أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

انتشر الرعب لثلاثة اشهر وسط القرية واتهموا الجن بإحراق المنازل إلى أن ظهرت المفاجأة

على مدى ثلاثة أشهر، شهدت إحدى قرى شمال مصر، ظاهرة اشتعال النيران في منازل القرية؛ حيث كان الأهالي يسيطرون على الحرائق؛ لكنها تعود للاشتعال بصورة ملفتة للانتباه، وتمتد النيران لأكثر من منزل في أوقات زمنية مختلفة؛ مما أثار رعب الأهالي، الذين اتهموا الجن بإشعال النيران في بيوتهم، واستعان بعضهم بدجالين لطرد الجن، دون جدوى؛ لكن في النهاية عرَف الأهالي السبب الحقيقي للحرائق، وكان مفاجأة مدوية هزت القرية.
 
أيام الرعب
 
وفي التفاصيل، يروي موقع "مصراوي"، أن أهالي قرية الشراقوة بمحافظة كفر الشيخ شمالي مصر عاشوا أيامًا ثقيلة ملأها الذعر؛ جراء الحرائق المتتالية التي كانت تنشب في المنازل دون سبب واضح؛ حيث قضى الأهالي حوالى 40 يومًا بين إطفاء حريق هنا ومحاصرة نيران اشتعلت هناك.. الأزمة كانت في عدم وجود سبب واضح وراء هذه الحرائق، إلى أن أعلنت وزارة الداخلية المصرية القبض على المتسبب يوم الخميس الماضي.
 
يوم الأربعاء من كل أسبوع
 
وتضيف الصحيفة: يوم الأربعاء من كل أسبوع يحبس أهالي القرية أنفاسهم يترقبون أيًّا من المنازل ستشتعل به النيران، بعدما أصبح الأمر حتميّ الحدوث.. يبيت معظم الرجال أمام المنازل لمراقبتها وسرعة التصرف في حال اشتعال النيران في أحد المنازل؛ حتى أصبح الأمر مرهقًا للجميع؛ كثرة الحرائق في هذه القرية دفعت الأهالي إلى الاستعانة بعدد من رجال الدين من أجل تقديم المساعدة بعدما شك عدد من أهالي القرية في وجود دور للجن في إشعال الحرائق، ولم يكن ليتوقع أحد أن وراء كل هذا المصائب طفلة.
 
اللغز
 
بات أمر الحرائق لغزًا يستعصي على الحل، تصاعُد ألسنة اللهب في القرية بدا مشهدًا معتادًا لقاطنيها؛ الأمر دفع المسؤولين للتدخل حيث وجّه محافظ كفر الشيخ اللواء جمال نور الدين، قافلة دعوية بمديرية الأوقاف في كفر الشيخ، إلى قرية الشراقوة 45، تضم 15 خطيبًا من رجال الأزهر الشريف، التابعين للمديرية؛ لفحص أسباب الحرائق المجهولة التي تشتعل في منازل المواطنين بالقرية، دون معرفة أسباب اشتعالها، كما وجّه مركز العمليات وإدارة الأزمات بديوان عام المحافظة، بالتواصل مع الجهات المعنية (الأمن، والأوقاف، والتضامن الاجتماعي، والوحدة المحلية لمركز ومدينة الحامول) لمتابعة تداعيات اشتعال حرائق مجهولة بمنازل مواطنين في قرية الشراقوة 45.
 
مصيبة في كل بيت
 
وينقل "مصرواي" عن "محمد. س"، أحد أهالي القرية، قوله: "لم نكن نعرف مين ورا الحرائق اللي كل يوم تاكل بيت في القرية، كل يوم تقريبًا فيه مصيبة في بيت واحد من أهالينا، الرعب ملأ قلوب الناس في البلد لدرجة أن في ناس فكّرت تسيب البلد بعد ما انتشر كلام عن أن الجن وراء الموضوع.. وللأسف فيه مشايخ أيّدت الكلام ده.. في ظل عدم وجود رواية رسمية أو سبب منطقي حول الأزمة".
 
الخوف
 
ويضيف: "الناس في البلد لم تكن تنام من الخوف حتى يوم الخميس الماضي.. المباحث توصلت إلى أن طفلة من البلد هي من تقف وراء ارتكاب المصائب كلها.. حتى الآن لا نقدر على أن نستوعب كيف لطفلة صغيرة أن تستطيع القيام بمثل هذا العمل؟.. الطفلة طبيعية جدًّا وأهلها أناس طيبون وبسطاء.. ولا يظهر عليها أي علامات غريبة مثلها مثل أي بنت.. كما أنها أشعلت النار في بيوت كثيرة لأناس من أقاربها".
 
حريق المدرسة
 
وقالت صحيفة "اليوم السابع" المصرية: إن الطفلة عزيزة سلامه (11 عامًا) التلميذة بالصف السادس الابتدائي بمدرسة الشراقوة 45 للتعليم الأساسي، كانت وراء تلك الحرائق، بعدما شاهدتها إحدى زميلاتها في المدرسة وبحوزتها "ولاعة" لحظة إشعال النار في حقائب زملائها، وبإبلاغ القائمين على المدرسة أبلغوا رجال المباحث.
 
منازل أقاربها فقط
 
واستدعت النيابة الطفلة التي أقرّت بارتكابها الوقائع، وكشفت أنها كانت تقوم بإشعال النيران في منازل أقاربها فقط (أعمامها وأخوالها) دون أهالي القرية، وبرغم المعاناة التي عانها أهالي القرية؛ إلا أنهم أعلنوا مساندتهم لوالد الطفلة الذي يعمل راعي غنم؛ نظرًا للظروف التي تمرّ بها.
 
بيان وزارة الداخلية
انتشر الرعب لثلاثة اشهر وسط القرية واتهموا الجن بإحراق المنازل إلى أن ظهرت المفاجأة
 
فيما قالت وزارة الداخلية في بيان لها: إنه عقب تكرار نشوب عدة حرائق محدودة بمحتويات عدد من المنازل بقرية "الشراقوة 45" بمركز الحامول بكفر الشيخ، والسيطرة على تلك الحرائق وإخمادها بمعرفة الأهالي، ومعاودتها الاشتعال مرة أخرى بصورة غامضة، إضافة إلى عدم قيام الأهالي بالإبلاغ عن تلك الوقائع، واستعانتهم بعدد من المشايخ.. ظنًّا بوجود "قوى غير طبيعة" تتسبب في ذلك.
 
"ولاعة" مع طفلة
 
وأثناء سير تحقيقات أجهزة البحث للوقوف على مسببات هذه الحرائق، أبلغ مدير إحدى مدارس التعليم الأساسي عن نشوب حريق محدود في عدد 3 حقائب مدرسية لتلميذات بالصف السادس الابتدائي، حال تواجدهن بفناء المدرسة.
 
وبالفحص تَوصلت الجهود إلى ارتكاب تلميذة (مقيمة بذات القرية) للواقعة، وبمناقشتها أقرّت بارتكابها للواقعة مستخدمة "قداحة" كانت تُخفيها داخل حذائها، وإشعالها لكل الحرائق بقرية الشراقوة 45 على سبيل اللهو والعبث، وشغفها بردود أفعال الأهالي بتلك القوى غير الطبيعية.. وبمراجعة الوقائع التي شهدتها القرية تَبَيّن أن معظمها بمنازل أقارب التلميذة المشار إليها.
 
اعترافات الطفلة.. 12 حريق
 
وبإحالة الطفلة إلى النيابة، أصدرت قرارًا باستدعاء أسرتها وعددًا من الذين تَضرروا من الحرائق التي تسببت فيها، كما تم استدعاء عدد من زملائها والعاملين بالمدرسة الذين أبلغوا عنها؛ واعترفت الطفلة بتسببها في الحرائق بقريتها والتي بلغت 12 واقعة.
 
وبعد الاستماع إلى أقوالها؛ أمرت النيابة بتسليم الطفلة البالغة من العمر 11 عامًا، والمقيدة بالصف السادس الابتدائي بإحدى المدارس، والمنسوب لها تهمة التسبب في حرائق قرية الشراقوة 45 التابعة للمركز، لذويها وأخذ تعهّد عليهم برعايتها.
 
الخسائر
 
وحسب "اليوم السابع"، حصرت التحقيقات 9 منازل تعرضت للحريق، وأوضحت معاينات رجال الأمن، أن الخسائر شملت: حظائر مواشٍ، ومحتويات منزلية (سجاد، وأخشاب، وملابس، وغيرها من المحتويات المنزلية)، وحظائر لتربية الطيور.
 
نوبة بكاء
 
وتقول الصحيفة: عند خروجها (الطفلة عزيزة) من مبنى نيابة مركز الحامول وإخلاء سبيلها، دخلت في نوبة بكاء عقب مشاهدتها لوالديها، مما جعل الناس بين شعور بحالة راحة، والشعور بالرأفة والرحمة على طفلة تعاني من حالة نفسية، ونسي الأهالي كل المعاناة ورعب طيلة 3 أشهر.
 
الجن بريء
 
وتحت عنوان "الجن بريء من حرائق منازل الحامول و"ولاعة" طفلة السبب"، بثّت "اليوم السابع" تقريرًا مصورًا "بررت فيه الطفلة جرائمها بـ(المداعبة) أو (المزاح).. ورغبتها في إلصاق التهم بالجن".
 
ويضيف التقرير: يرى متخصصون أن الطفلة تعاني انحرافًا سلوكيًّا، يستوجب العلاج.
 
وعن الرأي القانوني: فإن عقوبة جريمتها هي السجن أقل من 15 عامًا؛ لأنها قاصر.

Total time: 0.0552