النص الكامل لمقابلة العميد طارق صالح مع سبوتنيك الروسية.. وكشف فيها أسراراً وقضايا ساخنة !
أجرت وكالة "سبوتنيك" الروسية ، الإثنين 14 يونيو 2021، حواراً صحفياً مع قائد المقاومة الوطنية رئيس المكتب السياسي العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح، المتواجد حاليا بموسكو في زيارة تستغرق أياما تلبية لدعوة من الحكومة الروسية.
اخبار الساعة يعيد نشر النص الكامل للمقابلة ما يأتي:
ماذا عن طبيعة زيارتكم لموسكو، ودور روسيا بالجهود الرامية لإحلال السلام في اليمن؟
-زيارتنا كانت تلبية لدعوة من الجانب الروسي، قمنا من خلالها بالتعريف بمن هي المقاومة الوطنية والمكتب السياسي للمقاومة وما هي رؤيتنا للحل السياسي في اليمن ، وللتنسيق مع الأصدقاء الروس لما لهم من دور محوري في منطقة الشرق الأوسط من أجل الدفع بعملية السلام إلى الامام، وحث جميع الأطراف للجلوس على طاولة الحوار للوصول إلى سلام شامل وعادل داخل اليمن تشارك في صنعه كل القوى الموجود، دون استثناء أي طرف أو تغليب جهة على جهة أخرى..
هل وجدتم تفهما عند الجانب الروسي لأساس الصراع في اليمن؟
-الصراع في اليمن بدأ منذ نشأت التيار الحوثي، و الحروب الستة وصولا إلى الربيع العربي، كل هذا هو استمرار للأزمة الداخلية في اليمن أدى إلى انفجار الوضع في اليمن، واستئثار طرف وانقلابه على الشرعية هذا هو ما أدى للحرب في اليمن، اضطرت الشرعية إلى الاستعانة بالتحالف العربي، الذي دخل الحرب بناء على طلب من رئيس الجمهورية.
والجانب الروسي متفهم لوضع اليمن وعندهم خارطة لأساس الصراع ولديهم دراسات عميقة عن اليمن، ويفهمون كل الأطراف السياسية في اليمن. ورؤية روسيا أنه لن يكون هناك طرف منتصر في اليمن، ويرون أنه لا بد من الجلوس على طاولة الحوار والحل، من قبل جميع الأطراف في ظل دولة يمنية موحدة يشارك فيها الكل تحت مضلة الدستور والقانون.
كانت هناك بعض الجهات تقول إن الجانب الروسي يدعم حل الدولتين في اليمن؟ كيف لمستم منهم هذا الأمر؟
-هم يتحدثون عن نظام فيدرالي أو كونفيدرالي ولكن في ظل يمن واحد
على ماذا تعول الأطراف اليمنية بشكل عام وأنتم في المقاومة الوطنية بشكل خاص من الجانب الروسي؟
-روسيا دولة محورية وعضو دائم في مجلس الأمن ولها نفوذها سواء في اليمن او في المنطقة، ولها علاقاتها مع إيران ومع دول المنطقة، مع الإمارات مع السعودية، وأيضا لها علاقة قوية مع الأحزاب اليمنية نفسها، ولها علاقات مع شخصيات اجتماعية وسياسية في اليمن وتستطيع التأثير في هذا الملف بما يحقق الامن والاستقرار في البلاد.
تراوح جهود السلام في اليمن مكانها، كيف يمكن الدفع بتلك الجهود بعد 7 سنوات من الحرب؟
-غالبية الأطراف اليمنية نلاحظ انها رحبت بالمبادرة الدولية للسلام، وإعلان السعودية وقف إطلاق نار شامل في اليمن، ولكن هناك طرف واحد يرفض المبادرة هو الطرف الحوثي، وهنا يجب الضغط على من يرفض السلام، لجلوس كل الأطراف اليمنية على طاولة الحوار، الجميع ينتظر الموافقة الحوثية لوقف اطلاق النار بما فيهم الشرعية والانتقالي والتحالف العربي.
هل استجداء المجتمع الدولي وكل الأطراف السلام من الحوثيين دليل على أنهم أصبحوا القوة الأبرز على الأرض؟
-قوة الحوثي تكمن في اختلاف الأخرين وعدم توحدهم في مواجهة تعنت الحوثي وصلفه، لو تلاحظ أنه عندما كانت قواتنا على أبواب الحديدة كيف سعى الحوثي إلى ستوكهولم، وطالب بإيقاف الهجوم على الحديدة ووقع على جميع الشروط في السويد بما فيها أن يخرج من الحديدة ومن الموانئ وأن يفتح الكيلو 16، ويخلي المدينة من المسلحين، وحين ثبت وضعه وأوقف الحرب في الحديدة توجه إلى جبهات أخرى ، فهو ليس بهذه القوة التي يصورها الاعلام، و عندما يجد قوة حقيقية تواجهه وتردعه هنا سيخضع للسلام. وهذه القوة موجودة.
هل لديكم رؤية للسلام في اليمن، وما مستقبل القوات المشتركة بعد التسوية السياسية؟
-لدينا التجربة الليبية ، كانت أحزابا مختلفة واطرافا متحاربة وشخصيات عسكرية وقبلية تتقاتل داخل ليبيا، وتحظى هذه الأطراف بدعم خارجي ، وعندما اتفق الليبيون على السلام ذهبوا إلى صناديق الاقتراع ، مشكلتنا نحن في اليمن ان كل الأطراف السياسية مستعدة أن تذهب إلى صناديق الاقتراع إلا طرف واحد، وهو الحوثي الذي يؤمن بمبدأ وخرافة الولاية وان له حق الحكم في اليمن بعيدا عن القانون والدستور، فاذا رضخ الحوثي لمبدأ السلام وصندوق الاقتراع، واذا يدعي عبد الملك الحوثي ان لديه شعبية وأنه يدافع عن الشعب اليمني كما يزعم وأن لديه تفويض ، فليذهب إلى صناديق الاقتراع وليحصل عليه عبر الانتخابات ، و اذا انتخبه الشعب اليمني رئيسا فليحكم اليمن فليس لدينا حينها أي مانع.
ولكن أن يقول إنه مفوض وأن لديه حق إلاهي، وإن حق الولاية محصور في أسر معينة، فهذه عنصرية يرفضها الشعب اليمني، ونرفضها نحن في المقاومة، وكل أحرار اليمن يرفضون هذا الشيء. ولا بد أن تكون هناك قيادة يمنية موحدة تستطيع ان تواجه ، ويلتف حولها كافة الأحرار اليمنيين الذين يرفضون خرافة الولاية، والعودة إلى الماضي البغيض من حكم الإمامة، نحن بحاجة للحفاظ على ما انتجته ثورتي سبتمبر وأكتوبر، والحفاظ على تلك الأهداف والمبادئ، وتحتاج مننا إلى قيادة موحدة والتفاف شعبي وجماهيري وعسكري تحت قيادة تستطيع ان تجابه هذا الفكر الحوثي الإمامي الرجعي.
بدون قيادة قادرة على مواجهة الحوثي موجودة على أراضي البلاد، وتستطيع أن تضم كل مكونات الوطن اليمني الواحد من مختلف الأحزاب والتكوينات وتكون مضلة للجميع، سنظل على ما نحن عليه، ولكن إن وجدت هذه القيادة فستستطيع أن تواجه الحوثي وتهزمه وتستعيد الدولة وصنعاء وكافة المدن اليمنية.
نحن متمسكون بالقانون والدستور والشرعية، ولكن على الجميع أن يفهم أن الشرعية ليست شرعية أشخاص، وإنما شرعية مؤسسات، والمؤسسات هذه يجب أن تحتوي كل أبناء اليمن، نريد قيادة تأخذ الجميع تحت جناحها وتقاتل الحوثي، ومن حق اليمنيين أن يختاروا القيادة التي تمثلهم سواء في ظل الحرب أو في السلم، وعليها أن تكون متقدمة الصفوف.
ما هي رؤيتكم لشكل الدولة في المستقبل؟
-لا نستطيع الحديث عن شكل الدولة وهي غير موجودة بالأساس، عندما نستعيد صنعاء وتكون هناك حكومة أو مجلس رئاسة ويدخل الناس في حوار، حينها الشعب هو من يقرر إذا ما كان يريد دولة اتحادية أو وحدة اندماجية أو أقاليم ، ما يقوله الشعب نحن معه.
الرئيس صالح كان يؤمن بالوحدة وهي أبرز منجزاته، فكيف تشرحون لنا علاقتكم مع الانتقالي الذي يدعو للانفصال؟
-الأمور طيبة، نحن مع الانتقالي في خط واحد وهو قتال الحوثي، وقد جلسنا مع الأخ رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي، وتحدثنا أن هدفنا هو صنعاء وما بعد صنعاء، وحينها الشعب هو من يقرر، يريد وحدة اندماجية ، اوكونفدرالية او من اقليمين أو غيره، هذا قرار بيد الشعب وليس بيدي ولا بيد أحد، اما نحن في المقاومة الوطنية فنحن مع الوحدة.
أثار تشكيل قوات المقاومة الوطنية ذراعاً سياسية لها ردود أفعال على حد سواء لدى القوى المحسوبة على الشرعية والمؤتمر الشعبي العام في صنعاء، كيف تقرأون ذلك؟
-نحن لم ننشأ بديلا لأحد ولسنا ضد أي أحد، ورؤيتنا واضحة، وهي استعادة الدولة واستعادة صنعاء مع شركائنا في العمل السياسي والعمل العسكري من مختلف القوى السياسية، من يريد أن يكون شريكا في استعادة الدولة أو يقبل أن نكون نحن شركاء له نحن مستعدين، ونحتكم للدستور والقانون و ما غير ذلك يبقى تفاصيل سنتفق عليها.
هل أطلقتم رصاصة الرحمة على حزب المؤتمر الذي يعاني أصلا من خلال تشكيلكم للمكتب السياسي؟
-لا بالعكس، حزب المؤتمر حصل على نافذة أخرى كي يتحرك من خلالها، والمؤتمر هو بيتنا الكبير. المقاومة الوطنية صارت قوة عسكرية واجتماعية موجودة على الأرض، ومن حقها أن يكون لها تمثيل سياسي وأن تكون طرفا في أي حل وأن يكون لها تمثيل حقيقي في أي مفاوضات لرسم مستقبل البلاد واخلال السلام.
المؤتمر محاصر بالكثير من الظروف التي نأمل ويأمل كل اليمنيين أن يتجاوزها. المؤتمر في الداخل هم محتجزون في بيوتهم ، وهم كلهم يخضعون للإقامة الجبرية ، والحراسة الحوثية في كل بوابات القيادات المؤتمرية. المؤتمر حزب كبير وعريق ولكنه مقيد، واذا سمحت الظروف اعتقد ان المؤتمر سيعود أقوى من السابق.
هل ناقشتم مع الجانب الروسي مسألة رفع العقوبات عن أحمد علي عبد الله صالح؟
-ناقشنا هذا الموضوع باستفاضة وهم على قناعة بانها ليست مبررة سواء في السابق، أو عدم وجود مبرر لبقائها في الوقت الحالي، ووعدونا أنهم سينظرون بجديه إلى هذا الامر.
الحزب الديمقراطي رفع العقوبات عن الحوثيين خلال أيام، فلماذا لا يرفعها عن أحمد علي؟
-الأمريكيون عندما ينوون يعملون، ولا وجود لمبرر لبقاء العقوبات على أحمد علي.
لماذا إذا لا يرفعونها؟
-هذا السؤال عليك توجيهه لهم
كيف علاقتكم بوزارة الدفاع في الحكومة المعترف بها دولياً، هل وجدتم ترحيبا بطلبكم مشاركة المقاومة الوطنية والقوات المشتركة بالساحل الغربي في معركة مأرب؟
-القيادة في وزارة الدفاع أصدقائي سواء الفريق المقدشي (وزير الدفاع) الذي كنت انا وهو زملاء في كلية الحرب، أو رئيس الأركان الفريق صغير عزيز، ونتواصل بشكل مستمر، ولكن نحن محور بعيد وهم في اتجاه مأرب، ويوجد تنسيق وتبادل بالمعلومات، وكما تعلم أن من يقود العمليات هم التحالف، حتى وزارة الدفاع اليمنية تقاد من التحالف العربي، وكل تعليماتها وغرف عملياتها وسيطرتها تأتي عبر التحالف العربي، ونحن نشأنا كقوة ضمن القوات اليمنية المتحالف مع هذا التحالف العربي، كقوة يمنية محلية تقاتل على الأرض.
وأي شيء يقاتل الحوثي هو مصدر قوة ،سواء كنا نحن أو العمالقة أو المجلس الانتقالي أو غيره. وقلنا عندما اطلقنا المكتب السياسي، باننا لسنا بعيدين عن الشرعية ولسنا ضدها ونحن نريد ان نكون جزء فاعل في الشرعية، وهذه مبادرتنا ولا زالت إلى اليوم والكرة في ملعبهم. ومن أجل تجاوز معضلة عدم وجود الثقة بين مختلف الأطراف يجب العمل سويا في الميدان.
