مذكرات ليست شخصية ( 20 ) عائلات بلقانية عربية تحمّل نظام بشار مسؤولية مجزرة الحولة
اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 30-05-2012 | 12 سنوات مضت
القراءات : (35198) قراءة
مذكرات ليست شخصية ( 20 )
عائلات بلقانية عربية تحمّل نظام بشار مسؤولية مجزرة الحولة
عباس عواد موسى
قام الأتراك العثمانيون بإيفاد عربٍ إلى بلدان شبه الجزيرة البلقانية لتعليم الدين الإسلامي الحنيف للمسلمين الجدد في هذه البلاد , التي أقاموا فيها خمسة قرون , وكان ذلك طوعاً . واقتادوا عرباً لمشاركة جيشهم في الحروب البلقانية التي سبقت الحرب العالمية الأولى حيث جرت في السنوات الأولى من العقد الثاني في القرن الماضي , وكان ذلك قسراً . ومع مرور الزمن , أصبح العرب رعايا ومواطنين فيها , كلٌّ في البلد التي مكث فيها . فيُسمونهم في كوسوفا ( غوراني ) وفي مقدونيا ( توربيش ) وهكذا , أي أنهم مسلمون مواطنون في بلاد شبه الجزيرة البلقانية تركيا , ألبانيا , اليونان , رومانيا , بلغاريا ويوغوسلافيا المتفككة إلى سبع دول هي سلوفينيا , كرواتيا , مقدونيا , ألبوسنة والهرسك , صربيا , كوسوفا وجمهورية الجبل الأسود التي يُطلق عليها إسم مونتينيغرو . ومن أبرز العائلات العربية هناك , عائلة الدميري , ألخليلية الأصل والتي تنتشر في دول البوسنة والهرسك , ألبانيا , كوسوفا ومقدونيا وعائلة خريس وهي من بلدة عَجّور الخليل وتنتشر في مونتينيغرو ومقدونيا وكوسوفا وإقليم سنجق وعائلة موصللي وتتوزع على البلدان التي تتواجد فيها الأقليات الألبانية مثل عائلة السباخي ألغُزِّيّة وعائلة أبوسالم من كِدْنا الخليل وتقطن في مدينة ديبار المقدونية وقرى الغرب المقدوني وكذلك عائلات الزعيم والمحمد والأحمد والعبداللات والحسني والحسيني والصفوري والجعفري والكحيل والخليلي وأبوريشة وآدم والرشيد وغيرها الكثير .
وقد قمت بإهداء ثلاث نسخ من كتاب عجور قدّمها لي الدكتور خالد سمّور إختصاصي الأمراض الباطنية والكتاب من تأليف المرحوم والده الذي علمنا في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إلى عائلة خريس البلقانية التي أشار لها في كتابه , وقاموا باستضافتي في منزل كبيرهم ببلدة كيتشيفو المرتفعة , ليروي لي قصة وصولهم وبقائهم هناك .
عائلة أبوسل هي أكثر العائلات توزيعاً , فتجدها في تركيا وأنطاكيا وألبانيا وكوسوفا وغرب مقدونيا . وكان محمد رشيد أبوسل من مدينة ستروغا هو أول من تعرفت عليه في البلقان ممن ينتسبون لهذه العائلة , وكغيره من الجيل الجديد اضطر للدراسة في مدرسة كوندوفو الشرعية ليتعلم لغته الأم التي افتقدها عرب البلقان , رغم أنها كانت رسمية قبل قرون . وانتقل بعدها ليدرس الشريعة في جامعة سراييفو حيث ازدادت لغته العربية ثراء وبعدها أكمل الماجستير في لبنان . وتعرف على عقيد في الجيش السوري من عائلته كان يداوم في مطار دمشق والتقى بعدد آخر من خلاله . وتوطدت علاقتي به أثناء عملنا المشترك بالترجمة في دار النشر نون في السوق التركي بالعاصمة المقدونية اُسْكوبْيِة قبل أن يستقر في الجنوب الألباني حيث يعمل إماماً في أحد مساجده وينشر مقالات وأشعار في صحف عديدة ويقدم برامج تلفازية دينية .
طلب مني أن أكتب إليه عن النكسة الفلسطينية وهزيمة العرب في حرب حزيران , فهو يريد سلوك نهج إعلامي يضع الحقائق أمام المواطن الأوروبي التي يقلبها الصهاينة ليُبقوا على العالم أسيراً لأكاذيبهم وخرافاتهم مثله مثل الشاعر التركي يوسف سلمان المقيم في مقدونيا . واستفسر مني عن أثر الربيع العربي على القضية الفلسطينية في ظل استعادة الشعوب العربية لحرياتها المسلوبة وتخلّصها من أنظمة ديكتاتورية حكمتها بالنار والحديد , ولمّا سألني عن مذبحة الحولة ,قمت بتعزيته باستشهاد شيخ عشيرته ( محمد علي يوسف أبوسل ) وزوجته ذبحاً وهو في سن التاسعة والسبعين كون إبنه ناشطاً سياسياً في انتفاضة الشعب المطالب بإعدام الرئيس المجرم بشار . وفي ذبحهما خير دليل على أن النظام وأركانه هم من يقترفون هكذا مجازر , إستمراراً لمجازره في لبنان بحق اللاجئين الفلسطينيين بدءاً بمجزرة تل الزعتر وليست إنتهاءاً بمذابح حركة أمل الشيعية التي نفذتها في جميع مخيمات لبنان بدعمه اللامحدود . وأعلمته أن الخبر أكيد ومن مصدر موثوق وعلى صلة بالواقع المرير كله .
محمد أبوسل البلقاني الذي يُعِدّ لإصدار كتاب جديد بعنوان ربيعٌ في زمن الخريف , جعل من قصيدته (( فليعلم الدهاقنة , أننا كلنا نحبك )) التي نشرها باللغات الألبانية والمقدونية والبوسنية ليرثي شيخ عشيرته التي يزيد تعدادها في سوريا عن عشرة آلاف نسمة دليلاً على وحشية النظام وأعوانه وأنه المتورط بمجزرة الحولة وغيرها , وأعمال الإجرام هي على الدوام من صُنعه . وتعهد بالثأر لمقتله .
ليتني أمتدّ إليك
وأصنع ,
جسوراً تقطرنا دماً ,
ولا تنزف
في مجرى ( الحولة )
وفي بلدتك ( نوى )
ففي ذبحك وزوجتك ,
كان الدليل
يا أيها الشيخ الجليل
يتبعك هؤلاء الفرسان
في سوريا وفلسطين ولبنان
وآخرون منا ,
في بلاد البلقان
عرفناه نظاماً فاجراً ,
قام فجراً يذبحك
في الحولة ونوى
فعزمنا على المضيّ ,
في هذا السبيل
يا جدّي
ما أحلى محياك
ما أجملك
ما أبهاك
وأنت تُذبح حيّاً
أنا لم أرك
لكنهم قالوا
ما أروعك
وأنت تدلّ على مرتكبي مذبحة الحولة
فليعلموا :
أننا كلنا نحبك
آه , جدي , عشقنا لأجلك ,
دربك
قد آمنّا بمحمد ,
واتبعنا هداه
نقرأ القرآن ,
ونخشع لكلام الله
وندعوا ربنا
أن ينصرنا ,
سبحانه ,
في علاه
المصدر : عباس عواد موسى
اقرأ ايضا: