اخبار الساعة

أليونانيون يطردون ميركل , ماذا بعد ؟

اخبار الساعة - عباس عواد موسى بتاريخ: 16-10-2012 | 12 سنوات مضت القراءات : (2851) قراءة

 

أليونانيون يطردون ميركل , ماذا بعد ؟

عباس عواد موسى

 

ليس مُستبعداً أن يعلن الإتحاد الأوروبي انهياره مُبكراً بعد إفلاس العديد من بلدانه , كما أنه ليس من المستبعد كذلك وقوع حرب عسكرية بين أعضائه الآخذين في التشرذم , فالإتحاد الزائف والمُصطنع لا يزال يحتاج لحلّ نزاعات حدودية وأقاليم إنفصالية قد تعصف به . فالتململ المتزايد في صفوفه آخذ في الإتساع وبتسارع .

لقد سكب اليونانيون الذين تدفق عشرات الآلاف منهم جُلّ غضبهم على المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل وصاحوا في وجهها  } ) ميركل , إنصرفي , أليونان ليست موضع انتدابك { (  وعلت هتافاتهم ( ميركل إبنة هتلر ) و ( هذا ليس إتحاد , إنه الرق ) . وأما الشرطة اليونانية فقد واجهتهم بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع وقنابل الصدمة ومسحوق الفلفل الحار .

المستشارة فقط حصلت على سجادة حمراء وترحيبا حاراً من قبل القادة السياسيين اليونانيين.

منذ زيارتها الأولى التي تمت في تموز عام 2007 , جاءت زيارتها هذه قبل عام من موعد الإنتخابات الألمانية لتلتقي بالسيد أنطونيوس ساماراس رئيس الوزراء اليوناني في مقر إقامته ومع الرئيس كارلوس بابولياس في قصره .

 ميركل لم تلتق بالشريكين في الإئتلاف الحكومي إيفنجيلوس فينيزيلوس ( باسوك ) وفوتيس كوفيليس ( أليسار الديموقراطي ) ولا حتى بزعيم المعارضة أليكسيس تسيبراس ( سيريزا ) الذي قرر الإنضمام للمتظاهرين .

ميركل , هدفت من زيارتها التي تمت قبل أسبوع , كما قالت , إعلان التأييد لسياسة ساماراس التقشفية لأنها تريد حسب قولها الحفاظ على اليونان ضمن منطقة اليورو عكس حلفائها الآخرين في الإتحاد الذين يطالبون بفصل اليونان من عضويته , لأن اليونان دخلت المنطقة بعد أن ضلّلت شركائها بتقارير وأرقام مزورة .

ألزيارة , والحالة الأمنية التي عمّت العاصمة أثينا شبيهة بزيارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون لليونان عام 1999 بعد قصف الناتو للحليفة الأرثوذكسية صربيا عندما صاح اليونانيون في وجهه ( إنصرف أيها القاتل الفاشي ) , وقد سبقت زيارته هجمات عديدة على أهداف أمريكية في عموم اليونان .

ألزيارتان , زيارة كلينتون وزيارة ميركل , جعلت اليونان تستقدم سبعة آلاف من الضباط والشرطة والقناصة والقوات الخاصة متخذة إجراءات أمنية مشددة .

ألمواقع الإليكترونية الحكومية اختُرٍقت من قبل مجهولين قبيل الزيارة وكذلك موقع الشرطة ومكتب الرئيس . ونشر القراصنة عليها عبارة  }   ألتضامن مع اليونان  { يستوجبنا منع إعادة الحكم العسكري الذي حكم اليونان في الفترة بين ( 1967 ولغاية 1974 ) .

إحتج عشرات الآلاف في عاصمتهم أثينا ضد إجراءات التقشف وطالبوا باعتقال ميركل المسؤولة عن قتل ( 3500 ) من الإغريق في إشارة إلى الصراع التاريخي مع الألمان الكاثوليك , وفيما رفعوا يافطات كتبوا عليها ( لا تبكي يا أنجيلا , فلم يتبقّ طعام تتناولينه من مخازننا ) وكثير منهم أحرق أعلام الإتحاد الأوروبي .

 

آنجيلا ميركل : جئت لرؤية الأوضاع على الأرض , فالإحتكاك المباشر يقود لفهم أفضل . لا أعرف ما الذي تعنيه زيارتي لليونان , فأنا لم آتِ هنا كأستاذة تمنح علامات . لقد اجتازت اليونان فترة صعبة  للغاية . وقطعت شوطاً كبيراً في طريق الإصلاح وعليها أن تكمل المشوار , وإلا فستكون على أبواب مرحلة أشدّ وأكثر صعوبة . إن هذا الذي نفعله إنما هو من أجل أولادنا وأحفادنا لينعموا بعالم أفضل .لدينا عملة موحدة فإن أصاب أحدنا سوء فقد أصابنا جميعاً . صحيح , أن خطوات هامة قد تم اتخاذها , ولكن الأمور لم تنته , بيد أن الضوء في نهاية النفق .

 

أنطونيوس ساماراس : إن زيارة ميركل , تعني وضع حد للعزلة التي تعيشها اليونان لغاية اللحظة . فأوروبا بيت مشترك للجميع . سنتخذ التدابير التي كان علينا اتخاذها منذ زمن . قلت لميركل إن الشعب اليوناني يدمي , لكننا سنمضي للنهاية . لا نطلب خدمات . ميركل  أبدت احترامها لما قدمناه وطالبتنا بالصبر . لقد طوت اليونان صفحتها الماضية وأصبحت صورتها ناصعة وتحسنت في وسائل الإعلام العالمية . لقد عززنا كرامتنا وزيارة ميركل برهنت على ذلك . سنخرج من الأزمة أكثر منعة .

 

أليكسيس تسيبراس : جاءت ميركل لدعم الميركليين في اليونان , ساماراس وكوفيليس وفينيزيلوس . كان على أوروبا الديموقراطية أن لا تسمح بأن يكون الشعب اليوناني حقل تجارب كخنازير غينيا وأن تتحول بلاده لمقبرة .

المصدر : عباس عواد موسى
اقرأ ايضا: