جامعة صنعاء ... وحبال الأيتام !!
اخبار الساعة - عزيز محمد الضبيبي بتاريخ: 01-02-2013 | 12 سنوات مضت
القراءات : (2622) قراءة
يتدثرون بالبرد،لكنه ليس برد الهواء لأن أجسامهم اعتادت عليه وألفته؛إنما اعنيه هي برودة المشاعر التي يتعامل بها مع الأيتام مسئولي الجامعة وعلى رأسهم رئيس الجامعة ونائبه لشئون الطلاب وكذلك الأمين العام للجامعة،وبالمناسبة فكاتب هذه الأسطر بين زملائه ,هو جاسوس لمدير عام الأيتام /أحلام العرشي ومخبر لرضران مسعود وعادل العصيمي ومندس من قبل رئيس الجامعة ونائبه لشؤون الطلاب وأمينها العام ولكن الأيتام يتعالون فوق جراحاتهم دائما فهم يجدون لي ربما عذراَ لتعاملي باللين مع هؤلاء فيحجزون لي طعاما إذا تأخرت ويسألون عني إذا غبت ومستعدون للقتال إذا تفوه شخص من خارج الأيتام بمثل هذه العبارة لأي يتيم وذلك على مبدأ(أخوة اليتم التي جاءت بها الأقدار إلينا(اليتيم بسيئاته وحسناته منا وفينا))وبالمثل يعمل كل من هو في مثل حالتي فيتقبل الكلام الذي يصدر من زملائه وبروح رياضية حيناَ وحينا أخر لأنه يبدو كالحقيقة على الأقل من خلال الظاهر فمطالبتي لزملائي أن يتعاملوا باللين والإستعطاف مع كل من يتواصل معهم سواءَ كان مسئولاَ عن معاناتهم أو زائراَ لينقل عنا لم تثنهم عن رفع أصواتهم عند المطالبة بحقوقهم ولأني على ما يبدو نسيت أن هؤلاء المسئولين يتحملون كامل المسئولية عن معاناة الأيتام وزد على ذلك عدم مراعاة من يطلب منهم ذلك خشونة الإسفلت الذي ينام عليه الأيتام وعدم وجود أي خدمات في المكان الذي يعتصمون فيه (مثل الحمامات وغيرها)لأنها أغلقت في وجوههم كنوع من سياسات التطفيش التي يمارسها بالعادة معظم المسئولين اليمنيين مع الأسف،ولذلك كان الواجب ان أطالبهم بأن يغضبوا ويرفعوا أصواتهم حتى يملئوا الدنيا هديراَ وليس العكس،ومن هذا المنطلق إذا كانت إدارة الجامعة أو غيرها تنتظر أن يدب الخلاف والملل واليأس إلى قلوبنا ونتشتت فذلك وهم لأن حبال القرابة اليتمية التي تربطنا أقوى من أن يفتتها خلاف وعمق المأساة يمنع الملل من الحضور أضف إلى ذلك أن أكثر فائدة يكتسبها الأيتام عند الإلتحاق بدور الأيتام هي حسن إدارة الخلاف بسب كبر حجم الأسرة الجديدة التي يلتحق بها(الزملاء)فلديهم القدرة على جعل الخلاف يلد فوائد عظيمة.
ومن نافلة القول أن أشير هنا إلى كلام زميلي محمد المطري عندما كنا نناقش المعيقات التي قد تقف في طريق الأيتام فقد قال (أن الأيتام يد واحدة وأسرة واحدة وبالتالي فمن الطبيعي أن يحدث فينا ما يحدث في الأسرة من خلاف أو اتفاق ثم أردف يدعي ربه(اللهم أهلك من يسعى أو يعمل على إعاقة أن يأخذ الأيتام مسكنهم وحقوقهم سواءَ كانوا من الأيتام أو من غيرهم)فردد بعده الجميع (آمين)لقد رأيت في عيونه وهو يدعي كلاماَ كثيراَ لعل أهم ما فيه(هو أن الله معنا يحمي ويساند)ولهذا فعون الله أقوى من كل الدسائس والمعوقات وحبل العون ممدود لكل الضعفاء ونحن ممسكون به.
ومما ينبغي أن يذكر هنا أن جامعة صنعاء لم تعرف إدارة متساهلة وضعيفة أكثر من الإدراة الحالية تخيلوا معي أن رئيس جامعة برتبة وزير يخاطب أيتام لا حول لهم ولا قوة وعن موضوع هو مسئول عنه قائلاَ(أسير أضارب العسكر ,سيروا خرجوا سكنكم )ولذلك فذاكرة الأيتام لا تنسى فكما يجل الأيتام ويعزو ويقدروا ويحبوا الأستاذ الدكتور/خالد طميم رئيس الجامعة السابق وذلك لأنه أعتمد العديد من المميزات للأيتام وخصوصا طلاب دار الأيتام فلم تجد الإدارة الجديدة غير إلغاء جل تلك الخدمات والمميزات فعلى سبيل المثال ألغت المساعدة المقدمة لهم في قيمة المنهج إبتداءَ من الترم الثاني للعام الدراسي الماضي وألغت حفل التخرج الذي كانت تقيمه الجامعة سنوياَ ثم أصدرت توجيهات تجبر طلاب الدار على وجه الخصوص بدخول إمتحانات القبول بغرض سحب المقاعد الدراسية المخصصة للدار لأن النظام الموازي والنفقة الخاصة لا يشترطان إختبار قبول أصلاَ .
الأدهى من ذلك والأشد مرارة هو أن رئاسة الجامعة الجديدة وكذلك نيابة رئاسة الجامعة وأمانتها العامة قد جعلت الدراسة بالنسبة لطلاب دار الأيتام كمن يسير وهو يعرف أنه يوجد في نهاية الطريق الذي يسير فيه أخدود من المعاناة والتشرد والضياع،فقد كانت الجامعة تعطى طلاب دار الأيتام الحكومية بعد تخرجهم من الجامعة إرسالية إلى رئاسة الوزراء لتوظيفهم كأولوية وذلك لأن طلاب هذه المدرسة يلتحقون بهذه المدرسة صغاراَ فهم لا يملكون أسراَ يعودون إليها بعد إكمال الدراسة فتساعدهم الدولة بسرعة توظيفهم ليتمكنوا من بناء أنفسهم ويتمكنوا من المساهمة في بناء وطنهم ورد خدمة رعاية الدولة لهم فتجنبهم بذلك من التشرد والتطرف والضياع؛إلا أن رئاسة الجامعة وأمانتها العامة رأت أن إرسالية طلب توظيف الأيتام فساداَ وظلماَ في الأرض كبير،ينبغي قطعه واستئصاله وقد فعلوا.
فصار طالب الأيتام يؤرقه أن يقال له(أنت هذه السنة خريج)لأن هذه الكلمة تعنى أن تختار بين مرارات الأشياء؛فإما أن يكون الشارع هو البيت،وبالتالي الهلوسة......أو عبور الحدود كمجهول لرعي الأغنام لينسى ما تعلمه لسنوات (وكان يمكن القيام بهذا العمل بعد الصف التاسع فلماذا أخرتمونا كل هذه السنوات)أو البحث عن من يوصلنا إلى قاسم الريمي أو الشبواني ليعطينا بندقية وحزاماَ ناسفاَ أو البحث عن من يكون لنا سيداَ لنعيش أو نموت وهذه الحلول كلها مرة،ويبقى معنا حبل الرجاء وترديد كلمة إرحل علها أن تبعث من مرقدها فتفيد(وتباَ لمن يصنع مآسي الأيتام ويحيل حياتهم إلى مرارة لا تطاق).
اقرأ ايضا: