجفيف الحقيقي لمنابع للقاعدة في الجنوب بما يسهل مهمة الجيش لحسم المعركة ، وهذا الخيار مرفوض ليبقى محصوراً في الخيار الثاني : 


أن يتعمد صالح على تشتيت خلايا  القاعدة ويبعثرها في كل مدينة ومحافظة ، لتنفذ عمليات إرهابية وتفجيرات تستهدف مؤسسات حيوية وربما اغتيالات لشخصيات سياسية أو أجنبية وهذا الخيار أيضاً ليس  مصلحة القاعدة   لأنها ستؤدي إلى إثارة السخط الشعبي ضدها  وسيكون الشعب بأكمله في حرب معها ، مما يسهل في كشف العمليات الإرهابية الأخرى قبل تنفيذها خصوصاً حين يتعاون كل المجتمع ويصبح مراقب لتحركات تلك العناصر وهذا يستدعي تفعيلاً حقيقياً للمخابرات ودورها العسكري لتواكب الحرب الجديدة التي قد يلج لها صالح وقاعدته  .

في الأخير استطيع أن أجزم أن القاعدة ستسقط قريباً جداً إن واصلت الحكومة خطواتها على النسق الذي تسير به اليوم خصوصاً خطوات إعادة هيكلة الجيش وتوجيه الضربات المتوالية على القاعدة والإسراع في الاندماج بين القوى الشعبية والجيش والتي لو تمت  فخلال فترة وجيزة سنودع هذا الملف الدامي في خارطة البلاد المسمى بالقاعدة وان شاء الله إلى الأبد..

Total time: 0.0511