اخبار الساعة
كشفت فتاة بريطانية مسلمة عن تعرضها مع ثلاث صديقات لها لهجوم عنصري من مجموعة من الرجال؛ استخدموا كلمات سبق أن أطلقها رئيس الوزراء بوريس جونسون تجاه النساء اللواتي يرتدين البرقع.
وقالت زينب، التي لم ترد الكشف عن اسمها كاملا بحسب موقع "INews"، إنها كانت تقوم مع صديقاتها بالتقاط الصور في مدينة شتوية للألعاب بحديقة هايك بارك وسط لندن، مساء السبت الماضي، أي بعد يومين من فوز حزب المحافظين بزعامة جونسون في الانتخابات، عندما أدخل الرجال أنفسهم في الصورة وهم يضحكون، فيما تحدث أحدهم بشتائم وكلمات عنصرية تجاههن، مثل "صناديق بريد لعينات"، مع شتيمة تشير إلى العضو الذكري.
وكان جونسون قد شبه في مقال سابق له العام الماضي؛ النساء المسلمات اللواتي يرتدين البرقع بـ"صناديق البريد" و"لصوص البنوك". ورفض الاعتذار عن هذه الكلمات، لكنه قال إنه يشعر بالأسف عن أي إساءة قد يكون قد تسببت كلماته بها، رافضا سحب هذه الكلمات رغم أنه واجهة أسئلة متكررة بشأنها.
ورأت زينب أن الشاب الذي استخدم هذه الكلمات "استمد القوة من جونسون"؛ الذي برأته لجنة في حزب المحافظين من أي خرق لقواعد الحزب.
وعبّرت زينب (23 عاما) التي أبلغت الشرطة بالحادثة؛ عن شعورها بالصدمة، مشيرة إلى أنها وإحدى صديقاتها سمعتا الكلمات وسألتا باقي صديقاتهما: "هل سمعتن ما قيل؟".
وقررت إحداهن مواجهة الشاب الذي تحدث بهذه الكلمات وأن هذه الكلمات عنصرية ولا يصح استخدامها، فرد قائلا: "آسف لأنك شعرت بالأساءة"، ثم مضى في طريقه.
وقامت الفتاة بنشر الصورة التي يظهر فيها الشبان على تويتر، وقالت إن أحدهم أرسل لها رسالة اعتذار. وأوضحت أنه أكد شعوره بـ"الخزي" نتيجة كلمات صديقه وأنه لا يريد نفسه بها. لكن زينب أشارت إلى أن هذا الشخص كان يضحك عندما أطلق صديقه كلماته العنصرية.
وأوضحت أنه بعد نشر الصورة تلقت "بعض التعليقات السلبية، لكن مجمل الردود كانت إيجابية، وتُظهر لي أن كثيرا من الناس يدينون العنصرية".
وقال متحدث باسم شرطة لندن: "تبلغنا من طرف ثالث عن اعتداء عنصري محتمل في (حديقة) وينتر ويندرلاند في 15 كانون الأول/ ديسمبر. طلبنا المزيد من التفاصيل لنتمكن من تقييم القضية بشكل صحيح". وأضاف: "نحث كل ضحايا جرائم الكراهية على إبلاغ الشرطة بالاعتداءت".
وبحسب منظمة "تيل ماما" التي ترصد جرائم الكراهية، فقد سجل ارتفاع كبير في جرائم الكراهية ضد المسلمين، وبلغت أربعة أضعاف في الأسبوع التالي لمقال جونسون الذي نشر في صحيفة الديلي تلغراف في آب/ أغسطس 2018.
وقالت زينب: "أشعر أن سياسيا، وليس أي سياسي بل هو رئيس الوزراء الآن، أطلق مثل هذه التعليقات وأعطى رخصة عنصرية لاستخدام الكلمات"، مضيفة: "وهذا ما جعلني وصديقاتي أكثر غضبا. وهذه الأمور يظهر أنها ستتصاعد".
وشددت على أنها وصديقاتها من "كل الثقافات"، وأنها وصديقاتها الثلاث اللواتي كن لحظة الاعتداء العنصري؛ يشعرن بأنهن "بريطانيات جدا، وإنكليزيات جدا، ولم نشعر مطلقا بالاختلاف أو أن أبتعد عن الناس. من المؤسف أن يشعر المسلمون بأنهم بحاجة لذلك".