اخبار الساعة

هل يقاوم صالح قدره أم هي القاعدة في السبعين

اخبار الساعة - نبيل سبيع بتاريخ: 21-05-2012 | 13 سنوات مضت القراءات : (3251) قراءة

مجزرة بشعة في ميدان السبعين بقرب القصر الرئاسي بصنعاء. أصوات سيارات الإسعاف ملأت شوارع العاصمة والمعلومات المتضاربة تتحدث عن عشرات القتلى: بين 50 و100 قتيل. وهناك معلومات تقول إن الأشلاء ما تزال متناثرة في الميدان حتى اللحظة رغم نقل عشرات القتلى منذ ساعات .

الغموض يلف المجزرة، وحتى الآن يبدو أن تفجيرا إنتحاريا نفذه أحد جنود قوات مكافحة الإرهاب وأطاح بالعشرات من زملائه أثناء قيامهم بالتدريبات إستعدادا لحفل العيد الوطني للوحدة اليمنية، وهو العيد الأول الذي يحل على اليمن منذ الوحدة في ظل رئيس آخر غير الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ولابد أن هذا التفجير سيضع حضور الرئيس عبدربه منصور هادي في منصة السبعين وفي أول عيد وطني للوحدة يمر على تلك المنصة بدون صالح، لابد أنه سيضع حضوره في مربع خطر شديد .

الجهة التي تمارس أعمالا إنتحارية إرهابية في اليمن معروفة ومحددة: القاعدة. لكن، في هذه المجزرة بالذات، قد تتوجه أصابع الإتهام مباشرة إلى صالح وعائلته دون أن يعني هذا أنهم من يقفون خلفها بالفعل .

فعدا عن أن القوات التي ينتمي إليها المفجر تابعة له، يواجه صالح وعائلته ضغوطا دولية شديدة لكي ينفذوا جملة من المطالب الدولية قبل جلسة الأمن المقررة في 29 مايو الجاري .

في قائمة المطالب هذه، أتوقع أن تكون مغادرة صالح البلاد الرقم (1)، وقد نشهد مغادرته في الأيام القليلة القادمة وربما لن يعود إلى البلاد قبل إنتهاء المرحلة الإنتقالية بعد سنتين في حال سمح له حينها بالعودة .

ويأتي تسليم اللواء الثالث حرس جمهوري للقائد المعين من الرئيس هادي ضمن هذه المطالب التي تتجه الضغوط الدولية لتحويلها الى واقع في اليمن .

وقد تكون هناك قضايا تتجاوز اللواء الثالث ومغادرة صالح للبلاد في طريقها إلى كشف النقاب عن نفسها في غضون الأيام القليلة القادمة .

فهل يقاوم الرئيس السابق علي عبدالله صالح كل هذا في السبعين الآن؟ هل يقاوم القدر القادم حاملا على كتفيه رئيسا جديدا يحظى بالتأييد المحلي والدولي؟ أم أنها القاعدة فعلا وقد تغلغلت داخل قوات مكافحة الإرهاب وبدأت تهدد بضرب العاصمة في قلبها؟

في كلا الإحتمالين، يبدو أن الرئيس هادي هو الهدف الرئيسي المعني بهذا التهديد والتصعيد الخطير. فهو يبدو عدوا لدودا للقاعدة بقدرما لا يبدو صديقا لصالح الآن. وأكثر من هذا وذاك، هو الرجل الذي يبدو ان حضوره وسلطته لابد أن تفرض نفسها على حساب هذين الطرفين وأطراف أخرى عديدة طبعا تشبههما في اليمن .

ما يزال من الصعب جدا التوصل إلى أي إجابة لأن المعلومات المؤكدة والدقيقة ما تزال شحيحة بالطبع. وفي مثل هذه الأحداث بالذات، غالبا ما تلف غلالة من الغموض هوية القتلة وأسباب القتل الحقيقية .

إنها السياسة، حيث الغموض جزء من اللعبة تماما كما هو القتل

لكن المؤكد أن الأشلاء المتناثرة في السبعين ليست (ولن تكون) أشلاء قدر صالح ولا أشلاء قدر يمن ما بعد صالح، بل هي أشلاء عشرات اليمنيين الأبرياء. تعازي الحارة لأسر الضحايا اليمنيين الذين سقطوا قبل ساعات ولكل يمني ويمنية .

اقرأ ايضا: