اخبار الساعة

المشاركون في المنتدى الليبرالي يؤكدون: الارتهان السياسي الذي تعيشه المنظمات اليمنية حرفها عن مسارها وحولها الى ديكورات هشة لا وجود لها على ارض الواقع

اخبار الساعة - خاص: بتاريخ: 01-10-2012 | 12 سنوات مضت القراءات : (3273) قراءة

انتقد المشاركون في الندوة التي اقامها المنتدى الليبرالي مساء يوم امس الاثنين – الواقع الراهن الذي تعيشه منظمات المجتمع المدني في بلادنا المتسم بالارتهان لأحزاب وجهات وشخصيات محلية وخارجية – عملت بدورها على حرف هذه المنظمات عن مسارها الصحيح وحولتها الى مسميات وديكورات هشة وركيكة لا وجود ولا تأثير لها على ارض الواقع.

واكد المشاركون في الندوة المعنونة بـ (دور منظمات المجتمع المدني في العملية السياسية .. والانتقال للدولة المدنية) أن الدور الملقى على عاتق منظمات المجتمع المدني تجاه المتغيرات والتحولات التي تشهدها بلادنا لا يزال مفقود حتى الان – مبينين أن هناك حالة انفصام واضحة بين هذه المنظمات والمجتمع المحلي .. وان العلاقة التي تربط بينهما مفقودة.

واعتبر المشاركون في الندوة التي أقيمت في مقر الحزب الليبرالي اليمني بصنعاء: تزايد اعداد منظمات المجتمع المدني والتي يتجاوز عددها حسب احصائيات رسمية الـ(7000) منظمة – ظاهرة غير صحية كون أغلبها عبارة عن دكاكين حسب وصفهم انشئت لغرض(الفيد) والاسترزاق وتحقيق مكاسب ومصالح سياسية وربحية رخيصة, مؤكدين أن هذه المنظمات تتهافت على الكسب السريع دون ان تنتج شيء للمجتمع, موضحين أن المساعدات والمنح المالية التي تتلقاها هذه المنظمات لا تستغل بالشكل المطلوب وانما تنفق على مشاريع مكررة وسطحية وغير هادفة الكثير منها ينفذ استجابة لرغبات خارجية لا علاقة لها بالمصلحة الوطنية.

مؤكدين ان الاحزاب السياسية والقبيلة والشخصيات الاجتماعية هي المسيطرة على منظمات المجتمع المدني وهي التي افرغتها من محتواها, وان هذه المنظمات لا تمثل سوى امتداد لتلك المكونات نفسها ولم تحصل على استقلاليتها الكاملة بعد .. مطالبين اليمنين جميعا بالعمل سويا لما من شأنة خلق مجتمع مدني نقي مستقل لا يرتبط بسلطة ولا بحزب ولا بقبيلة ولا بشخص يعمل لمصلحة الامة.

وشدد المشاركون في الندوة على ضرورة الفصل بين العمل السياسي وعمل المجتمع المدني, وبما يضمن عزل هذه المنظمات عن حالة الارتهان السياسي التي تشهدها .. مطالبين تلك الاحزاب السياسية والمكونات المجتمعية عامة برفع يدها عن المنظمات والعمل معها على اعادة صياغة العلاقة التي تربط بين الجانبين وبما يضمن اقامة شراكة متكافئة وحقيقية وفعالة بينهما.

وقالوا: المجتمع المدني بحاجة الى اعادة هيكلة وغربلة وفرز, معتبرين أن هناك فرصة ذهبية امام هذه المنظمات في الوقت الحالي لتنتقل من حالة الارتهان السياسي والبيروقراطية المسيطرة عليها الى العمل المدني الحر والمستقل والفاعل مطالبين القائمين على تلك المنظمات بتحمل مسئولياتهم الوطنية والمهنية والاخلاقية, ويتركوا المصالح السياسية والشخصية جانبا, ويعملوا سويا في سبيل اعادة الاعتبار لمنظماتهم وللمجتمع والناس الذين تعمل لصالحهم والذين اتخذوا منهم وسيلة لتحقيق مكاسب واغراض شخصية, مبينين أنه بات ضروريا الان أن ترتبط منظمات المجتمع المدني بالناس وتتلمس حاجاتهم ومشاكلهم وقضاياهم ومعاناتهم وتعمل على ايجاد الحلول المناسبة والناجعة لها – مضيفين: لابد ان تمثل هذه المنظمات الناس وان تشارك بشكل فاعل في صياغة مستقبلهم بطريقة علمية ومنهجية صحيحة .

وقال المشاركون في الندوة: ان من اهم الادوار التي يجب ان تقوم بها منظمات المجتمع المدني في الوقت الحالي هو الدور التثقيفي للمجتمع المحلي – مشيرين الى انه لا يمكن أن نؤسس لدولة مدنية مالم نخلق نوع من الوعي والثقافة في اوساط المجتمع المحلي خصوصا الارياف التي تمثل ما نسبته (70%) من المجتمع, مبينين انه صار من الصعب على اي مجتمع في الوقت الحالي ان يتعاطى ويتعايش مع تطورات ومتغيرات العصر مالم يكن ذو طابع مدني.

وطالبوا بضرورة تعديل كافة القوانين والتشريعات الخاصة بمنظمات المجتمع المدني والمتعلقة بحياة الناس – بما يمكن هذه المنظمات من العمل بشكل اكثر انفتاحاً – مؤكدين أن التشريعات الحالية توجد بها الكثير من الاختلالات وجوانب القصور – واضافوا: لا بد من تغيير الدستور وان تشارك منظمات المجتمع المدني في صياغته بحيث يتضمن نصوص واضحة تحدد دورها ومهامها وواجباتها وبما يلبي تطلعات وحاجات المجتمع والناس.

واوصى المشاركون في الندوة بضرورة ايجاد تحالف مدني شامل يظم كل منظمات المجتمع المدني ويعمل على ضبطها وتنظيمها ثم يعبر عنها ويجعل منها قوة ضغط فاعلة, ويعمل على تعزيز الشراكة المجتمعية مع كافة المكونات السياسية والمجتمعية, كما يعمل ايضا في اتجاه تعزيز ثقافة التعاون والمبادة والبناء داخل المجتمع .

واستعرض المشاركون في الندوة التي شارك فيها كلا من : (الدكتور حافظ فاضل رئيس التحالف المدني الحر - والمحامي فؤاد الشرعبي من وزارة الشئون القانوينة - والدكتور عباس الرونه - والمحامي محمد الشاوش - الاستاذ احمد يحيى الابارة عضو المجلس المحلي بمحافظة ريمة - والاعلامي احمد الرمعي) كمتحدثين رئيسيين الاهمية الكبيرة التي تحتلها المنظمات المجتمعية في حياة الناس وذلك في مختلف بلدان العالم والدور الكبير والهام الذي تقوم به في سبيل خدمة تلك المجتمعات مبينين الهوه الكبيرة بين واقع حال المنظمات في تلك البلدان وواقعها في بلادنا.

عقب ذلك فتح باب النقاش حيث طرحت في الندوة، العديد من المداخلات والرؤى والأفكار ذات الصلة بالموضوع وذلك من قبل عدد من الحاضرين ومنهم (الدكتور محمد عوض منصر - و العقيد عبدالعظيم شرف من القوات الجوية - الزميل الصحفي عبدالرحمن الشيباني - الباحث الاجتماعي عبدالملك صلاح).

حضر الندوة عدد من الناشطين السياسيين والمثقفين والاعلاميين وشباب الثورة ومنهم(الزميل الصحفي محمود الهجري - محمد ناجي – غالب محمد – مانع الصمدي – مفضل علي غالب)ومن جانب الحزب الليبرالي اليمني كلا من "منصور الصمدي رئيس اللجنة التحضيرية – رياض السامعي نائب رئيس اللجنة التحضيرية – وليد محمد العديني مقرر اللجنة التحضيرية – ناصر الضبيبي عضو اللجنة التحضيرية".

ويأتي "المنتدى الليبرالي الأسبوعي" ضمن الفعاليات والأنشطة السياسية التي تعكف اللجنة التحضيرية للحزب الليبرالي اليمني على الإعداد والترتيب لإقامتها خلال المرحلة المقبلة.

اقرأ ايضا: