أنيميا يمنية
د. محمد حسين النظاري
أنيميا يمنية
من المفترض أن اللجنة الأولمبية اليمنية أوفدت لاعبينا للمشاركة وليس للعلاج، ومرد افتراضنا أن ذلك ما يجب أن يكون عليه الحال، ولكني فوجئت بتصريحات عجيبة للعداءة اليمنية فاطمة سليمان دحمان التي شاركت في مسابقة 100م، والتي أكدت من خلالها لمراسل وكالة الأنباء الألمانية –ونشره موقع كوره-أنها شعرت بالقهر والحسرة وهي تغادر منافسات 100متر، حيث أن زمنها –حسب قولها للوكالة الألمانية-قريب من أن يمكنها من التأهل، مع أنها احتلت المركز الثامن الأخير في مجموعتها والمركز 31 من بين 32 متسابقة.
قد تكون فاطمة تكلمت بعفوية خاصة عندما أكدت أنها قبل مشاركتها عانت من المرض وبصورة خاصة من الأنيميا - فقر الدم – ومرد حسرتها أن اللجنة الأولمبية لم تقدم لها الدعم المادي أو المعنوي الكافي قبل مشاركتها في الدورة الأولمبية الحالية.
هل يعقل إرسال لاعبة يفترض أنها ستشارك في أولمبياد لندن، وهي مصابة بفقر الدم، كنت أظن فقط أن لاعبينا مصابون بفقر الدعم، أما أن يصل الحال الى المشاركة بمن يعانون من أمراض يمكن معالجتها لو فرّغت اللجنة نفسها لتهيئة اللاعبين والاهتمام بهم ولو على الأقل في الجانب الصحي.
كان ذلك في الشق الصحي، أما الجانب الفني والبدني فقد تحدثت عداءتنا بأن الفارق بين زمنها الذي سجلته وتلك التي تأهلت صاحباتها ضئيل ويمكن –على حد قولها- تعويضه بمزيد من التدريبات والدعم في المستقبل، ولو تمعنا في ما بين سطور كلماتها لأدركنا أنها تقول بعدم جاهزيتها البدنية نظراً لنقص جرعاتها التدريبية.
إذاً الأخت فاطمة ذهبت الى لندن وهي تتمتع بنقص مزدوج –الدم والإعداد- مما يجعل ذهابها لا فائدة منه من الأساس إلا إذا كانت اللجنة اليمنية تعاقدت مع اللجنة الأولمبية الدولية لاستقبال عداءتنا من المطار الى مركز صحي لتسترد عافيتها، وبعد أن تتمكن من ذلك تأخذها - اللجنة الأولمبية الدولية – لمركز تدريب مكثف، وحينها تكون أولمبياد لندن قد انتهت ويمكنها المحاولة في الأولمبياد القادمة بعد أربع سنوات.
سواءً استمرت الاخت فاطمة على كلامها مع الوكالة الألمانية أو سحبته تحت أي مبرر –تهديد أو ترغيب- يبقى ما قالته غصة في حلوقنا جميعاً ونحن نتحدث به، فمن غير المنطقي أن يكون هذا حال نخبة اليمن –الأربعة – المشاركين في الأولمبياد، وإذا سلمنا –بحسب تصريحها- أن هذا هو حالهم فماذا تفعل اللجنة؟ وما هو دورها؟.
ألم تشكل اللجنة -لجنة- لاقتناء أفخم الملابس للوفد المشارك -طبعاً- من أجل حفظ ماء وجوهنا امام كاميرات العالم، ولكي نبدو في شياكة الفرنسيين ووسامة الإيطاليين، أما أن يكون –لاعبونا- في صحة الصينيين، و-وفدنا- في دقة اليابانيين، فهذا ما لم يؤخذ بالحسبان، فأين هو اتحاد رياضة المرأة والذي ترأسه -المشاركة في العرض ونائبة رئيس اللجنة الأولمبية والمديرة التنفيذية لصندوق النشئ- أين هو من تجهيز فتاة من لاعباته وأين هي الرعاية الصحية الذي يجب أن تحظى به الفتاة اليمنية من اتحادها إذا لم تهتم بها اللجنة الأولمبية؟.
لا نقول هذا الكلام من أجل تحميل المسؤولية لفلان أو زعطان، ولكن لكي نوصل إلى نتيجة منطقية مفادها عدم اشتراك أعضاء في اللجنة الأولمبية اليمنية من رؤساء أو أعضاء الاتحادات الرياضية.. لأنه وبكل بساطة من سيحاسب من؟ فإذا كان الأعضاء هم رؤساء الاتحادات فكيف سيقيّمون أخطائهم؟ وكيف بعد التقييم –إن حدث- سيحاسبون أنفسهم وزيتهم في دقيقهم؟؟.. خواتم مباركة وتقبل الله من الجميع.