وزير الإعلام يقولها بصراحة: لدينا فوضى إعلامية
قال وزير الإعلام اليمني علي العمراني إن اليمن يعاني من الفوضى في مجال الإعلام "كما تعاني كل دول الربيع العربي"، وأشار إلى أن بعض وسائل الإعلام في البلاد تجاوزت الثوابت المتفق عليها في اليمن، وعلى رأسها ضمان وحدة البلاد، "وبعضها تعدى على ثقافة وتقاليد المجتمع اليمني".
وأوضح العمراني في حديث خاص للجزيرة نت أن وزارته لم تقم بأي إجراء ضد هذه الوسائل الإعلامية والقنوات، "ولم نؤاخذ أحدا على ما نشره وبثه، ونؤكد أن سقف الحرية لا حدود له، كما نرى أن مثل هذه القنوات وغيرها من المواقع الإعلامية لا مستقبل لها، والزمن كفيل بها".
يُشار إلى أن هناك العديد من القنوات الفضائية اليمنية بعضها يبث من الداخل وبعضها من الخارج، ويلاحظ أن بعضها مازال يتغنى بالنظام السابق ومنها -وفق الوزير- ما وجد كأمر واقع.
وأبان العمراني أن وزارته تسعى لعمل ضوابط لهذه القنوات الفضائية "بحيث تشعر أنها تعمل بشكل قانوني، وتتواءم مع قوانين البلد".
وعن المشاكل التي يعاني منها الإعلام الرسمي باليمن، يقول الوزير إنها كثيرة ويتعلق أغلبها بالمال "فالمؤسسات الإعلامية تعرضت لأزمات ومشاكل وكادت بعضها أن تنهار، ومع ذلك نبذل جهودا للنهوض بالمؤسسات الإعلامية والصحفية، ونسعى لإيجاد إعلام اجتماعي، نهتم فيه بالمجتمع ومشاكله، وإعلاء صوت المواطن".
العمراني: مقدّر للحوار الوطني أن ينجح، ولا خيار له إلا أن ينجح، ويخرج اليمن إلى بر الأمان، وتخرج القوى اليمنية متوافقة على بناء مستقبل اليمن الواحد |
الحوار الوطني
وقال العمراني إن وزارته تسعى لتحقيق إعلام يتجاوز اليمن به "ملامح الشمولية التي كان الإعلام الرسمي ينهجها ويسير عليها، ونريد أن نحوّل الإعلام إلى أن يواكب قضايا المجتمع ومعاناته وحل مشاكله، ورسم آفاق مستقبله".
وعلى صعيد الاستعدادات لعقد مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده خلال الفترة المقبلة، وللبعض فيه اشتراطات قبل الانخراط فيه، قال وزير الإعلام إنه "مقدّر له أن ينجح، ولا خيار له إلا أن ينجح، ويخرج اليمن إلى بر الأمان، وتخرج القوى اليمنية متوافقة على بناء مستقبل اليمن الواحد".
وأضاف "طبعا هناك تحديات كبيرة وعقبات أكبر، ولكن بتعاون أبناء اليمن وقواه الوطنية، سيصلون إلى حلول لكافة مشاكلهم وقضاياهم، كما تغلبوا على أهم تحد واجه البلاد خلال الثورة السلمية العام الماضي، وكادت أن تدخل في حرب أهلية، ولكن بالحكمة تمكن الشعب اليمني من الانطلاق نحو المستقبل، عقب توقيع المبادرة الخليجية".
أهداف الثورة
وفي هذا السياق قال العمراني إن أي ثورة لا تحقق أهدافها خلال عام واحد "فكل الثورات تحتاج لسنوات وعقود حتى تحقق كامل أهدافها". وأضاف "ونحن في اليمن بعد خمسين عاما من ثورة 26 سبتمبر عام 1962 التي أنهت حكم الإمامة وأسست للجمهورية، ما زلنا نشعر أن أهدافها كاملة لم تحقق، وخاصة على صعيد القضاء على الفقر والجهل والمرض".
لكنه رأى أن الثورة السلمية التي انطلقت في 11 فبراير/شباط 2011، حققت الكثير من الأهداف، ومن بينها انتخاب رئيس جديد، وتشكيل حكومة وفاق "وعادت الخدمات الضرورية كالكهرباء وتوفرت المشتقات النفطية، وأزيلت المتاريس والخنادق من الشوارع، وصار الوضع مختلفا عما قبل".
وأكد وزير الإعلام أن ثورة الشباب مقدّر لها أن تمضي في تحقيق بقية أهدافها "خاصة على صعيد التغيير الجذري، في مجال الثقافة والتعليم والسلوكيات والممارسة، ومكافحة الفساد وفي النهوض الاقتصادي والاجتماعي، وبناء الدولة المدنية، فالثورة لم تقم لإزاحة وإبعاد أشخاص، بل لإحداث التغيير".