ألنكبة...ذكرى مجزرة دير ياسين
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 17-05-2012 | 13 سنوات مضت
القراءات : (2639) قراءة
ألنكبة...ذكرى مجزرة دير ياسين
عباس عواد موسى
ألحاجة فهمية الحاج محمد شمعة , زوجة محمد بحلق , ووالدة صديقي يوسف , كانت في العاشرة من عمرها عام النكبة . تتذكّر والدها وقد أرسلها لشراء طعام الفطور للمجاهدين الذين كانوا يبيتون في منزل والدها ببلدتهم عين كارم .وتقول : وفيما كنت أمشي في الطريق لشراء الطعام , وإذا برجل يصرخ ويصيح ويستغيث ( يا عالَم , يا ناس , هجم علينا اليهود , وذبحوا النساء والأطفال , قتلوا المُؤذّن وهو ينادي لصلاة الفجر وبعد قوله ألله أكبر , وقتلوا إبناي ) . وسمعته يقول باكياً إن امرأة أعطتهم مبلغ مئتي دينار كي يتركوا لها رضيعها , فأخذوا المبلغ وقتلوه في حضنها .
ثم أتى مدرس من دير ياسين فارّاً من المذبحة , وكان يعمل في بلدتنا وأعلمنا أن الإنجليز كانوا جنباً إلى جنبٍ مع الصهاينة في تنفيذ المجزرة . ألمعركة ليست متكافئة لقد أعطاني أحد المجاهدين سلّة مليئة بالقنابل وزّعْتها على الأهالي الذين أوقعوا دبابة بريطانية في حفرة أعدّوها لأجل ذلك ولكن السلاح كله بأيدي الغزاة المجرمين .
وتضيف الحاجة فهمية : من تبقى من أهل دير ياسين , لجأوا إلينا , فاختبئنا معهم في دير الروم بوسط عين كارم , وآخرون اختبئوا في الملاجيء , وفي اليوم التالي رحلنا إلى بيت جالا لتبدأ رحلة النكبة التي لا زلنا نعيشها.
ذكرى النكبة , هي ذكرى مجزرة دير ياسين , التي كشفت الوجه الحقيقي للصهاينة القتلة.
تستقطبهم تجاذبات السياسة وتُوحدهم معركة المصير
تحتار وأنت تسمع إلى أحدهم ينادي لإنزال يافطة مكتوب عليها زوال إسرائيل , ينهي الوطن البديل وهو عنوان لمقالة كنت قد نشرتها قبل فترة . فإذا كان صُنّاع القرار الصهيوني يرون في الأردن وطناً بديلاً , فإن زوال كيانهم هو الحل الوحيد .
وفيما كان المشاركون يحرقون علم الكيان المصطنع هبّ الجميع في مسيرة أرادوا لها أن تصل سفارة الكيان الآيل للسقوط والإنهيار , لكن الجنود المتواجدون بغزارة رفضوا لها أن تتم .
إختلفت رؤى الساسة في الحديث , وتوحدت في السير قدماً نحو السفارة التي يطالب الشعب برحيلها وإلغاء أي معاهدة للصلح مع الكيان الذي أصاب جنوده ثلاثمائة فلسطيني غربي النهر في نفس الوقت وهم يحيون ذكرى نكبتهم .
نكبة ...وأي نكبة
ألمختار , أحمد هاشم من عراق المنشية , روى لوسائل إعلامية حكاية نكبتهم , ولخصها في أن والدته أضاعت طفلها محمد , في مسيرة لجوئها الثاني عقب نكسة 1967 , لولا إرادة الله بإعادته إليها . يشارك وإخوانه وعائلاتهم وعشيرته أبوسل كل عام في هذه الذكرى الأليمة ومعهم زملائه في الجمعية الخيرية الخضراء الأردنية التي وكباقي الجمعيات والأندية الشبابية والثقافية ومؤسسات المجتمع المدني تُحيي الذكرى بأنشطة متنوعة ومتعددة . يتعذر عليك المشاركة فيها إلا قدر ما يمنحك الزمن , فهي تعم جميع مدن المملكة وقراها وبواديها ومخيماتها .
رواية لم تتم
شهود العيان على النكبة , رووا لأبنائهم وأحفادهم الحكاية . ولكن المؤرخون والمدونون لم يكتبوا كل شيء . ولا بد إذن , من إضافة ما لم يتم تدوينه لكشف كل الحقيقة التي لم يرد الكيان وأعوانه من العرب أن تظهر . كي تستمر مؤامرتهم . والأحداث الجارية تساعد الآن في ذلك , فمن شارك في المؤامرة أصبح ضعيفاً وهزيلاً وينتظره الطوفان الجارف .
المصدر : عباس عواد موسى
اقرأ ايضا: