مقابلة مع مدرب المنتخب اليمني: ما الذي دفعك لتدريب اليمن وما رأيك بكرة القدم اليمنية؟
خاض المدرب الشاب توم ساينتفيت العديد من التجارب التدريبية منذ اعتزاله اللعب عندما كان بالرابعة والعشرين من العمر. وبعدما حقق العديد من النجاحات في أفريقيا، انتقل المدرب ذو التاسعة والثلاثين من العمر إلى تدريب منتخب اليمن مؤخراً حيث خاض معه بطولتي غرب آسيا وكأس الخليج.
وسيكون التحدي المقبل للمدرب ذو الروح المرحة قيادة منتخب اليمن بتصفيات كأس آسيا 2015 بعدما وقع المنتخب اليمني في المجموعة الرابعة التي تضم أيضاً قطر والبحرين وماليزيا حيث سيحاول المدرب السابق لنادي شباب الأردن أن يقود منتخب اليمن للمشاركة بكأس آسيا للمرة الأولى بتاريخه.
موقع FIFA.com التقى بالمدرب البلجيكي وتحدث معه عن مسيرته التدريبية وحظوظ اليمن بالتأهل إلى أستراليا 2015 إلى جانب تطور كرة القدم الأفريقية وكأس الأمم الأفريقية التي ستنطلق يوم السبت.
موقع FIFA.com: توم، لقد قمت بتدريب العديد من الأندية والمنتخبات قبل الإنضمام لتدريب اليمن العام الماضي. ما الذي دفعك لتدريب اليمن وما رأيك بكرة القدم اليمنية؟
توم ساينتفيت: السبب الرئيسي الذي دفعني لتدريب اليمني هو أنه كان لدي رغبة طويلة لأعمل في غرب آسيا كمدرب لأحد المنتخبات. عملت سابقاً مع نادي الغرافة القطري ومنتخب قطر تحت 17 سنة ونادي شباب الأردن. لدي خبرة كبيرة كمدرب للمنتخبات الأفريقية ولكن لم يكن لدي فرصة لأدرب أحد المنتخبات الآسيوية. لهذا كانت فرصة جيدة لي لأدرب منتخب بغرب آسيا. لم يحقق منتخب اليمن نتائج إيجابية سابقاً وتلقى الكثير من الأهداف وهو حالياً بالمركز 165 عالمياً. ما دفعني أيضاً لتدريب اليمن هو رغبتي بمساعدة كرة القدم اليمنية على التطور وتحقيق نتائج جيدة. لا أرغب فقط بالعمل ولكني لدي رغبة بقيادة اليمن إلى مركز متطور بالتصنيف العالمي.
ما رأيك بقرعة تصفيات كأس آسيا 2015 وما هي حظوظ اليمن بالمجموعة القوية التي تضم أيضاً قطر والبحرين وماليزيا؟
شخصياً أنا مرتاح للقرعة. ستكون مباراتنا الأولى أمام البحرين في فبراير/شباط المقبل وقد سبق لنا أن واجهنا البحرين ببطولة غرب آسيا. لدينا فرصة للمنافسة مع البحرين وعلى أرضنا يجب علينا الفوز عليهم. المباراة الثانية ستكون أمام ماليزيا ومدرب المنتخب الماليزي ك. راجاجوبال هو أحد أصدقائي. لقد قدم المنتخب الماليزي مستويات جيدة ولكني أتوقع أن نستطيع الفوز عليهم. بالنسبة للمنتخب القطري، فإن المباراة معهم ستكون مميزة بالنسبة لي حيث عملت لعامين هناك وأعرف الكثير من الأشخاص هناك. ستكون قطر هي المرشح الأوفر للتأهل ولكن الأمر الجيد هو أن أول فريقين بالمجموعة سيتأهلان لكأس آسيا وبالتالي لدينا إمكانية كبيرة للتأهل لكأس آسيا.
في الرابعة والعشرين من عمرك، أصبحت أصغر مدرب في تاريخ كرة القدم البلجيكية. كيف تنظر إلى هذا الأمر خصوصاً وأنه فريد من نوعه؟
لقد لعبت لعدد من الأندية ولكن بنفس الوقت تعرضت للكثير من الإصابات وفي ذلك الوقت عرفت بأن مسيرتي الكروية لن تستمر إلى أعلى المستويات وقررت تغيير مسيرتي. لقد كان قراراً حاسماً لأنني قررت التوقف عن اللعب والتوجه للتدريب. لقد قلت لنفسي بأنه عندما أصبح في عمر الثامنة والثلاثين وهو العمر الذي يبدأ به مدربو كرة القدم مسيرتهم التدريبية، فإنه سيكون لدي خبرة كبيرة. بالطبع في البداية قمت بالكثير من الأخطاء وكان هناك صعوبات خصوصاً بظل فارق العمر بيني وبين اللاعبين حيث كان البعض منهم أكبر مني سناً. ولكني سعيد أنني اتخذت ذلك القرار لأنني الآن أبلغ من العمر 39 عاماً ولدي 16 سنة من الخبرة التدريبية.
عملت سابقاً مع عدد من الفئات العمرية مثل منتخب قطر تحت 16 سنة والذي قدته إلى كأس العالم تحت 17 سنة بيرو 2005 FIFA. ما هي ذكرياتك عن تلك الفترة وكيف ساعدتك تلك التجربة؟
لقد كنت جزءاً من الجهاز التدريبي للمنتخب القطري إلى جانب المدرب الهولندي تيني رويخس ولكنها كانت تجربة رائعة. كنت أبلغ من العمر 31 سنة وكانت تجربة جيدة أن أعمل للمرة الأولى مع أحد الإتحادات الوطنية وكانت المشاركة بكأس آسيا التي أقيمت باليابان جيدة أيضاً. من تلك اللحظة كنت متأكداً من أنني أريد أن أعمل كمدرب للمنتخبات الوطنية. لقد عملت مع عدد من الأندية وحققت نجاحاً كبيراً ولكني أفضل العمل مع المنتخبات. لقد كان العمل في قطر تجربة رائعة بالنسبة لي.
بالنسبة لك أيهما أصعب؛ تدريب منتخب وطني أم تدريب نادي وما هي سلبيات وإيجابيات كل وظيفة منهما؟
يقول بعض المدربين بأنهم لا يريدون تدريب المنتخبات لأنهم يرغبون بالبقاء يومياً على أرض الملعب وهنا أتذكر قول المدرب أوتمار هيتسفيلد حول الفارق بين تدريب بايرن ميونيخ وتدريب منتخب سويسرا وقال حينها بأنه عندما كان مدرباً لبايرن ميونيخ كان هناك ضغط يومي ولكن عندما يخسر الفريق مباراة، يمكنه التعويض الأسبوع التالي وبالتالي سينسى الجميع الخسارة بينما عندما تخسر كمدرب للمنتخب فإن الجميع يتابع المباراة وسيتذكر الخسارة حتى لو كانت مباراة ودية. لذلك الضغط مع المنتخب أعلى من الضغط مع النادي ولكني شخصياً أحب جو المنتخب حيث يمكنك اختيار لاعبيك بناءاً على النظام الذي تلعب به وهو فخر كبير بالنسبة لي أن أدرب أي منتخب.