وماذا عن بقية الجبهات غير تلك المشمولة في اتفاق ستوكهولم؟
-هذه الجبهات تحتاج تنسيقا مع الشرعية ومع التحالف، ونحن لا نريد أن ندخل في خلافات مع أي قوى غير الحوثيين، نحن هدفنا هو تحرير العاصمة صنعاء وقتال الحوثيين ولم نأت لتحرير المحرر، أو الدخول في صراع مع أي أحد ممن يقاتل في إطار الشرعية او في إطار التحالف.
هل لكم تواجد في جزيرة "ميون" الاستراتيجية الواقعة على مدخل مضيق باب المندب، ماذا عن القاعدة العسكرية قيد الإنشاء فيها هل هي تابعة للقوات المشتركة؟
-لدينا قوات تتبع هيئة خفر السواحل اليمنية بقيادة الأخ القملي متواجدة في جزيرة ميون، وأيضا هناك قوة صغيرة من قوات التحالف العربي متواجدة في الجزيرة ممثلة بالقوات السعودية، وتم بناء المدرج لتقديم الاسناد اللوجستي المستقبلي للقوات المشتركة في الساحل الغربي، أو لأي أطراف أخرى، اما الجزيرة فهي جزيرة يمنية وباقية في اليمن ولن تذهب شرقا ولا غربا، والموضوع برمته حول الجزيرة هو بروباغندا إعلامية لا تخدم القضية اليمنية ولا مواجهة الحوثيين ولن تخدم أحد.
حدثنا عن آخر لحظات انتفاضة ديسمبر وماذا عن حقيقة إصابتكم خلال انتفاضة 2 ديسمبر؟
-التحرك كان حينها في أكثر من مكان وكنا ملاحقين على مدار الساعة، ولم أتعرض لأي إصابة، وعلي عبد الله صالح قتل اثناء ما كان يقاتل في صنعاء دفاعا عن مبادئه وبلده، عن اليمن وعن مبادئ ثورتي أكتوبر وسبتمبر.
هل تعرضتم حينها لخيانات؟
-لا نستطيع القول إننا تعرضنا لخيانات، ولكن الحوثي كان مرتبا لهذا اليوم، وكان معد العدة ومجهز لهذا اليوم من قبل فترة ، وانت تعلم ان الرئيس صالح سلم الدولة للرئيس هادي بقواتها المسلحة وحرسها الجمهوري ومؤسساتها المدنية والأمنية والمالية وغيرها، فكان الناس يعتقدون أنه يوجد لدينا حرس جمهوري، كان يوجد لدينا تعاطف وقاعدة جماهيرية كبيرة ولكنها غير منظمة ، هذه القاعدة الجماهيرية غير المنظمة واجهت مجموعات مسلحة تمتلك سلاح دولة بكل ما تعنيه الكلمة، في عدد من الاحياء وعدد من المحافظات، وكان الحوثي معد لهذا اليوم، وكان الحوثي يمتلك تكنلوجيا من داعميه الإيرانيين استطاع ان يشوش على قناة اليمن اليوم وعلى اتصالاتنا.
يقال إنكم لا تعترفون بشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي؟
-لم ننكر يوما شرعية الرئيس هادي حتى يطالبنا البعض بالاعتراف بها، وأنا من الناس الذين انتخبوا الرئيس هادي، ونحن نتمنى أن يكون هناك إصلاح للشرعية ، كل شيء يحتاج إلى إصلاح، والبيت إذا لم يرمم يتهالك ويسقط. نحتاج للإصلاح في الشرعية ، والشرعية هي شرعية مؤسسات. اين دور مجلس النواب، اين دور الحكومة، أين دور هيئة الرئاسة مما يجري في اليمن، انظر على سبيل المثال الولايات المتحدة بعثت مبعوث خاص إلى اليمن لحل الأزمة ونحن لا يوجد لدينا سفير في أمريكا.
إلى أين وصلتم في مفاوضات إطلاق أسراكم لدى جماعة الحوثي؟
-المقاومة الوطنية تقدمت إلى الصليب الأحمر الدولي بمبادرة تضمنت تسليم كل مالديها من أسرى الى الصليب دون شروط باستثناء شرط واحد هو "الكل مقابل المقابل". وقد تفاعلت كل الأطراف الوسيطة مع هذه المبادرة باستثناء الحوثي الذي يصر على اخضاع هذا الملف الإنساني للاعتبارات السياسية. ولذلك يستمرون في انتهاك كل القوانين المتعارف عليها في التعامل مع الاسرى لدرجة انهم يمنعونهم من إحراء أي اتصال بأهاليهم لمدد تتجاوز العام والعامين وأكثر.
أجرى الحوار جميل ألماس