اخبار الساعة

الحوثيون يطالبون بإلغاء سورة النور من القرأن الكريم

اخبار الساعة بتاريخ: 18-11-2012 | 12 سنوات مضت القراءات : (7149) قراءة

طالعتنا صحيفة المسار  التابعة للحوثيين بتغطية خاصة تحت عنوان: (المسار تنشر وثائق كشفها المركز اليمني لحقوق الإنسان عن ما حدث في حصة امتحانات...خارج المنهج التعليمي لإثارة الفتنة).


كما طالعنا موقع (الحق نت) التابع لحزب الحق بتاريخ 15/10/2012م، بعنوان:(بالوثائق: التحريض الطائفي يدخل المدارس: مدرسات يضعن أسئلة طائفية ويمنحن العلامات الكاملة لإجابات خارجة عن الأسئلة.


وقد استند الموقع والصحيفة على رسالة أعدها ما يسمى(المركز اليمني لحقوق الإنسان) ــ التابع للحوثيين أيضاً ــ وجهها إلى معالي وزير التربية تحت عنوان(الخروج عن المنهج وإثارة الفتنة الطائفية بمدرسة أسماء للبنات)، جاء فيها:


"وبناء على الموضوع أعلاه فقد حصل المركز اليمني لحقوق الإنسان على ورقة أسئلة وأجوبة اختبار في مادة القرآن الكريم وعلومه للصف الثالث الثانوي العلمي والأدبي بمدرسة أسماء للبنات وتحتوي ورقة الأسئلة على سؤال خارج المنهج بمعلومات مغلوطة وكاذبة).


ومن باب الأمانة في النقل فإننا سوف نرفق لكم بهذا المقال نسخة من ورقة الأسئلة، للوقوف على الحقيقة.


وقد جاء في الفقرة (د): جاء في القرآن الكريم تبرئة أم المؤمنين عائشة من حادثة الإفك:
1ـ أذكر الآيات الدالة على ذلك.
2ـ كيف ترد على من يتهم أم المؤمنين عائشة بالفاحشة؟
3. ومن هم في وقتنا الحاضر؟.
4ـ ماذا تعرفين عنهم؟.


هذا السؤال هو الذي أزعج الحوثيين كثيراً، ولا ندري ما هي الأسباب والدوافع وراء انزعاجهم؟.


لكن لتذكير القارئ الكريم أولاً، وتذكير الحوثيين ثانياً فإن هذا السؤال في مادة القرآن الكريم في الصف الثالث الثانوي بقسميه العلمي والأدبي؛ لأن السورة المقررة هي سورة النور التي تبرئ أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها من حادثة الإفك، ووزارة التربية والتعليم ولجنة المناهج فيها هي التي قررت هذه السورة، فما الذي يزعج الحوثيين من هذه الأسئلة؟
هل تزعجهم سورة النور التي برأ الله فيها عائشة فيطالبون عبر هذه البيانات وهذه الحملة الشعواء على المناهج وعلى مادة القرآن الكريم تحت مبرر الفتنة الطائفية؟
هل الحديث عن براءة عائشة رضي الله عنها يثير الفتنة الطائفية؟
هل سورة النور تثير الفتنة الطائفية أيها الحوثيون؟؟؟؟!.
هل يدرِّس الحوثيون مادة القرآن، وبالتحديد(سورة النور) في المدارس التي يسيطرون عليها في صعدة؟ وكيف يشرحون حادثة الإفك للطلاب؟
هل الآيات الدالة على براءة عائشة تثير الطائفية؟
هل الدفاع عن عرض أم المؤمنين يثير الفتنة الطائفية؟؟
هل الحديث عن الطائفيين الذين يطعنون في أمهات المؤمنين وزوجات سيد المرسلين يثير الطائفية؟
هل الحديث عن هوية الطائفيين الطاعنين في عرض رسول الله الكريم يثير الطائفية؟
هل الحوثيون فعلاً يشعرون أن الحديث عن هؤلاء يستهدفهم بدرجة رئيسة؟
ولو كان الجواب: نعم.
فهل يعني ذلك أن الحوثيين يطعنون في عرض الرسول الكريم؟ ولماذا؟!!!.
ولو كان الجواب: لا؟
فلماذا يغضب الحوثيون من حديث لا يعنيهم، ولا يستهدفهم؟.


إن المتأمل لمحتوى السؤال ولمحتوى الإجابات على الأسئلة في ضوء الدراسة المنهجية لمادة القرآن الكريم للصف الثالث الثانوي يجد أن الأسئلة والأجوبة منهجيةعلمية صرفة، وليس من حق المدرسة أن تلزم طالباتها بإجابة بعينها، فكل طالبة تجيب وفق استيعابها وفهمها للمنهج، ومدى قدرتها على تطبيق المنهج عملياً على الواقع.


فليس من حق المدرسة  التي أعدت الاختبار أن تمنع طالبة بأن تجيب على السؤال بما تراه، سواء كانت الإجابة صائبة أم خاطئة، وسواء ذكرت الطالبات أن الطائفة التي تطعن في عرض أم المؤمنين هم الحوثيون أم غيرهم.


عند الوقوف على حقيقة الحدث نجد انزعاجاً حوثياً من تقرير سورة النور كونها تتحدث عن الرافضة الذين يطعنون في أم  المؤمنين عائشة، وهو المنهج القرآني المخالف للتوجه الفكري الحوثي الذي يضع عناوين بالخط العريض تطعن في أعراض المسلمين، بل تطعن في أعراض المعلمين والمعلمات، وطالبات اليمن.


إن نشر الحوثيين بالخط العريض لعنوان(فضيحة مدوية للأستاذة ميمونة حيدر الشعيبي وطالباتها في مدرسة أسماء بصنعاء)، فيه تجريح وتشهير وطعن في الأعراض، يخيل فيه للقارئ لأول وهلة الربط بين الطعن الموجه لأمِّنا عائشة، وبين الطعن الموجه لأختنا المربية القديرة ميمونة الشعيبي وطالباتها الحرائر.


مهلاً أيها الحوثيون:
إن سورة النور جاءت لتهذيب المجتمع المسلم مما وقعتم فيه ـ أيها الحوثيون  من وحل  الطعن في الأعراض، والتشهير بالناس وفق ما تمليه المصالح الطائفية الضيقة، التي رميتم بها المناهج والمدرسات والطالبات، وانسليتم تنادون بإيقاف الطائفية.


ألا ترون أن مطالبكم مؤداها:
أيها الوزير: أوقف تدريس سورة النور لأنها تثير الطائفية!!!.
أيها الوزير :أسكت الأصوات التي تمنع الطعن في عرض محمد صلى الله عليه وسلم وزوجاته.


إن الخطاب الإعلامي الطائفي الحوثي الذي أفرزته كل الأحداث الطائفية ابتداءً بصعدة، ومرورا ًبالجوف وحجة، وانتهاءاً بدماج، وأعياد  الغدير، هي الطائفية بعينها التي ينبغي أن توقف.


وهذا يجعل الدولة بكامل مؤسساتها العلمية والتربوية والأمنية، والدستورية أمام مسئولية تاريخية، فإما أن تعلن عجزها عن إيقاف هذا الخطاب الطائفي المتسارع، وإما أن تفرض سيادة الدولة على جميع تراب الوطن بما في ذلك صعدة، التي لا زالت إلى اليوم في إطار خارطة الجمهورية اليمنية، لكنها لا تخضع لسيادتها فعلياً، وإنما تخضع لنظام الوصاية الإيرانية عبر أجهزة التحكم المركزي.

المصدر : موسوعة النبأ
اقرأ ايضا: