اخبار الساعة
مع تأكيد مقتل 5 أشخاص وإصابة 31 آخرين، كشفت صورة مرعبة عن وجود حوالى 12 شخصًا داخل فوهة بركان جزيرة وايت أيلاند قبل ثورانه بدقائق، كما أظهرت عدة فيديوهات، لحظات الرعب التي عاشها حوالى مائة سائح كانوا على الجزيرة أو في محيطها في تلك اللحظة.
وحسب وسائل إعلام أسترالية؛ ففي الساعة الثانية بعد ظهر الاثنين بالتوقيت المحلي، ثار بركان جزيرة وايت أيلاند في صورة عدة انفجارات متوالية، مرسلة عمودًا من الرماد البركاني الكثيف، ارتفع إلى مسافة 12 ألف قدم (3.7 كيلو مترًا) في عنان السماء.
وفي أحدث تقرير لصحيفة "نيوزيلند هيرالد"؛ فقد قُتل 5 سياح، وأصيب 31 آخرون، وحروق بعض المصابين شديدة، ويظل 8 أشخاص في عداد المفقودين.
لا مزيد من الناجين
وحسب وكالة "رويترز"، قالت شرطة نيوزيلندا في ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء: إنها لا تتوقع العثور على أي ناجين بخلاف من أنقذتهم أو غادروا جزيرة وايت، ويخشى من أن 50 شخصًا من نيوزيلندا ودول أخرى كانوا على مقربة من البركان وقت ثورانه، وشوهد عدد منهم قرب حافة فوهة البركان قبل ثورانه بدقائق.
وقالت الشرطة في بيان بعد أن نفذت طائرات هليكوبتر وطائرات أخرى عدة طلعات استطلاعية فوق الجزيرة بعد ثوران البركان بعد ظهر يوم الاثنين: "لم يتم رصد أي أثر للحياة في أي مكان".
وليس بإمكان الشرطة الوصول إلى وايت أيلاند لخطورة ذلك.
ونقلت شركات سياحية بعض الناس من الجزيرة، قبل الإعلان عن أنها لم تعد آمنة. وكانت الشرطة قد ذكرت أنها أنقذت 23 شخصًا يوم الاثنين؛ مضيفة أن آخرين ظلوا على الجزيرة بعد ذلك.
وقال بيان: "الشرطة تعتقد أن كل من كان يمكن انتشاله حيًّا قد أُنقذ بالفعل وقت البركان". وأضاف البيان: "الشرطة تعمل بشكل عاجل لتأكيد عدد من لقوا حتفهم".
تغريدات الرعب
وحسب وكالة "رويترز"، نشر سائح أمريكي يُدعى مايكل شايد وهو مدير هندسي من سان فرانسيسكو، مجموعة من التغريدات ولقطات الفيديو تُظهر وجوده عند فوهة بركان وايت أيلاند قبل دقائق من ثوران البركان يوم الاثنين.
وفي أحد مقاطع الفيديو التي نشرها شايد على "تويتر" وهو يغادر سريعًا في قارب للابتعاد عن الجزيرة، يظهر عمود ضخم من الرماد الأبيض وهو يتصاعد في السماء؛ فيما احتشدت مجموعة من السائحين المذعورين عند الشاطئ في انتظار المغادرة، وعلى المركب صوت يصرخ على السائحين "اسرعوا إلى الداخل"؛ بينما يواصل الرماد البركاني زحفه نحو البحر.
وقال "شايد" في تغريدة: "يصعب تصديق هذا، كانت مجموعتنا السياحية تقف على حافة الفوهة الرئيسية قبل (الثوران) بما يقل عن 30 دقيقة".
الصورة المرعبة.. مجموعة في فوهة البركان
وتُظهر كاميرا متصلة بالإنترنت وُضعت عند بركان وايت أيلاند في نيوزيلندا، أن مجموعة واحدة على الأقل من السياح كانت داخل فوهة البركان قبل دقائق من ثورانه وتغطيته للمنطقة بسحابة ضخمة من الرماد.
وتُظهر الكاميرا المثبتة على حافة الفوهة والتي تشغلها وكالة "جيونت" لرصد المخاطر الجيولوجية في البلاد، مجموعة من الأشخاص يسيرون قرب الحافة داخل الفوهة التي كان يصدر عنها بشكل مستمر دخان أبيض بكثافة منخفضة خلال الساعة التي سبقت ثوران البركان الساعة 2:11 بعد الظهر.
وتلتقط تلك الكاميرا هي وثلاث كاميرات أخرى مثبتة في نقاط حيوية مختلفة، صورًا للبركان وترسلها عبر الإنترنت كل عشر دقائق.
وفي الثانية بعد الظهر، تلتقط الكاميرا المثبتة على حافة الفوهة صورة لمجموعة من الناس على الحافة، ويبدو حجمهم بالغ الصغر مقارنة بالبركان الهائل.
لا يُعرف مصير هذه المجموعة
وفي الثانية وعشر دقائق؛ أي قبل دقيقة واحدة من ثوران البركان، ابتعدت المجموعة عن الحافة وسلكت مسارًا معتادًا عبر الفوهة.
ولم يتضح ما إن كانت المجموعة التي بدا أنها مؤلفة من حوالى 12 شخصًا قد غادرت المكان، لأنها تَلَقّت تحذيرًا بوجوب الفرار؟ أم أنها ببساطة كانت تكمل جولتها دون إدراك للخطر المحدق؟
وتبعد جزيرة وايت أيلاند نحو 50 كيلومترًا عن الساحل الشرقي لنورث أيلاند، وأمكن رؤية أعمدة ضخمة من الرماد من على البر الرئيسي. وقال علماء براكين: إن عمود الرماد ارتفع مسافة 12 ألف قدم (3658 مترًا) في الهواء.
كارثة تنتظر الحدوث
وقال "راي كاس" وهو أستاذ فخري في جامعة موناش، في تصريحات نشرها مركز الإعلام العلمي الأسترالي: "كانت وايت أيلاند كارثة تنتظر الحدوث منذ سنوات". وأضاف: "زرتها مرتين وشعرت دومًا أنه لَأَمر شديد الخطورة السماحُ لمجموعات اليوم الواحد السياحية بزيارة الجزيرة غير المأهولة بالمراكب أو طائرات الهليكوبتر".
وقالت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، في مؤتمر صحفي بعد وصولها إلى واكاتان: "أعلم أن هناك قدرًا كبيرًا من المخاوف والقلق على مَن كان أقاربهم على الجزيرة أو في المنطقة المحيطة بها في ذلك الوقت. يمكنني التأكيد لهم أن الشرطة تفعل كل ما بوسعها".