القاعدة تفاجيء الجيش (بأخطر أسرارها) بمأرب وتجبره على نقل حربه البرية إلى جويةً
كشف مصدر عسكري كبير عن معلومات خطيرة وحصرية تؤكد نجاح تنظيم القاعدة باليمن في إعادة هيكلة تشكيلاته الفارة من حرب أبين وشبوة بوحدات عسكرية منظمة في مأرب.
وأوضح المصدر: أن قوات الجيش "حرس جمهوري" التي توجهت إلى "عبيدة" بمأرب لمطاردة العصابات المتهمة بتفجير أنبوب النفط ومحطة الكهرباء فوجئت بتشكيلات قتالية منظمة ومدربة على مستوى عالٍ، تبسط نفوذها الكامل على عدة مناطق في تلك الجهات، وأنها كانت على وشك محاصرة قوات الجيش والفتك بها لولا ماوصفه بـ"تصرف حكيم" من قبل بعض القادة.
وأضاف المصدر في تصريحه لـ"نبأ نيوز": أن القاعدة فاجأت الجيش بتكتيك جديد حيث بدأت معركتها باستهداف القيادة العليا للقوات وقتل رئيس اركان حرب المنطقة الوسطى حرس جمهوري واثنين من كبار مساعديه، في محاولة لارباك القوة العسكرية بفراغ قيادي يقود الى سهولة أسرها أو تدميرها، إلاّ أن عدد من الضباط تصرفوا بحكمة وشجاعة وباشروا في الحال انسحاب تكتيكي آمن، خاصة بعدما تفاجأوا بحجم تلك الجماعات ومستوى تنظيمها.
وأشار المصدر إلى أن المعلومات الاستخبارية المتاحة بين ايديهم حاليا تفيد بأن هذه الجماعات الارهابية تشكلت من المجاميع الارهابية التي فرت من أبين خلال معارك تحريرها، وكذلك الجماعات التي خرجت من "عزان" شبوة باتفاق قبلي، وأنها تتحالف حالياً مع بعض القبائل بمأرب، وأقامت لنفسها التحصينات والخنادق التي تسهل لها مقاومة أي قوات حكومية.
وأكد المصدر: أن قيادة القوات المسلحة اليمنية اتخذت السبت قراراً بنقل الحرب البرية الى جوية وتنفيذ ضربات نوعية بالطيران تستهدف المقرات الرئيسية للجماعات الارهابية ومعاقلها، باشرت بها اعتبارا من يوم الاحد، ليتفادى الجيش بذلك أي خسائر بشرية متوقعة خلال توغله بالمنطقة، منوهاً إلى القيادة تعد حاليا الخطط المناسبة لتطهير تلك المناطق من نفوذ الجماعات الارهابية، وأنها مثلما لقنتهم درسا في ابين فإن الدرس هذه المرة سيكون اقسى.
وبحسب مصادر محلية في مأرب لـ"نبأ نيوز" فان الضربات الجوية التي باشرها طيران الجيش منذ صباح الأحد تركزت على وادي عبيده ، وبالأخص منطقة "العرقين"بجانب منطقتي "سلون" و"الحضن"، كما تعرضت مزارع "سعيد بن معيلي" للقصف، وسط أنباء عن سقوط قتلى لم يتم كشف هويتهم بعد.
وتؤكد المصادر المحلية أن الجماعات الارهابية نجحت في استغلال تعاطف بعض القوى السياسية والاندماج وسط السكان المحليين، وأن بعضهم يصطحب اسرته معه ويقيمون بمنازل بين الاهالي، منوهة الى وجود عناصر غير يمنية بين المجاميع الارهابية.
وتشير تلك المصادر الى أن الكثير من الاهالي ينظرون الى تلك المجاميع الارهابية على انهم اصحاب دعوة دينية اسلامية ، وتبرر احتضانهم على أنهم مستهدفون من الولايات المتحدة الامريكية التي "تريد القضاء على الاسلام"- طبقاً لما يتم تعبئتهم به من قبل بعض القوى "الدينية" والشخصيات المتنفذة.
وكانت دراسات استراتيجية متخصصها حذرت اليمن من تحول تنظيم القاعدة الى العمل "الشعبوي" والتوغل في اوساط المجتمع اليمني بما يمكنها من استقطاب وتجنيد اعداد هائلة من الشباب، غير أن الدراسات لم تحمل بمحمل الجد، حيث أن عدة مناطق يمنية يجري الحديث عنها على أن عناصر القاعدة تتجول في شوارعها نهارا بدون سلاح وتخالط الاهالي وتجري اتصالاتها الاجتماعية المختلفة دونما اكتراث من قبل الجهات الحكومية.
وكانت اليمن منذ منتصف عام 2012م انتقلت بتكتيكاتها العسكرية الى خيار الحرب الجوية ضد القاعدة، بضربات نوعية طالت العشرات من قياداتها وأخطر عناصرها، وغالبا ما كانت تتم بطائرات امريكية بدون طيار حققت نتائج ايجابية جداً، غير أن بعض القوى السياسية المتعاطفة تبنت حملات اعلامية منظمة للتأليب على تلك الضربات، مما أدى الى تراجع الولايات المتحدة عن مشاركتها في ذلك اثر ضغود على البنتاغون قائمة على خلفية التأثر بتلك الحملات الاعلامية.