ألقضية الفلسطينية (نكبة تنتظر النصر من كوسوفا )
مذكرات ليست شخصية ( 16 )
ألقضية الفلسطينية (نكبة تنتظر النصر من كوسوفا )
عباس عواد موسى
كادت حرب أهلية جديدة أن تعصف بوحدة مقدونيا خلال الأيام الماضية , وتجرّ البلقان برمته إلى حرب كبرى وعلى أساس ديني . فقد وضع عدد من المقدون كلمة الجهاز التناسلي للذكر على المصحف الشريف في كرنفال أقاموه في القاعة الجامعة التي تشهد نشاطاً يهوديّاً ملحوظاً وسط العاصمة ( اُسْكوبْيِةْ ) . مما حدا بعدد من الشّبان الألبان أن يتصدوا لهم ووقعت أحداث عنف متفرقة , حادثان منها وقعا في حافلات للركاب .
عندما وصل الحزب القومي الشوفيني بزعامة ( ليوبتشو غيورغييفسكي ) للسلطة في المرة الثانية , نصب صليباً ضخماً على قمة جبل ( فودنو ) , ليراه الجميع . ويرى السياسيون المقدون أن ذلك هو الإنجاز الوحيد ل ( غيورغييفسكي ) الذي طالب بتقسيم مقدونيا أثناء الحرب الأهلية عام 2001 . رغم ثبوت عمالته لصالح بلغاريا التي منحته وأسرته جنسيتها قبل ست سنوات , ليصبح منبوذاً في حزبه قبل طرده منه . فيما لا تزال المشاكل عالقة بشأن صوت الآذان في عدد من المساجد أبرزها مسجد نيرزي المقابل لحيّ كاربوش 4 .
ورغم أن القضية الآنفة , ستزيد من تراكمات بذور الصراع في مقدونيا , التي تحاذيها دولة كوسوفا ذات الأغلبية الألبانية الساحقة بنسبة قد تصل إلى 92% . إلا أن الثورة الشعبية في سوريا ألهبت تلك المنطقة .
فقد نشرت وسائل إعلام رسمية وخاصة ما مفاده , أن عدداً من ألبان كوسوفا توجهوا لمشاركة الشعب السوري إنتفاضته ضد نظام تدعمه موسكو حليفة عدوتهم صربيا . وهو ما يعني أن بقاء نظام بشار يعني انتصاراً للصرب وهم عين روسيا المتقدمة في الجنوب الشرقي لأوروبا .
ألفلسطينيون أرّخوا نكبتهم
في الخامس والعشرين من آب عام 2001 , قلت لخالي ( محمد ذياب الموسى ) , إن تصريحه ( نحن لا نعترف بالكيان الصهيوني ولا نؤمن بالنفاق السياسي ) ترك أثراً كبيراً في نفوس الجميع , فأجابني إن نكبتنا واحدة .وروى لي كيف سقطت قريتنا كفرعانة :
( كفرعانا ) واحة خضراء , يغلب عليها أشجار البرتقال , وتمتاز بكثرة البيارات , وكروم العنب والتين وباقي الفواكه , ومساحات لا بأس بها من شجر الزيتون .
( كفرعانا ) قرية وادعة , تقع في منتصف المسافة ما بين يافا واللد , وأُقيم على جزء من أرضها مطار اللد المشهور .
ألمعارك والمناوشات امتدت إلى سنوات طويلة منذ مجيء اليهود إلى فلسطين.. مُتسلّلين وغزاة منذ أواخر القرن التاسع عشر , ومحاولاتهم الحثيثة للإستيلاء على الأراضي سواءاً بالترغيب ( ألشراء ) أو الترهيب ( ألعدوان ) , فكانت المعارك والمناوشات , سلسلة منها وقعت بين العرب الفلسطينيين وبين الإنتداب البريطاني الذي كان يناصر اليهود والصهيونية بشكل سافر منذ وعد بلفور المشؤوم , حيث تم بموجبه منح من لا يملك الأرض العربية ( ألإنجليز ) إلى من لا يستحق ( أليهود ) .
وتواصلت ثورات الفلسطينيين في أعوام 1919, 1921 , 1927, 1929, 1936, 1938..وتوقفت بعد الحرب العالمية الثانية , ولا بد من الإشارة هنا إلى نداء الزعماء العرب الذي تضمن ضرورة الثقة ببريطانيا العظمى ووقف الثورة . ثم أخذت الألاعيب تتم في هيئة الأمم المتحدة بشكل مباشر وسافر من الدولة الإستعمارية الكبرى سواءاً كانت غربية ( ألولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ) أو الشرقية مثل روسيا فصدر قرار التقسيم الجائر لتنطلق المقاومة الفلسطينية من أجل الدفاع عن الأرض العربية الإسلامية ضد عدو يتسلح بأحدث أنواع الأسلحة , ويتحلى بدعم من الشرق والغرب , في ظل تخلف عربي وعدم اتفاق لا على الهدف ولا على دعم المقاومة..فكان ما كان وحصل الذي حصل .
ورغم النجدات التي كانت ترسل من قرية إلى أخرى..إلا أن ميزان القوى كان مُختلاً لصالح اليهود الذين استطاعوا تشكيل نواة لهم خلال الحرب العالمية الثانية , وقاتلت مع الحلفاء وإطلاق عليها "إسم (( الهاغانا )) إضافة إلى العصابات الصهيونية المتطرفة مثل شتيرت وتسفاي ليئومي وغيرها.
وأتت الجيوش العربية..من الجنوب ( مصر ) ومن الشرق ( ألأردن والعراق ) ومن الشمال ( سوريا ولبنان ) لكن ذلك تم دون وحدة هدف أو وحدة قيادة أو وحدة تخطيط . بل وللأسف الشديد عملت كل قوة منها بمعزل عن الأخرى , وأحياناً تآمرت على بعضها البعض فوقعت النكبة الكبرى عام 1948.
ويمكن القول إن ( كفرعانا ) سقطت في أواخر نيسان من عام النكبة..بعد أن قامت القوات الصهيونية المدعومة بالأسلحة المتفوقة مثل مدافع المورتر والهاون والرشاشات الثقيلة والمصفحات وبتجهيز وإعداد كبيرين بعملية إلتفاف شملت قرى سلمة والخيرية وساقية وكفرعانا والعباسية هادفة منها الوصول إلى مطار اللد في المرحلة الأولى .
ورغم المقاومة الباسلة لسكان هذه القرى وبعض المتطوعين العرب خاصة من العراق واليمن , إلا أن عدم التكافؤ في القوات وغياب الإستراتيجية العسكرية الصحيحة سهّل أمام الأعداء احتلالها باستثناء العباسية, ولم يتمكنوا من تحقيق هدفهم المشار إليه في المرحلة الأولى.
وفرضت الهدنة الأولى , ورد الأهالي تحت تهديد السلاح ولجأوا إلى اللد وبعض القرى التي تسمى عرقِيّات مثل بيت نبالا ودير طريف وغيرها , فقد تمكن اليهود في الهدنة من إدخال كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد إلى فلسطين..وبانتهائها , وعلى الفور قاموا بهجوم كبير وكاسح وبخطة عسكرية محكمة , وحاصروا الرملة واللد ومطار اللد في عمليتهم الإلتفافية من الشمال والجنوب وكذلك قرية العباسية ومناطق أخرى في فلسطين , ونظراً لغياب التنظيم في المقاومة أو القيادة المشتركة كان أكبر نزوح للاجئين.. وأصبحت مدينة اللد تعجّ بثلاثة أضعاف سكانها.
وينهي المستشار في الديوان الأميري بإمارة الشارقة حديثه ( لجأت أولاً مع أهلي إلى ( قِبية ) ومنها اتجهنا إلى ( دير غسّانة ) ثم إلى ( قلنديا ) وبعدها إلى ( بير زيت )إلى أن استقررنا في مدينة البيرة عام 1954 .
أما أنا فقد كنت قبل ذلك وتحديداً عام 1951 قد غادرت إلى الكويت حيث عملت فيها مدرساً , وفي عام 1954 تم انتدابي للعمل في إمارة الشارقة التي كانت حينئذٍ ضمن ما أطلق عليه إمارات الساحل المُتصالح والتي كانت تشمل أبو ظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة . وساهمت في تأسيس التعليم النظامي حتى عام 1957 حيث عدت إلى الكويت وبقيت فيها إلى عام 1966 لأعود إلى البيرة التي استقر فيها أهلي وظللت حتى عام 1975, لأكون شاهداً خلال هذه الفترة على نكبة 1967.. والعبور عام 1973 وما كان بينهما من مقاومة فلسطينية وتبلور عمل المنظمات الفدائية المختلفة , فعدت ذاهباً عام 1975 إلى الإمارات العربية المتحدة .
قدمت العشائر الأردنية شهداء على الثرى الفلسطيني . فقد روى لي المناضل محمد عبدالرحيم نجل المختار عبدالرحيم المحمد مختار بلدة بيت جيز أن أول شهداء البلدة كان من عشيرة بني حسن التي قدمت من الحجاز لتقاتل في صفوف جيش صلاح الدين الأيوبي فاستقر منها من استقر في بيت المقدس وجواره وأتى آخرون إلى الأردن , أما عشيرة الخريشا فقد ارتبطت بالقضية الوطنية الفلسطينية منذ أن رفض الشيخ نايف الخريشا رحمه الله ( والد النائب الحالي الشايش الخريشا ) الإغراءات الأمريكية المبكرة ليبيع فلسطين ووطنه كما فعل البعض , واستدعى المحيطين به لحظة نزاعه وحمّلهم ( فلسطين ) أمانة في أعناقهم , موصياً بأن لا يمرّوا بجثمانه من الشارع الذي توجد فيه السفارة الصهيونية في عمان . ويروي شهود النكبة أن الضابط الأردني رفيفان الخريشا الذي أصيب في معركة الشيخ جراح عام 1948 ووصل باب العمود وهو مصاب بشظية في رأسه على نظام ( نار وحركة ) , أنه كان يدعم الثوار الفلسطينيين سرّاً . ويروي هؤلاء أن امرأة دخلت عليه منددة بصمته إزاء مقتل نساء من بلدة العيسويّة إحداهن قريبة لها على أيدي العصابات الصهيونية , وصرخت في وجهه أتقبل أن تجلس هنا لتتفرّج على ما يجري؟ , فخلع ( حطّته وعقاله ) ورمى بهما على الأرض , ونفذ ما جرى بذهنه . وروى شهود آخرون قصة اعتقاله للمجرم إريئيل شارون .كان وقتها يحمل رتبة مقدم , إنتخب عدداً من جنوده لحفر خندق بالقرب من التلّة التي تشرف على العيسوية حيث اعتاد الصهاينة ارتيادها وقنص المواطنين العرب منها ممن كانوا يمرون عبر طريق القرية . وطلب إلى جنديين من كتيبته استخدام الخندق السرّي في ضرب الصهاينة ليلاً , قبل أن يتمكنّوا من قتل أيٍّ من المارة , وفعلاً , أبدى الجنديان الأردنيان بسالة في معركة أدت إلى قتل وإصابة عدد من الصهاينة الذين لم يعد المرتفع مكاناً لهم بعد تلك الواقعة . ويذكره أهالي العيسوية ويذكرون جنود كتيبته الثانية .
رُؤية إستخباريّة
روى طبيب أمريكي مختص , أن الزوجين الأمريكيين لا ينسجمان جنسياً بسبب التعدد الهائل في أزواج كل أنثى في بلاده . وهو ما يؤرقهم جميعاً دون استثناء . ولا أدري كم كانت سذاجتهم عندما أشار كبير مخابراتهم أن إحدى زوجات الشيخ الشهيد أسامة بن لادن خانته . فأنثانا تجوع ولا تأكل بثدييها وأما أنثاهم فلا يثق بها رجل واحد في بلادهم . هم سكارى ونسائهم عهارى.
وإلى تكملة جديدة لنكبة لا تتسع لها مجلّدات .