تفاصيل من داخل معسكرات جماعة الحوثي.. حرب طائفية تلوح في الأفق(تقرير)
في معسكر "أبو دوار" التابع للحوثيين بعاهم محافظة حجة أكثر من ألف مجند يتدربون على أيدي مدربين وخبراء إيرانيين ويترجم لغتهم لبنانيون وعراقيون ويتدربون على زراعة الألغام والاشتباكات وحفر الخنادق والقنص والاغتيالات والاختطافات والكمائن.
وتمتلك الجماعة رشاشات ثقيلة ومدافع واربي جي وأطقم مدرعة ودبابات وقنابل يدوية متعددة، فهناك ورشتان تعملان تحت إشراف الحرس الثوري وحزب الله على صناعة الأسلحة والذخائر، وهناك مراكز تدريب للأفارقة تديرها جماعة الحوثي ويستخدمون في حفر الخنادق.
ولا تزال مساعي إيران الرامية إلى تفكيك اليمن وإغراقه في حروب طائفية، مستمرة ويتم الإعداد لها بشكل محكم من قبل أجندتها في البلاد, حيث تعد جماعة الحوثي- المدعومة من إيران- العدة لخوض حروب وفتح جبهات عديدة في أكثر من منطقة يمنية بغرض إسقاطها والسيطرة عليها بهدف إفشال التسوية السياسية التي توسطت فيها دول الخليج وتفكيك اليمن وتقسيمه إلى عدة دويلات.
وقد اتهم بوضوح المشير/ عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية –إيران بالتدخل في شؤون اليمن ودعم الجماعات المسلحة, محذراً إياها من الاستمرار في دعم التمرد في الشمال والانفصال في الجنوب..
وكانت تقارير كشفت عن ضخ إيران ملايين الدولارات لقيادات في الحراك الجنوبي بهدف الدفع بانفصال جنوب اليمن عن شماله وكذلك دعم جماعة الحوثي في صعده بمختلف أنواع منها الأسلحة والأموال..
ويجري حالياً في المحافظات اليمنية الواقعة في شمال الشمال مثل: (صعدة – الجوف- مأرب- حجة - عمران) والتي تتواجد فيها جماعة الحوثي بصورة لافتة، يجري حالياً وجرى مسبقاً إنشاء العديد من المعسكرات وتدريب الآلاف من الشباب اليمني والإفريقي بمختلف التدريبات العسكرية من أجل خطط مستقبلية تعدها الجماعة لتنفيذ مخطط إيران الهادف إلى جر اليمن إلى العنف.
وحصلت (يمن فوكس) على معلومات حصرية وخطيرة تؤكد وجود العديد من المدربين والخبراء الإيرانيين- يترجم لغتهم مترجمون لبنانيون وعراقيون – في احد معسكرات جماعة الحوثي بمحافظة حجة، والذين يقومون بتدريب أكثر من 1000 مجُند في تلك المعسكرات.
والتقت (يمن فوكس) بمجموعة من المجندين الذين نجحوا في الهرب من معسكر أبو دوار بعاهم بمديرية مستبأ بمحافظة حجة– بعد شهور من المحاولات – وحصلت منهم على روايات حول ما يدور داخل معسكرات جماعة الحوثي الممولة من طهران.
وفي سياق حديث أحد الأشخاص في المجموعة لـ(يمن فوكس) يقول: "كنا نتدرب على أيدي مدربين إيرانيين يترجم لغتهم مترجمين من لبنان والعراق".
ويقول آخر في رده على سؤال الصحيفة حول نوعية التدريبات التي كانوا يتدربون عليها، يقول: "كانوا يدربونا على زراعة الألغام وخوض الاشتباكات المسلحة وحفر الخنادق والقنص والقيام بعميله الاغتيالات والاختطافات والتخطيط للكمائن المسلحة".
وكان سفير طهران بصنعاء، محمود زاده, قبل الأسبوع الماضي في مؤتمر صحفي عقده بصنعاء، قال إن إيران لا تدعم جماعة الحوثي ولا الانفصاليين، مكذباً اتهامات الرئيس هادي لطهران بالتدخل في شؤون اليمن وساخراً من الشعب اليمني.
وتتكون المجموعة, التي نجحت في الهرب, من 5 أشخاص تم التغرير بهم واستقطبتهم جماعة الحوثي من أولياء أمورهم تحت مسمى تعلم القرآن الكريم، إلا أنهم تفاجئوا حال وصولهم إلى المعسكر بتدريبات وتعاليم من كتبحسين بدر الدين الحوثي, الأب الروحي للجماعة, ولا مكان للقرآن- حسب قولهم.
وكشف احد الخمسة الذين فروا من معسكر أبو دوار – والذي تحتفظ الصحيفة بأسمائهم حرصاً على سلامتهم كونهم مهددين بالقتل من قبل الحوثيين – كشف عن امتلاك الجماعة أسلحة متخلفة تتنوع بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة، وقال إن لديهم أسلحة الرشاشات الثقيلة والمدافع وقذائف آر بي جي وأطقم مدرعة ودبابات, بالإضافة إلى الأسلحة الشخصية كالكلاشنكوف والقنابل يدوية.
وقالت المجموعة في سياق حديثها للصحيفة: "هناك ورشتان لصناعة الذخائر والبنادق الآلية إحداها في منطقة مطرة بمحافظة صعده والأخرى في منطقه السرين في أعالي وادي حرض وتعمل هاتان الورشتان تحت إشراف خبراء ومهندسين من قبل السيد/ عبدالملك الحوثي ومن الحرس الثوري وحزب الله في لبنان.
وبشأن المجندين، قال أحدهم: "هناك ما يزيد عن ألف مجند في معسكرات الحوثي على جبال مستبأ بمحافظة حجة وأبو دوار بصعدة، وينتمي هؤلاء المجندون إلى محافظات مختلفة وبينهم عدد كبير من الأطفال المخطوفين من مناطق مختلفة".
وكشفت المجموعة أيضاً عن وجود مراكز تدريب- تديرها جماعة الحوثي - للأفارقة باليمن والذي يتم استخدامهم في حفر الخنادق, ثم يتم احتجازهم لدى الجماعة.. وأضاف احد المجموعة: "لا يسمح لنا بالاختلاط بهم".
وسردت المجموعة قصة هربها والتي تتحفظ الصحيفة على بعض تفاصيلها حتى لا يتم قطع الطريق أمام أولئك الذين يحاولون الهرب من المعسكران والذين تم التغرير بهم.
وحسب سرد الأشخاص الذين فروا، فقد توعدت قيادات جماعة الحوثي بحرب حاسمة قريبة على كُشر وما جاورها من المناطق بمحافظة حجة التي رفضت فكر الجماعة.
وتخوض جماعة الحوثي حروباً طائفية متعددة في مناطق عدة من البلاد، وعملت على توريد أسلحة مختلفة إلى العاصمة بهدف إسقاطها وتحاول حالياً التوسع في الجنوب ودعم فكرة الانفصال التي تساندها إيران.
وتشن الجمعة أيضاً حملة اعتقالات واسعة ضد المواطنين الذين يخالفون فكرهم في صعدة, حيث تم اعتقال أكثر من 200 شخص خلال العام 2012 وإيداعهم في سجونهم الخاصة، وقامت عناصر الحوثي أيضاً باعتقال ثمانية أشخاص بينهم أربعة أطفال في محافظة صعدة أمس الجمعة.
تزايد النشاط الإيراني في اليمن في الآونة الأخيرة وذلك مع النهاية التي باتت وشيكة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد وكذلك مع اندلاع الثورة ضد نوري المالكي- حليف إيران في العراق- وتأتي مع قرب موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي تسعى إيران إلى إفشاله بأي وسيلة.
ويقول تقرير فيدرالي أميركي إن هناك 30 ألف عنصر استخباراتي إيراني حول العالم يؤدون مهاماً في غاية السرية تمتد من لبنان إلى الأرجنتين، وتشمل عمليات التجسس والتفجيرات الإرهابية وتنفيذ الاغتيالات السياسية وسرقة المعلومات التقنية.
وحسب تقرير نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية فإن وزارة الاستخبارات الإيرانية لا تدعم الحركات الشيعية في العالم فقط، بل تمتد صلاتها بالكثير من المنظمات المحسوبة على المسلمين السنة، بما في ذلك تنظيم القاعدة وفروعه المتعددة في العالم.
وكان السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين عبر في تصريحات صحفية سابقة عن قلقه بشأن التقارير التي قال إنها تدل على أن جماعة الحوثي تدعم الدور الإيراني وتدخلها في الشأن اليمني، مضيفاً أن "نوايا" إيران في اليمن ليست لصالح البلاد، وان دورها يسعى لإجهاض الاستقرار وتغذية النار بالوقود.
ويتهم سياسيون يمنيون إيران بالسعي إلى إفشال مؤتمر الحوار الوطني الشامل وإفشال المبادرة الخليجية التي عارضتها منذ البداية.. وكانت تقارير سابقة قالت إن جماعة الحوثي تسعى إلى إسقاط صنعاء تنفيذاً لمخطط إيراني ينسف التسوية السياسية الجارية.