اخبار الساعة
هزت مصر في الأيام الماضية، وقائع جريمة قتل بشعة، راح ضحيتها الشاب محمود محمد سعيد البنا (17 عامًا)، والذي أطلق عليه المصريون "شهيد الشهامة"؛ بسبب دفاعه عن فتاة تَعَرّضت للتحرش، ضد القاتل محمد أشرف راجح (17 عامًا).
وفي تقرير لها، قالت صحيفة "اليوم السابع": قصة حزينة سطر بطولتها شاب لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، تمسّك بالمبادئ والقيم، محاولًا الحفاظ على كرامة فتاة تحرش بها شاب جامعي؛ فكانت العقوبة لمعاتبته له، هي القتل بدم بارد؛ ليخلف وراءه أمًّا وأبًا لم تجفّ دموعهما؛ مطالبيْن بالقصاص من القاتل، حتى يهدأ في رقدته، وتطمئن قلوبهم بأن الله لم يضيّعْ نجلهما.
البداية
صرخات مدوية شهدها مستشفى تلا المركزى، بمحافظة المنوفية، شمالي مصر، والتي شهدت اللحظات الأخيرة للشاب محمود محمد البنا (17 عامًا)، طالب بمدرسة السادات الثانوية بمدينة تلا، بعد اعتداء أربعة أشخاص عليه يقودهم محمد أشرف راجح (17 عامًا) المتهم الرئيسي، طالب بجامعة السادات، وشاركه كل من إسلام عواد (17 عامًا)، ومصطفى محمد (17 عامًا)، و"إسلام أ أ" (17 سنة)، مقيمين جميعًا بمدينة تلا.
الخبر الصاعقة
تفاجأت والدة الضحية، بأحد أصدقائه يطرق باب المنزل، ويسأل عن والد محمود، وعندما سألته، رد عليها بأن محمود جريح وتم نقله للمستشفى، وعلى الفور ذهبت هي ووالده إلى المستشفى؛ ليجداه غارقًا في دمائه، وقد سلّم روحه لبارئها.
لحظة القتل
بدم بارد، استلّ محمد راجح سلاحه (مطواة)، وعاونه ثلاثة آخرون بعد أن تربصوا بالضحية؛ ليتابعوه بالشارع المجاور للمنزل، ويقوم أحدهم بإمساكه ووضع مادة حارقة على وجهه؛ ليباشر القاتل جريمته، ويوجه طعنات نافذة ويفروا هاربين.
بداية القصة.. تحرش القاتل
بدأت القصة المأساوية بواقعة تحرش -حسب موقع "مصراوي"- الذي قال في تقريره: إنه أثناء خروج المجني عليه "محمود البنا" من حصة للدرس الخصوصي، شاهد "محمد راجح" يتحرش بفتاة تدعى "روناء"، ويتعدى عليها باللفظ واليد؛ فقام "البنا" بمنع "راجح" من التحرش، وأنقذ الفتاة، ثم عاتب الجاني قائلًا: "عيب تعاكس زميلاتي.. أنت (طالب) جامعي".
التدوينة
وبعد الواقعة، كتب محمود البنا، تدوينة على "فيسبوك"، روى فيها واقعة التحرش دون ذكر أسماء، وعلق قائلًا: "مش رجولة منك إنك تمد إيدك على بنت وتتحرش بيها"، وبعد تناقل التدوينة، علم المتحرش بها، واعتبر أنها فضيحة له؛ فقرر الانتقام من محمود البنا، وأرسل له تهديدات عبر رسائل صوتية على موقع "واتساب".
الجريمة
وفي سبيل الانتقام، استعان محمد راجح بثلاثة من أصدقائه، هم: إسلام عواد، ومصطفى محمد، وإسلام أ، وتربصوا بمحمود عند نزوله من المنزل، وقاموا بمطاردته؛ مستغلين خلوّ الشارع من المارة، وعندما تدخّل شاب لمنعهم دفعة القاتل للخلف وقال له: "خليك بعيد أنت"، ثم قام الجاني بتسديد عدة طعنات للبنا في بطنه ورقبته وفخذه، وتركه غارقًا في دمائه، وبعدها تم نقل محمود إلى المستشفى حيث أعلن الأطباء وفاته.
ثم شيعته مدينة "تلا" والقرى المجاورة في جنازة ضخمة، طالَبَ فيها المشيعون بالقصاص العادل.
القصاص العادل
وتمكنت الشرطة من ضبط المتهمين الأربعة، وقررت النيابة حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات.
وطالَبَ محمد البنا -والد الضحية- بأن تتم محاكمة عادلة للمتهمين بقتل نجله؛ مؤكدًا أن المتهم الرئيسي في الواقعة كان له العديد من الجرائم، ونظرًا لثراء أسرته؛ كانت الأمور تمرّ دون أن يكون هناك أي عقاب؛ الأمر الذي يخشى أن يضيّع حق نجله كباقي الوقائع؛ فيما رددت والدة "البنا" عبارة "ابني مات علشان دافع عن شرف جارته"؛ مؤكدة أن أقل شيء أن يتم إعدام القتلة، وأن يتم إعادة حق نجلها.
وأمر النائب العام المستشار حمادة الصاوي بإحالة محمد أشرف راجح و3 آخرين "محبوسين"، إلى محاكمة جنائية عاجلة؛ لاتهامهم بقتل محمود محمد سعيد البنا عمدًا، مع سبق الإصرار والترصد في القضية رقم 14568 جنايات تلا/ المنوفية لسنة 2019.