اخبار الساعة
هاجمت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران يوم السبت معملين تابعين لشركة أرامكو السعودية، أحدهما أكبر معمل لتكرير النفط في العالم، مما تسبب في اشتعال حرائق.
وقالت السعودية إنها سيطرت على حرائق المعملين دون الإشارة إلى ما إذا كان الإنتاج أو التصدير قد تأثر جراء الهجوم، لكن التلفزيون السعودي قال إن الصادرات مستمرة.
ويأتي الهجوم بطائرات مسيرة على أكبر بلد مصدر للنفط في العالم بينما تستعد شركة أرامكو العملاقة التابعة للدولة لطرح عام أولي لحصة من أسهمها قريبا ربما هذا العام. كما يأتي في أعقاب هجمات عبر الحدود على مرافق نفطية سعودية وعلى ناقلات نفط في مياه الخليج.
واتهمت السعودية، التي تقود تحالفا تدخل في اليمن عام 2015 ضد الحوثيين، إيران بالمسؤولية عن هجمات سابقة، وهو ما نفته طهران. كما تتهمها المملكة بتسليح الحوثيين وهو ما تنفيه الجماعة وطهران.
ولم يتضح بعد حجم الخسائر المحتملة نتيجة الهجمات في بقيق وخريص. ورغم مرور تسع ساعات على الهجمات، لم تصدر شركة أرامكو حتى الآن أي بيان كما لم تعلن السلطات سقوط أي مصابين.
وتقع بقيق على بعد 60 كيلومترا جنوب غربي مقر أرامكو في الظهران بالمنطقة الشرقية ويوجد بها أكبر معمل لتكرير النفط في العالم. وتعالج المنشأة النفط الخام القادم من حقل الغوار العملاق قبل نقله للتصدير إلى مرفأ رأس تنورة، أكبر منشأة لتحميل النفط في العالم، والجعيمة. كما يصل إنتاج هذه المصفاة غربا إلى محطات تصدير على البحر الأحمر.
ويوجد في خريص الواقعة على بعد 190 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من الظهران ثاني أكبر حقل نفطي في العالم.
ويقيم كثير من موظفي أرامكو الغربيين في بقيق. وقالت السفارة الأمريكية في الرياض إن لا علم لها بإصابة أي أمريكيين في الهجمات.
* حريق ودخان
قال شاهد من رويترز إن التحالف بقيادة السعودية شن يوم السبت هجمات جوية على محافظة صعدة بشمال اليمن، وهي معقل للحوثيين. وذكرت قناة المسيرة التلفزيونية التي يديرها الحوثيون أن الطائرات الحربية استهدفت معسكرا للجيش شمالي مدينة صعدة.
وبعد ساعات من ضربة الحوثيين في بقيق قال شاهد من رويترز على مقربة إنه ما زال بالإمكان رؤية الحريق والدخان. وفي وقت سابق أظهر تسجيل مصور، تحققت رويترز من صحته، حريقا متوهجا ودخانا كثيفا يتصاعد في السماء قبل الفجر. وظهرت سيارة طوارئ تهرع للمكان.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية إن فرق الأمن الصناعي التابعة لأرامكو، والتي كافحت الحريقين بدءا من الساعة الرابعة صباحا (0100 بتوقيت جرينتش)، تمكنت من ”السيطرة على الحريقين والحد من انتشارهما“. ولم يشر المتحدث إلى الجهة مصدر الهجوم لكنه قال إن الجهات المختصة باشرت التحقيق.
وأعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين أن الهجمات أصابت بدقة مصفاتين تابعتين لأرامكو في الموقعين اللذين يبعدان أكثر من ألف كيلومتر من العاصمة اليمنية صنعاء، دون أن يقدم دليلا يثبت هذا.
وقال المتحدث ”نعد النظام السعودي أن عملياتنا القادمة ستتوسع أكثر فأكثر وستكون أشد إيلاما“.
وفي رد فعل نادر على مثل هذه الهجمات على السعودية، أشاد قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني بصمود الحوثيين في تغريدة على تويتر اشتملت على وسم (هاشتاج) أرامكو.
وتصاعد التوتر في المنطقة خلال الشهور الأخيرة بعدما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم مع إيران وجددت العقوبات الاقتصادية عليها.
أعمدة دخان تتصاعد عقب حريق بمحطة لشركة أرامكو في بقيق بالسعودية بصورة جرى الحصول عليها من مواقع التواصل الاجتماعي - صورة لرويترز من طرف ثالث يحظر إعادة بيعها أو الاحتفاظ بها في الأرشيف
وأصاب الحوثيون حقل الشيبة النفطي الشهر الماضي ومحطتي ضخ في مايو أيار. وأشعل الهجومان حرائق لكنهما لم يتسببا في تعطل الإنتاج.
ورد التحالف بشن ضربات جوية على أهداف للحوثيين في صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الجماعة التي تهيمن على معظم المراكز الحضرية الكبرى في البلاد.
ويعرقل العنف جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة لتخفيف التوتر بين الحوثيين والسعودية بهدف تمهيد الطريق لمحادثات سياسية تفضي لإنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الألوف ودفعت الملايين إلى شفا المجاعة.
ويُنظر على نطاق واسع إلى حرب اليمن على أنها حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
تغطية صحفية أحمد طلبة من القاهرة ورانيا الجمل من دبي وتقى خالد وباريسا حافظي من دبي - إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود