احمد علي غير صالح للرئاسة وهذه هى الاسباب
في مختلف دول العالم غالبا ما يلعب ابناء الرؤساء السابقين دورا رئيسيا في المشهد السياسي ،وقد نجح العديد منهم في الوصول الى كرسي الحكم بعد سنوات من ترك ابائهم له،ففي اهم الديمقراطيات الحديثة نجح جورج بوش الابن في الفوز برئاسة الولايات المتحدة بعد ثمان سنوات من ترك والده للحكم ، وهاهى ابنة الرئيس الكوري الجنوبي تفوز قبل ايام بتزكية اكبر احزاب كوريا للترشح للانتخابات الرئاسية القادمة ،وفي الديمقراطيات الناشئة كإندونيسيا اعتلت ابنة سوكارنو كرسي الرئاسة بعد ثلاثين سنة من ترك والدها للحكم ، ولايختلف الحال في الدول ذات الديمقراطيات الشكلية كأذربيجان والكونغو الديمقراطية فقد خلف الابناء اباءهم في حكم البلاد ،والامر كذلك في الجمهوريات الديكتاتورية ذات الحزب الواحد ككوريا الشمالية وغير ذلك .
- بلادنا ليست استثناءً عن مثل هذا العرف السياسي ،واذا ما تمعنا النظر في الوضع الحالي لنجل الرئيس السابق لوجدنا انه ليس هناك مايمنعه من خوض الانتخابات الرئاسية القادمة ،صحيح ان ثورة 11فبراير قد اطاحت بمشروع التوريث نظريا ،اضافة الى ان روح المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية (وليس نصهما )تمنع الرئيس السابق من ممارسة العمل السياسي ،وتذهب نحو اقصاء اقاربه من مناصبهم العسكرية ،لكنها في الوقت ذاته لا تمنع نجل الرئيس السابق من مزاولة العمل السياسي والترشح مستقبلا لرئاسة البلاد.
-كما ان الشباب وبالذات المنضوين تحت مظلة تنظيمية الثورة تتركز مطالبهم على اقالة اقارب الرئيس السابق من مناصبهم ،ولا تطالب بمنعهم من العمل السياسي ،وبالنسبة للمطالبة بمحاكمتهم فأنها في الواقع نوع من انواع الضغط السياسي والمزايدة من قبل حزب الاصلاح اكثر من كونها مطالب حقيقية ،فإقرار نواب المشترك والمؤتمر لقانون الحصانة قد حسم هذا الامر ،في حين مايزال الخلاف هو السائد بشان قانون العدالة الانتقالية ،كما يستبعد توصل شريكي السلطة لاتفاق على صيغة قانونية محددة يتم بموجبها محاسبة جميع المسئولين عن احداث العنف والقتل خلال الفترة الماضية لان ذلك قد يشمل ابرز القيادات السياسية والعسكرية من الطرفين لان الضحايا ليسوا متظاهرين فقط ،فهناك الى جانبهم مدنيين ابرياء وجنود سقطوا اثناء اداء واجبهم . -اضافة الى ذلك تؤكد السياسة التي تتنتهجها قيادة الاصلاح قبول الحزب التعايش مع احمد علي باعتباره احد اللاعبين على الساحة السياسية ،ولعل اخر الامثلة على ذلك اللقاء العابر الذي جمع امين عام الاصلاح بالعميد احمد على هامش حضورهما مأدبة الافطار التي اقامها الرئيس هادي ،ورغم تأكيد اعلام الاصلاح حدوث اللقاء ونفيه خبر اندفاع الانسي لإلقاء التحية على احمد علي ،الا ان اللافت تجاهل تنظيمية الثورة لهذا الحدث فلم تندد او تخرج مسيرة تعبر فيها عن استياءها ورفضها للقاء .
-حسب المبادرة واليتها يفترض اجراء الانتخابات الرئاسية في فبراير 2014الا ان الايام الماضية بدأ الجدل بشأنها جراء المعلومات المسربة عن توجه الدول الراعية للاتفاق السياسي للتمديد للرئيس هادي لعامين اخرين ،الامر الذي دفع رئيس المشترك سلطان العتواني لتأكيد رفض المشترك لمثل هذا التوجه ،وهو ماكان سبقه اليه بأيام النائب الاصلاحي منصور الزنداني ،الذي اكد عدم احقية اي طرف التمديد للرئيس هادي ،وبدأت مواقع اصلاحية تتهم الرئيس هادي بتعمد ابطاء وتجزئة الحلول والمعالجات وعدم البدء بعملية تصحيح السجل الانتخابي لإيجاد مبرر للتمديد له .
-وفي الجهة الاخرى يبدو ان اصرار الرئيس السابق على مزاولة العمل السياسي والظهور الاعلامي المستمر مع ابراز حجم وتفاعل انصاره معه في الوقت الراهن لايخرج عن كونه استئنافا للجهود التي يبذلها لإيصال نجله احمد الى سدة الحكم ولكن مع مراعاة اعادة ترتيب الاوراق بما يناسب قواعد اللعب الجديدة التي فرضتها الثورة الشعبية .
-يدرك خصوم صالح ذلك وفسر السياسيون البرقية التي بعث بها صالح لنجله قبل اسابيع لتهنئته ببلوغه عامه الاربعين على انه اراد منها اخطارهم ان نجله استوفى الشروط القانونية للترشح لمنصب رئيس الجمهورية . - يتضح مماسبق عدم وجود موانع دستورية او قانونية او سياسية تحول دون ترشح احمد علي للانتخابات الرئاسية في فبراير2014،الامر الذي يثير التساؤل حول مدى تأثير الثورة على فرص فوزه في الانتخابات في حال قرر خوضها؟ * وضع احمد علي بعد اندلاع الثورة:
-على عكس الاعتقاد السائد بان ثورة 11فبراير ومارافقها من احداث كانت سلبية في مجملها على احمد علي وحظوظه في الوصول الى كرسي الرئاسة،فهناك بعض الايجابيات التي تصب لصالحه وكمايلي :
-بالنسبة للانعكاسات السلبية للثورة على العميد احمد فكان ابرزها حرمانه من اهم العوامل التي كان يعول عليها لخلافة والده (رئاسة والده للبلاد ولأكبر الاحزاب على الساحة ،اضافة الى كونه قائدا للحرس الجمهوري ) بل وتحولها الى نقاط ضعف في موقفه في الوقت الراهن بمعنى :
1-قبل الثورة كانت فرص احمد علي باعتباره ابن الرئيس كبيرة في الفوز على منافسيه في أي انتخابات كان سيخوضها لانه سيتم تسخير مؤسسات الدولة ومواردها لصالحه ،اما الان فكونه ابن الرئيس السابق فالمرجح ان يكون ذلك ابرز العوائق التي قد تحول دون ترشحه في الانتخابات القادمة ،لان احزاب المشترك والطامحين للرئاسة داخل المؤتمر الشعبي سيشنون حملة معارضة لفكرة ترشح العميد احمد للانتخابات تحت يافطة رفض احياء مشروع التوريث رغم عدم منطقية ذلك في الواقع .
2-اما رئاسة والده للمؤتمر الشعبي ،فكان سيتم تسخير امكانيات وموارد وكوادر الحزب لإنجاح احمد علي في الانتخابات في حال جرت قبل الثورة ،اما الان فان رئاسة والده للحزب تسببت خلال الاشهر الاولى من عمر الثورة في انشقاق عدد من القيادات البارزة في المؤتمر ،وتشكيلها كيانات جديدة ،كماتسبب رفض والده التخلي عن رئاسة المؤتمر الى تفاقم الخلافات داخل الحزب ،وبات يتم الحديث عن انقسام الحزب الى تيارين رئيسيين (الصقور والاعتدال) واذا ما استمر مثل هذا الوضع فالمرجح عدم حصول العميد احمد الا على دعم جزء من المؤتمر ،او في احسن الاحوال ستضعف قدرة المؤتمر على الحشد الانتخابي لمرشحه كثيرا مقارنة بما كانت عليه في السابق جراء التأثير السلبي للخلافات الداخلية على نشاط الحزب الميداني .
3-اماقيادته للحرس الجمهوري والقوات الخاصة فقد اظهره قبل الثورة كأحد ابرز القادة العسكريين في البلاد ،وعزز من مكانته وشعبيته بين انصاره وجزء من الشارع اليمني سيما مع التطور الذي طرأ على الحرس الجمهوري منذ تسلمه قيادته (وان كان لأهداف خاصة بمشروع التوريث كما يراه البعض)مقارنة بما كان عليه وضع الحرس في السابق وبوضع قوات اخرى كالفرقة الاولى، اما بعد الثورة فكانت رئاسته لهذه القوات الباب الرئيسي الذي مكن خصومه من استهدافه عبر تحميليه مسئولية مقتل جزء من الشهداء الذين سقطوا خلال الثورة ،ومسئولية قصف تعز وقرى ارحب ونهم وبني جرموز. -اما بالنسبة للتداعيات الايجابية المحتملة للأحداث التي رافقت الثورة على صورة احمد علي وتعزيز فرصه للوصول الى سدة الحكم فيمكن ايجازها في التالي : 1-رغم تركيز اعلام المشترك طوال الفترة الماضية على تشويه صورة احمد علي، الا انها فشلت في تحقيق معظم اهدافها وبالذات لدى انصاره وجزء كبير من الاغلبية الصامتة ،ويرجع السبب الى الاداء الجيد للعميد احمد خلال الازمة ،فظهر كقائد عسكري متماسك يضاهي بخبرته من سبقوه بمراحل في هذا المضمار ،كما ظهر كند حقيقي للواء علي محسن ،ويحسب له تجنبه تفجير الوضع العسكري عقب محاولة اغتيال والده في مسجد النهدين .
-الصورة الايجابية السابقة للعميد احمد قد تتغير لدى الكثيرين سيما مع الترجيح بوقوفه ودعمه لحالات التمرد المتكررة على قرارات رئيس الجمهورية من قبل قيادات وعناصر تابعين للحرس الجمهوري ،لكن المحك الرئيسي في اعتقادي ،الذي سيؤثر سلبا او ايجابا على صورة وشعبية احمد علي في الفترة المقبلة سيكون في الكيفية التي سيتعامل بها مع القرارات المتوقع ان يقدم الرئيس هادي على اتخاذها خلال الفترة الانتقالية كقرار فصل القوات الخاصة عن الحرس الجمهوري او قرار تغييره من قيادة الحرس .
2- من غير المستبعد ان يلجأ الرئيس السابق لاستخدام ورقة محاولة اغتياله في مسجد النهدين ومقايضة خصومه الرئيسيين مقابل التوصل الى اتفاق معهم يعزز من فرص نجله الانتخابية ،وهو ما يفسر البطء المتعمد في مسار التحقيقات الجارية في القضية ،والسرية المفروضة على النتائج التي تم التوصل اليها ،وحرص الرئيس السابق على ابقاء الملف مفتوحا اطول فترة ممكنة .
3-كان مشروع التوريث في مقدمة الاسباب التي ادت الى تمرد الحوثي في شمال الشمال وبروز الدعوات الانفصالية في الجنوب ،الغريب في الامر انه بعد اشهر من اندلاع ثورة 11فبراير تزايدت مؤشرات التقارب بين الجماعتين وتيار الرئيس السابق ،وذلك للحيلولة على مايبدو دون سيطرة جماعة الاخوان على السلطة والبلاد عموما،ولا استبعد في حال تفاهمت مختلف القوى السياسية في مؤتمر الحوار الوطني على اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ،ان يساند الحوثيين وقوى الحراك بصورة غير مباشرة احمد علي او أي مرشح اخر للمؤتمر في مواجهة مرشح الاصلاح.
-رغم ان مثل هذا الدعم سيعزز من فرص العميد احمد للفوز في الانتخابات ،لكن بروز ملامح هذا التحالف الى العلن قد يكلف المؤتمر الشعبي واحمد علي خسارة جزء من أنصارهما ويفقدهما أي تعاطف داخل الاغلبية الصامتة ،التي ترفض الصفقات السياسية المشبوهة ،التي قد تكون على حساب المصلحة العليا للبلاد او تمس بالثوابت الوطنية . *قائد عسكري ليس اكثر :
هناك أكثر من سبب دفعني للاقتناع بعدم أهلية العميد احمد لتولي منصب رئيس الجمهورية على الاقل خلال العقد الحالي سواء لافتقاده كثير من الصفات و المزايا التي يجب توفرها في الشخص الذي يحكم البلاد ،او محدودية نشاطه الذي يكاد ينحصر على مجال وحيد، ،وسأوجز ذلك في النقاط التالية :
1-يمتلك العميد احمد العديد من الخصال الطيبة كتواضعه ودماثة اخلاقه وتجنبه السلوكيات المستفزة في الشوارع والاماكن العامة (بعكس اولاد الاحمر مثلا)وليس مهووسا بالإعلام وحب الظهور كحال ابن عمه العميد يحيى بل انه يتجنب الدخول في أي مهاترات اعلاميه مع خصومه ،ورغم كل ذلك الا ان العميد احمد يفتقد للشخصية الكاريزمية التي يمتلكها الزعماء عادة ،كما ان معدل الذكاء والدهاء لديه متوسط،ومن سوء حظه ان هذه الصفات لا تورث خاصة ان القدرة على حشد الاتباع والمؤيدين مرتبط اساسا بها . 2-لم يبد أي اهتمام تجاه تغيير الصورة النمطية عنه لدى الرأي العام ،ومحاولة ابراز الجوانب الاخرى من شخصيته وبصورة تنسجم مع المتغيرات التي شهدتها الساحة الداخلية ،فقد عجز العميد احمد حتى الان في تقديم نفسه بعيدا عن صورته العسكرية،رغم انه في امس الحاجة لإبراز الجانب السياسي والاجتماعي من شخصيته خاصة مع الترجيح ان يكون الدور الذي سيلعبه في السنوات القادمة سياسي بامتياز ،اضافة الى ان توق وحماس اليمنيين لإقامة مداميك الدولة المدنية يجعل من وصول شخصية عسكرية الى منصب رئيس البلاد امرا مرفوضا بصورة تلقائية من قبل غالبية اليمنيين .
3- كونه قائد عسكري يفسر انعدام أي نشاط حزبي له ،لكن ذلك لايفسر عدم دعمه للأصوات المطالبة بإصلاح وضع المؤتمر الشعبي العام ،فمن يطمح بالفوز بمنصب رئيس البلاد عليه ان يدرك استحالة ذلك دون وجود حزب كبير ومنظم يقف خلفه ،ويبدو جليا ان احمد علي مازال يعيش في جلباب ابيه ، مؤملا منه القيام بإعادة ترتيب اوضاع الحزب بالشكل المطلوب ،وهو بذلك يرتكب خطاءً فادحا ،لان اصلاح وضع الحزب في نظر والده معناه اعادة المؤتمر الى الوضع الذي كان عليه قبل ثورة فبراير ،وهو وضع قد يتسبب في ضمور الحزب وتحلله خلال فترة قياسية.
- كان يفترض على العميد احمد بعد الانتخابات الاخيرة ايلاء جل اهتمامه للمؤتمر ،ويساهم في دفع عجلة التغيير فيه الى الامام عبر تقديم مختلف انواع الدعم اللازم لتيار الشباب داخل المؤتمر الشعبي ،والعمل على ايصال قيادات شبابية الى المواقع القيادية في الحزب ،بحيث يؤدي ذلك الى تخليص الحزب من حالة الخلاف القائمة بين تياري صالح وهادي ،و تهيئة المؤتمر لاستئناف نشاطه الميداني والاعداد الجيد للمشاركة في الانتخابات القادمة بفاعلية .
-كما على العميد احمد ادراك ان ترشحه في الانتخابات القادمة سيكون مستفزا للثوار ولكثير من القوى الفاعلة ،مماسيدفعها للاحتشاد خلف منافسه كما حدث في الانتخابات المصرية الاخيرة ،ومن ثم يفترض على العميد احمد والمؤتمر البدء بالترويج لشخصية وطنية تتمتع بالسمعة الطيبة في الشارع اليمني تمهيدا لتقديمها كمرشح للمؤتمر في الانتخابات القادمة .
4-يأتي اهتمام العميد احمد بالقضايا والتفاعلات السياسية في ذيل القائمة ، واذا كان هناك مايشده في المجال السياسي ليس مايتعلق بالوضع في الجنوب ونشاط قوى الحراك في الداخل والخارج لإعادة تقسيم اليمن ، ولكن أي تصريح اعلامي صادر عن خصومه الرئيسين (حميد و محسن) و أي تلويح دولي بفرض عقوبات على معرقلي التسوية السياسية .
5-استخدام الإعلام كسلاح ضد العميد احمد وبالذات خلال العامين الاخيرين، اضطره لإيلاء الجانب الاعلامي بعض الاهتمام ،وظهر ذلك في كونه الممول الرئيسي لقناة وصحيفة اليمن اليوم ،اضافة الى دعمه عدد من الصحف والمواقع الالكترونية المستقلة ،ومع ذلك لم يبد احمد علي اهتماما بتحسين الاداء الهزيل لتلك الوسائل ،والتي تعاني من غياب رؤية استراتيجية واضحة ،والاهداف المراد تحقيقها من رسالتها الاعلامية .
-ينظر الى ماينشر في تلك الوسائل على انها تعبر عن رؤية ومواقف العميد احمد من التطورات المختلفة ،وهو ماقد يؤثر سلبا على صورته لدى الرأي العام ،فاللغة الهابطة التي تستخدمها شبكة "شافي جروحه" للنيل من خصوم العميد احمد ووالده ،ترتد سلبا عليه ،وتفيد خصومه أكثر مما تضرهم ،وبالمثل يخرج المتصفح لصحيفة اليمن اليوم (التي يديرها في حقيقة الامر سلطان البركاني والتيار المتشدد في المؤتمر ) بانطباع سريع بركاكة محتواها، وتحولها فقط الى بوق لقيادات الانفصال وكل المعارضين لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني ،اضافة الى الترويج المستمر لجماعة الحوثي ،ولا اعتقد ان من مصلحة احمد علي الظهور امام الرأي العام والمجتمع الدولي كداعم للجماعات الخارجة على الدولة ،وكأحد المعرقلين للتسوية السياسية .
5- هزالة وسطحية النشاط الخيري لأحمد علي ،وعجزه طوال السنوات الماضية في رفع اداء مؤسسة الصالح وتوسيع نشاطها رغم الاعتمادات الكبيرة المخصصة لها،فنشاط المؤسسة يكاد يكون موسميا ،وينحصر في مشروع افطار الصائم (توزيع تمر و فجل)على بعض الصائمين ،اضافة الى توزيع الشنطة المدرسية على بعض المدارس،وليس خافيا ان النشاط الخيري هو الوسيلة الاهم التي تعتمد عليها الجماعات الاسلامية في جذب الفقراء نحوها والحصول على دعمهم في الانتخابات ،ولا اعتقد ان توزيع القشمي (الفجل)والزمزمية يمكنان العميد احمد من كسب المعركة الانتخابية لصالحه 6-اخيرا يأخذ عدد ممن عملوا مع العميد احمد في السنوات الماضية عليه امرين هما :
الاول :سوء اختيار غالبية مساعديه، متفوقا بذلك على والده في هذا الجانب ،فنجد ان فيهم الانتهازي والمتعجرف والمتسلق والفاسد الا من رحم الله، واكثر مايجيدونه التآمر على بعضهم طوال الوقت ،كما انهم يفتقرون الى فن التعامل مع الاخرين .
-اما الامر الثاني فهو حرص العميد احمد الشديد على المال عندما ينفقه على العاملين معه،قد ينظر البعض الى ذلك كجانب ايجابي في شخصية احمد علي يعبر عن حرصه على المال العام ،لكن المشكلة ان هذا الحرص يتبخر فجأة عندما يتعلق الامر بعدد من المقربين منه وافراد الاسرة والانساب طبعا .
-اللافت هنا تشابه احمد علي مع خصمه الرئيسي حميد في حرصهما الشديد عند انفاق المال على الموظفين التابعين لهما،لكنهما في الوقت ذاته يختلفان في نقطة محورية ،فحميد يولي اهتماما كبيرا بطاقمه الاعلامي والسياسي ،وينفق عليه بسخاء لإدراكه اهمية الدور الذي يؤدوه ،في حين ان العميد احمد لايفرق بين العاملين لديه وبين طاقمه الاعلامي والسياسي ،المعرض دائما للتغيير كونهم ليسوا سوى مجموعة من الفاشلين من وجهة نظره.