تفاصيل مثيرة: لاعبين مشاهير يهشموا سيارتة مغترب يمني وهددوه بالترحيل جزاء قيامه بتربيته لأخيهم
اتهم المغترب اليمني في المملكة العربية السعودية "مبروك" في بلاغ تقدَّم به اليوم لمركز شرطة البلد لاعبَيْن مشهورَيْن، يلعبان في أحد أندية مدينة جدة، بتهشيم سيارته وتهديده بالترحيل.
وقال المغترب اليمني "مبروك" إن الخلاف يدور حول أخ لهما، رباه منذ 16 عاماً، ويدرس الآن بالصف الثالث المتوسط؛ حيث أخذا الشاب، وأوصلاه لوالده، ثم هشما سيارته "أي سيارة المغترب".
ونفت مصادر أمنية في جدة القبض على أي من اللاعبَيْن حتى اللحظة.
يذكر ان اخوهم الغائب عنهم لمدة "16 عاما"، لم يكن قسريا، اختار معه والد فيصل الذي ترك ابنه من الزوجة الثانية بعد أن طلقها ورفضت الأولى تربيته، أن "يذيقه اليتم" فوضعه لدى مقيم يمني يدعى "مبروك" يعمل سائقا لديه. تحمل مبروك إعالة "فيصل" مع "إخوانه بالتربية" طوال تلك المدة، رغم ما كان فيصل يواجهه عند السؤال عن أهله الأصليين أو اختلاف بشرته عن بشرة أبناء "مبروك"، الذي قرر بعد صبر 16 عاما أن يقاضي والد فيصل، ويحمله مصاريف تربية ابنه، ليأتي حكم المحكمة العامة بجدة بتغريم والد فيصل وهو الرجل الثري 10 آلاف ريال كتعويض للسائق مبروك عن مدة تربية الطفل، بواقع ريال وسبعين هللة تقريبا عن كل يوم.
وأصدرت حكمها بعد أن تغيب الأب عن جميع الجلسات القضائية، فيما قرر المقيم الاستئناف في القضية.
وأكد الطفل فيصل لـ"الوطن" أن لديه إخوة مشاهير في أحد أندية الغربية، ولم يسألوا عنه، مشيرا إلى أنه فخور بالرجل الذي رباه رغم فقره وكثرة أطفاله.
وحول تفاصيل القصة، يقول المقيم اليمني مبروك: كنت أعمل بمهنة سائق لدى شخص ثري جدا، وكنت قريبا من أسرته بحكم مسؤوليتي عن طلبات المنزل وتوصيل أسرته، وفي يوم من الأيام فوجئت بالرجل الثري يأتي إلى الحي الفقير الذي أعيش فيه ويطرق باب منزلي، وفي يده طفل يبلغ حينها تسعة أشهر أنجبه من زوجته الثانية التي طلقها خشية زوجته الأولى التي علمت بأمر زواجه، وأخبرني أنه لجأ إلي بحكم قربي منه ومن أسرته، واشتكى لي من المشاكل التي واجهته بعد أن طلب من المحكمة حضانة الطفل، متوقعا أن يأخذه ليتربى مع أخوته من زوجته الأولى، إلا أنها رفضت إحضار الطفل إلى المنزل، وطلب مني أن أبقي الطفل مع أسرتي، لمدة بسيطة حتى يجد حلا كأن يضعه في ملجأ الأيتام على سبيل المثال.
وتابع مبروك: رغم صعوبة حالتي المادية كوني أربي خمسة أطفال، إلا أنني تقبلت الطفل وأخذته لزوجتي لتبقيه لديها، وانتظرنا أن يأتي الأب ليأخذه، إلا أن الشهور والسنوات مرت الواحدة تلو الأخرى، والأب لا يأتي ولا حتى يسأل عن ابنه، وقد ذهبت إليه عدة مرات وكان يتهرب مني، رغم أنني كنت أتمنى منه، إما أن يدفع لي مصاريف ابنه، أو أن يأخذه فلدي من الأطفال والأعباء المادية ما يكفيني لكن الأب لم يكن يستجب لي.
وأكد مبروك أن فيصل عانى منذ طفولته من وضعه الجديد، فبشرة فيصل بيضاء وبشرة أبنائي سمراء، والأدهى من ذلك أنه عندما يمرض أذوق الأمرين بسبب شك العاملين في المستشفى في قرابتي للطفل وذلك رغم جميع الأوراق النظامية التي يملكها الطفل من صورة بطاقة العائلة وشهادة الميلاد وخلافه.
وأوضح مبروك أنه قبل عدة سنوات أقام دعوى ضد الأب المتجاهل لابنه، طالبه فيها بتسلم الطفل أو زيارته، وتعويضه عن السنوات التي تولى فيها تربيته حتى وصل عمره الآن 16 عاما، ويشير إلى أن جميع مبالغ التعويض كان يود أن يأخذها فيصل ليبدأ فيها حياته، إلا أن المحكمة قضت لي بعشرة آلاف ريال فقط، ولم أقبل بالحكم ورفعت دعوى في المحكمة الإدارية للاستئناف.
وأضاف أن الطفل فيصل يواجه مشكلة حاليا، حيث لا بد أن يتم إصدار بطاقة هوية وطنية له، إلا أنه وفي ظل إهمال والده وتكاسله عن إنهاء الإجراءات النظامية لابنه، حيث إن تأخير إصدار البطاقة يترتب عليه مشاكل كثيرة، خصوصا وأنه يطمح لدخول الجامعة. فيصل الطفل الذي أصبح يافعا، قال إنه تمكن مرة من رؤية والده عندما مرض، إلا أنه لم يحدث أن التقاه سابقا، وقال "بابا مبروك لم يقصر معي" وكل ما أتمناه أن تصدر لي بطاقة هوية وطنية، حتى أتمكن من الاعتماد على نفسي وشق طريق حياتي .