قمت بتدريب منتخب ناميبيا وساهمت بتقدم هذه الدولة الأفريقية 34 مركزاً في التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola. ما هو السر وراء هذا التطور؟
أعتقد أن السبب هو شخصيتي التدريبية حيث أنني أسعى دوماً للحصول على أقصى ما يمكن من تدريبي لأي منتخب وتوجيه اللاعبين لإتباع الأسلوب الذي أضعه. في ناميبيا، ساعدني الإتحاد هناك بشكل كبير وقد قضيت وقتاً رائعاً هناك وكان لدي مجموعة رائعة من اللاعبين الذين كانوا يرغبون بالتعلم ونجحوا باتباع التعليمات. لم نخسر أي مباراة على أرضنا خلال فترة عامين ونصف وتقدم المنتخب بشكل كبير بالتصنيف العالمي كما حققنا عدد من النتائج المميزة مثل التعادل مع جنوب أفريقيا وأنجولا. لقد كانت تجربتي الأولى كمدرب لمنتخب وطني حيث كنت بالخامسة والثلاثين من العمر وكان أمراً خاصاً بمسيرتي التدريبية.
قمت أيضاً بتدريب منتخب إثيوبيا وحققت نتائج لافتة أيضاً معه مثل التعادل مع نيجيريا. كيف نجحت في تحقيق هذه النتائج اللافتة هناك أيضاً؟
أعتقد أنني أثبت أن المنتخبات الصغيرة قد تحقق نتائج لافتة خلال وقت قصير أيضاً. لقد استلمت تدريب إثيوبيا قبل المباراة مع نيجيريا بعشرة أيام فقط ولعبنا بتشكيلة محلية خالصة وعملنا معاً لمدة أسبوع معاً. لقد كانت إحدى اللحظات الجميلة بمسيرتي بحضور أكثر من 30 ألف متفرج لمباراة بتصفيات كأس الأمم الأفريقية 2012. لعبنا بشكل جيد وكنا نستحق الفوز أيضاً وأعتقد أن التعادل كلّف نيجيريا التأهل. هذا الأمر يثبت بأن أي نادي وأي منتخب يمكنه أن يحقق نتائج إيجابية إذا ما كان هناك خطط تدريبية صحيحة ومجموعة جيدة من اللاعبين.
بالحديث عن هذا الأمر، ما رأيك بما حققه منتخب الرأس الأخضر في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2013 بإقصائه منتخب الكاميرون والتأهل إلى البطولة للمرة الأولى بتاريخه؟
منتخب الرأس الأخضر هو منتخب جيد وهم يملكون شعب محب لكرة القدم ولديهم أيضاً عدد من اللاعبين المحترفين بأوروبا. هناك العديد من الدول التي لديها مواهب وفي أفريقيا هناك الكثير من المواهب الكروية والناس يحبون اللعبة ولذلك لا أعتقد أنه هناك أي دولة "صغيرة" كروياً. المشكلة الوحيدة في أفريقيا هي أنه هناك الكثير من الدول الكبيرة لديها فكرة خاطئة عن تحضير الفريق لمواجهة المنتخبات الأخرى. هذا الأمر يظهر بأنه في كل أفريقيا هناك موهبة وإذا كان لديك مدرب جيد يملك فكر تدريبي إيجابي، يمكن تحقيق نتائج جيدة.
ستنطلق يوم السبت كأس الأمم الأفريقية 2013. من برأيك المنتخبات المرشحة للفوز باللقب؟
من الصعب جداً الإختيار نظراً لتواجد عدد من المنتخبات الجيدة. قدّم منتخب زامبيا أداء مميز بالبطولة السابقة وفاجأ الجميع ولكني لا أتوقع أن يفوزوا باللقب للمرة الثانية على التوالي. أوقعتهم القرعة أيضاً بمجموعة صعبة إلى جانب بوركينا فاسو وإثيوبيا ونيجيريا وبالتالي الأمور لن تكون سهلة. عادة، الترشيحات تنصب على كوت ديفوار وغانا ونيجيريا وتونس وربما أصحاب الأرض جنوب أفريقيا ولكني أعتقد أن نيجيريا لديها هدف قوي للفوز باللقب. كرة القدم في نيجيريا تحتل حيز كبير في البلد وإذا ما نجح منتخب نيجيريا بتقديم أداء مميز واللعب بخطة جيدة فإنهم يملكون فرصة كبيرة للفوز باللقب.