أشجع إمرأة رضيت بخطفها وقتلها لتنقذ ابنتها
قد يمتلأ عالم السياسة بالمصالح والمال الفاسد والاشخاص الأشد فساداً, ولكن من بين هولاء دائماً ما نجد شخص واحد يبرز بعد طول إنتظار ليعطينا الامل وليجعلنا نصدق ونؤمن بالأبطال مرة اخرى, بطلة اليوم هى إمرأة بألف رجل,هى عمدة فى مدينة "نيوميكسيكو" المكسيسكية, والتى اعلنت منذ توليها العمودية فى عام 2006 حربها على المخدرات وعالم الجريمة فى المكسيك, ولم تخر قواها تحت تهديدات القتل التى تطورت إلى محاولات قتل, وإخطاف, وطعن و انتهت بقتلها على يد احد افراد مافيا المخدرات بالمكسيك.
تعرضت إمرأة واحدة إلى أصعب الإمتحانات التى يفشل فيها اشد الرجال, وتخور قواهم, فمنذ عام 2006, والدكتورة " ماريا سانتوس جيروستيتا" عمدة مدينة فى المكسيك إلى أشد الضغوط, فتارة تعرضوا لها بالتهديدات, فلم تستسلم, فقاموا بفتح النار عليها أثناء رحلة لها مع زوجها, أصيبت فيها بعدة رصاصات ولكن نجت, بينما توفى زوجها, ثم بعدها بثلاث شهور فقط هجمت عليها بعض أفراد عصابات المافيا, لتقوم بضربها وطعنها وتركها تنزف على الطريق, ولكن شاء الله ان يكتب لها عمراً, فنجاها الله من تلك الحادثة.
وبعد أن علم زعماء المافيا انهم امام إمراة غير تقليدية و إمرأة حديدية, تاكدوا انه لا سبيل لهم فى معاودة النشاطات الإجرامية فى وجود إمرأة مثلها فى السلطة او على قيد الحياة بمعنى اصح, فظلوا يخططون لقتلها.
أما هى أشجع إمراة عرفها العالم, قامت برد الصاع صاعين, فقامت بكشف الندبات التى اصيب بها جسدها من اثر الإعتداءات, معلنة فى خطاب تاريخى بعد وفاة زوجها انها لن تستسلم إلا بعد ان تلفظ آخر نفس لها قائلة " فى ظروف اخرى او مرحلة اخرى من حياتى مان من المكن ان استسلم واركن لحياة سهلة, ولكن ليس الآن, ليس الآن وقد اصبح لدى ثلاث اطفال أريد ان اكون مثال حى لهم, لما اريدهم ان يكونوا عليه, ليس الآن وقد مات زوجى إلى جانبى وقد كان من يدفعنى لإكمال الصراع والنضال, كيف سأكون وفية له, بعد ان اخون ما قد مات من اجله, لن استسلم أدباً, أعترف انى لا استطيع أن اراه الآن بعد ان ملأته الندبات, فأى إمرأة تخجل من مثل هذا الجسم المهان المعتدى عليه, ولكن لا اخجل من جسدى الذى صار مثل خريطة طريق من عدد الندبات, فما حدث هو فخر وغعتزاز لأى شخصى مكسيكى يحب بلده, وانا مستمرة".
فكان لابد لها ان تدفع ثمن شجاعتها المفرطة, فقام بعض افراد جماعات المافيا بالهجوم عليها وهى توصل ابنتها ذات الثمان اعوام إلى المدرسة, فما كان منها, إلا ان ترجو معتديها ان يدعو ابنتها وياخذوها هى, وقال شهود عيان, انها قامت بحضن ابنتها وركبت سيارة المعتدين بكامل إرادتها دون إبداء اى مقاومة, وانتظر اهلها ان يأتى اتصال يطالب بالفدية, ولكن لم يحدث شىء, فكل ما وجدوه كان جثتها مطعونة وممثل بها على الطريق, وانت هذه هى نهاية اشجع امراة وام فى العالم.